أوكرانيا في منتدى «دافوس».. لا خلط بين الأخلاق والجوانب العملية

علاء بريك

خيارات قصيرة المدى مع عواقب طويلة المدى. يُطلب من القادة اتخاذ قرارات غير عادية معنوية وأخلاقية واقتصادية.


اختتم منتدى الاقتصاد العالمي، في دافوس، يوم الخميس 26 مايو 2022، أعماله في المدينة السويسرية بعد مناقشة لقضايا وتحديات عالمية، تصدرتها الحرب الروسية الأوكرانية.

بحسب شبكة سي إن إن، آخر اجتماع أجراه منتدى دافوس، لم يكن وباء كوفيد-19 قد تفشى، ولم يكن الاقتصاد مضطربًا، ولم يتصور أي من المشاركين فكرة حدوث معارك مسلحة في أوروبا. فماذا تغير؟

في أي ظرف يُعقد منتدى دافوس؟

في الاجتماع الحالي، انقلب العالم رأسًا على عقب، فمن ناحية وباء آثاره لا تزال مستمرة، ومن ناحية أخرى حرب زعزعت الاقتصاد العالمي، والتضخم يقض مضاجع الاقتصادات حول العالم، وعدم المساواة تتزايد. وبيّن الملياردير التسعيني، جورج سوروس، أن الحرب الروسية قد تكون “فاتحة لحرب عالمية ثالثة قد لا يكتب لحضارتنا فيها النجاة”، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

وأجمع الحضور على موقف معاداة الاجتياح الروسي، وليس أدلّ على هذا من استبعاد روسيا والروس من المشاركة في المنتدى، وركّزت المشاركة الأوكرانية على مطلب زيادة العقوبات وتشديدها وحظر استيراد الطاقة الروسية.

الحرية وحرية التجارة

في حديثه خلال المنتدى، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتِنبرج: “تفوقُ الحرية في أهميتها حرية التجارة. إن الدفاع عن قيمنا أهم من الأرباح… إن الأمر لا يتعلق بروسيا وحدها، بل بالصين أيضًا، الدولة الشمولية التي لا تشاركنا قيمنا وتقوِّض النظام العالمي”.

وأعرب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زلِنيسكي، في مداخلة عبر الفيديو عن امتعاضه من غياب وحدة الصف بين الدول الغربية. وشدَّد مجددًا على الحاجة إلى الدعم الأوروبي الموحد، منتقدًا استمرار التعامل التجاري مع روسيا في مجال الطاقة.

الاعتبارات العملية

تُلخّص الصحفية، جوليا تشاتيرلي، الموضوع الحقيقي لدافوس 2022 بأنه “خيارات قصيرة المدى مع عواقب طويلة المدى. يُطلب من القادة اتخاذ قرارات غير عادية معنوية وأخلاقية واقتصادية لمساعدة أوكرانيا، ولكن بكلفة مالية متزايدة على كاهل شعوبهم”.

وأمام المطالب، تبرز اعتبارات عملية أجدى بالأخذ في الحسبان. على سبيل المثال، قال رئيس برنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيسلي، إن العالم يحتاج إلى أسمدة روسيا وقمحها، وإلا سيعاني المزيد من الناس من الجوع. وأوضح وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابك، هذا التناقض بطريقة جلية حين قال لشاتيرلي، إن خيار ألمانيا الأخلاقي واضح، لكن الجوانب العملية مسألة أخرى تمامًا.

قضايا عاجلة ورأي مخالف

تبرز في دافوس قضايا أخرى عاجلة، مثل حصار روسيا للموانئ الأوكرانية، ما أسماه رئيس برنامج الغذاء العالمي: “إعلان الحرب على الأمن الغذائي”، وأزمة المناخ وتفاقمها.

من جانب آخر أثار تعليق وزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري كِسنجر، استياءً وغضبًا، فقال يجب على أوكرانيا النظر في خيار التنازل عن جزء من أراضيها لقاء إنهاء الحرب. وهو تعليق مستهجن في العلن، لكنه يدور وراء الكواليس. بحسب تشاتيرلي.

ربما يعجبك أيضا