فورين بوليسي: لا ينبغي أن تلهينا التوترات بين إسرائيل وإيران عن معاناة الفلسطينيين

كاتب أمريكي: لماذا لا تتحدث وسائل الإعلام الدولية عن المجاعة في غزة؟

بسام عباس
المجاعة في غزة

حذرت مجلة فورين بوليسي من الكارثة الإنسانية التي حلت بغزة، وقالت إن احتمال حدوث مجاعة بين سكان هذا الجيب الفلسطيني البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون نسمة قد ارتفع أخيرًا إلى حد الإنذار العالمي.

وانتقدت وسائل الإعلام الدولية التي لم تفعل الكثير لشرح كيف تمكن الفلسطينيون في غزة من إطعام أنفسهم، رغم أن إسرائيل فرضت قيودًا شديدة على توصيل المساعدات الغذائية وإمدادات الإغاثة بالشاحنات.

تجاهل إعلامي

قال الأستاذ في كلية الدراسات العليا للصحافة بجامعة كولومبيا، هوارد فرينش، في تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي 22 أبريل 2024، إن الأكثر إثارة للدهشة هو تجاهل وسائل الإعلام هذه للمجاعة في غزة وعدم تناولها معاناة الفلسطينيين المحاصرين داخل منطقة الحرب هذه.

وأضاف أن الصحافة العالمية، في مواجهة أزمة بهذه الأبعاد، ينبغي أن تتشبع بصور الحياة اليومية والمعاناة في غزة، متسائلًا عن صور الأطفال الذين يتضورون جوعا، والصور التي تظهر آثار الكواشيوركور أو غيرها من أشكال سوء التغذية الناجم عن القيود والحصار.

منع الصحافة المستقلة

أوضح فرينش أن العالم تراجع عن الصدمة اللحظية في وقت سابق من هذا الشهر عندما هاجم الجيش الإسرائيلي قافلة طعام، ما أسفر عن مقتل 7 عمال من منظمة المطبخ المركزي العالمي، وهم جزء صغير من عمال الإغاثة غير العاديين الذين قتلوا في هذه الحرب حتى الآن والذين يزيد عددهم على 200 عامل.

وأشار إلى أن إسرائيل نجحت في الحد من وصول الصحافة المستقلة إلى غزة، ومنعت انتشار صور المجاعة التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة، حتى في الوقت الذي كانت فيه القنوات الإخبارية التي تبث على مدار 24 ساعة والقنوات المصورة التي يتم تحديثها باستمرار قد نجحت في ذلك.

تحويل الانتباه

أفاد البروفيسور الأمريكي بأن الأمر الأكثر لفتا للنظر هو مدى السرعة التي أزيحت بها قصة المجاعة الطارئة في غزة، ولم يكن هذا بسبب أي تقدم في توصيل الطعام، ولكن بسبب الاهتمام بالانتقام الإيراني بالطائرات المسيرة والصواريخ ضد إسرائيل بعد قصفها موقع دبلوماسي إيراني في دمشق.

وقال إن الحكومة الإسرائيلية حددت توقيت هجومها ضد الجنرالات الإيرانيين في دمشق على وجه التحديد لتحويل انتباه العالم بعيدًا عن الكارثة في غزة، إذ ظهرت مؤخرًا دلائل قوية تشير إلى فقدان إسرائيل التأييد الشعبي الأمريكي بسبب حربها الغاشمة على غزة، فعدد القتلى يقدر بنحو 33 ألف قتيل، أغلبهم من المدنيين.

وذكر أن المحللين تكهنوا منذ فترة طويلة بأن نتنياهو سعى إلى إطالة أمد الأزمة في غزة لأن إنهاء هذه الأزمة سيؤدي إلى دعوات لإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، وإجراء تحقيق في عدم استعداد إسرائيل للهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، ومتابعة التحقيقات المتعلقة بنتنياهو نفسه.

ربما يعجبك أيضا