مراكز الأبحاث العالمية تناقش «تغيير النظام في روسيا وخطط أردوغان العسكرية»

هالة عبدالرحمن

إذا قرر بوتين إعلان التعبئة في بلاده، فسوف يغير الصفقة التي أبرمها مع شعبه ويحتمل أن يزعزع استقرار نظامه، بينما تراقب الولايات المتحدة من الخطوط الخلفية، وقد تلعب على اتجاه الرأي العام الروسي من أجل الانقلاب على بوتين.


ناقشت مراكز الأبحاث في العالم عددًا من القضايا الرئيسة والملفات الملحة التي شغلت الساحة السياسية وسيطرت على مجريات الأوضاع في الفترة الأخيرة.

مراكز الأبحاث تحدثت عن عدم قدرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التراجع أو حتى الاستمرار في حربه ضد أوكرانيا إلا بقرار تعبئة عامة قد يكلفه استمراريته في الحكم، بالإضافة إلى أن الخطط العسكرية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أصبحت حجر عثرة في طريق انضمام فنلندا والسويد للناتو.

هل يستطيع بوتين التراجع عن الحرب؟

تساءلت “فورين أفيرز” في تقرير لها أمس الثلاثاء 31 مايو 2022، عن إمكانية تراجع بوتين عن الحرب في أوكراني، مشيرةً إلى أن الرئيس الروسي في موقف لا يحسد عليه نظرًا لأن المرحلة الأولى من الحرب كانت مكلفة للغاية بالنسبة لروسيا، فضلًا عن المقاومة الشديدة من قبل الجيش الأوكراني.

وأشارت إلى أن أوكرانيا استعصت على بوتين الذي يواجه صعوبة خطيرة في تحقيق أي شيء ذي مغزى في ساحة المعركة دون تكليف عدد أكبر بكثير من القوة البشرية المتوفرة حاليًا.

قرار التعبئة العامة في روسيا

إذا قرر بوتين التعبئة، فسيغير الصفقة التي أبرمها مع الجمهور ويحتمل أن يزعزع استقرار نظامه، بينما تراقب الولايات المتحدة من الخطوط الخلفية، وقد تلعب انقلاب الرأي العام الروسي على بوتين، بدون أن يبدو أن لها تأثير كبير أو ربما أي تأثير حقيقي.

رداً على ذلك، بدأ الكرملين في تقويض الحقوق والحريات التي كان يتمتع بها المجتمع الروسي، ما أدى إلى تأليب الأغلبية الوطنية ضد أولئك الذين اعتبرهم النظام دخلاء وعملاء وخونة. لكن شعبية بوتين تراجعت وبدأت شرعية النظام في التآكل. بحسب “فورين أفيرز”.

تغيير الحكم في روسيا

أوضحت “فورين أفيرز” أن إدارة بايدن لديها فرصة لتغيير الحكم في روسيا عبر الشتات الروسي، فيوجد الآن مئات الآلاف من الروس المتعلمين تعليمًا عاليًا يعيشون في مدن في أوروبا وآسيا الوسطى وتركيا وجنوب القوقاز لأنهم لم يتمكنوا من قبول الحرب لأسباب اقتصادية، مقدرين أن مستقبل روسيا المالي قاتم.

ولكن فرصة تشكيل حكومة في المنفى وقيادة عملية انتقال ديمقراطي داخل روسيا غير مرجحة لأن المهاجرين الروس قد لا يرحب بهم مرة أخرى في روسيا ما بعد بوتين، فمن غادروا خلال موجة الهجرة السابقة بعد ثورة 1917، لم يتمتعوا بأي تأثير على التطورات السياسية في الاتحاد السوفيتي، وغير المرجح أن يكون الشتات في القرن الـ21 وسيلة لتغيير روسيا.

مخططات أردوغان العسكرية مقابل انضمام السويد وفنلندا

يدور الخلاف بين الناتو حول المعارضة التركية لعضوية السويد وفنلندا حول أكثر من مجرد توسيع تحالف شمال الأطلسي العسكري، بل يتعلق الأمر بالأهداف السياسية المباشرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب تقرير نشرته ريسبونسبل ستيت كرافت في 28 مايو 2022.

وتُعقد الخطط العسكرية لأردوغان انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، فيما فرضت الدولتان الاسكندنافيتان حظر توريد أسلحة على أنقرة بعد توغلها الأولي في سوريا في عام 2019. وطالب أردوغان برفع الحظر كجزء من أي اتفاق بشأن عضوية السويدية والفنلندية في الناتو.

طموحات أردوغان ومبيعات الأسلحة الأمريكية

يدور الخلاف حول الجهود التركية لعرقلة دعم التطلعات الكردية العرقية والثقافية والقومية في تركيا وسوريا والعراق، وقد يكون الخلاف أيضًا بمثابة لعبة من قبل ثاني أكبر جيش في الناتو لاستعادة مبيعات الأسلحة الأمريكية، لا سيما لتحديث أسطول تركيا القديم من الطائرات المقاتلة “إف 16″، بالإضافة إلى الطرازات الأحدث الأكثر تقدمًا من F-16 و”إف 35”.

وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط، ستيفن إدوارد، لـ”ريسبونسبل ستيت كرافت”: “اللعب بالبطاقة الكردية يفيد أردوغان محليًا، وربما في وقت يعاني فيه الاقتصاد من ركود مع معدل تضخم 70%، ويستفيد أردوغان سياسيًا دائمًا عندما يواجه حزب العمال الكردستاني والجماعات المرتبطة به، مثل وحدات حماية الشعب في سوريا.. في الواقع مهاجمة الحزب ووحدات حماية الشعب عملية ثنائية”.

القيادة السياسية الصومالية الجديدة وعلاقتها مع الإمارات

شدد تقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الصادر في 26 مايو 2022، على أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يجب أن تَتَشجع من علاقات الرئيس الصومالي المقبل مع الإمارات العربية المتحدة، وانفتاحه كما يبدو تجاه تعزيز مكافحة الإرهاب.

وتمنح عودة حسن شيخ محمود لرئاسة الصومال فرصًا لإدارة بايدن من أجل تعميق شراكتها مع مقديشو وتعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة. بالنظر إلى موقع الصومال الاستراتيجي على خليج عدن، فقد شكلت البلاد حلقة وصل لتهريب الأسلحة والنشاط القتالي الذي يؤثر على كل من الشرق الأوسط وإفريقيا.

التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بالصومال

تعد حركة الشباب أكبر جماعة تابعة لتنظيم “القاعدة”، وقدّرت الأمم المتحدة مؤخرًا عدد مقاتليها بنحو 12 ألف فرد، وإيراداتها نحو 10 ملايين دولار شهريًا. الجماعة التابعة لتنظيم “داعش” في الصومال تبني قوتها تدريجيًا أيضاً، وتشكل الحكومة الصومالية شريكًا لا غنى عنه في محاربة هذه الجهات الفاعلة. ويمكن أن يتقبل الرئيس الجديد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو هدف رئيس لإدارة بايدن.

ويساهم التغيير في تعزيز احتمال توسيع نطاق “اتفاقيات إبراهيم” لتشمل الصومال. ويمكن أن تساعد إسرائيل الصومال في مكافحة الإرهاب واقتصاديًا، في حين أن العلاقات القوية لحسن شيخ محمود مع الإمارات يمكن أن تسهّل قنوات التواصل مع القدس، وقد تضطلع الولايات المتحدة بدور الوسيط في هذا الصدد.

 أزمة سريلانكا

بعد أسابيع على أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية في سريلانكا، اقترح رئيس الوزراء، رانيل ويكرمسينغ، ضم 4 ممثلين عن الشباب في لجان البرلمان الـ15، مضيفًا في تصريح متلفز: “بموجب الإصلاحات المقترحة ستقلص سلطات الرئيس وتعزز سلطات البرلمان، الحكم سيكون ذا قاعدة عريضة من خلال اللجان، وسيعمل المشرعون والشباب والخبراء معًا”. وفق “ذا ديبلومات”.أمس.

ويعتصم المتظاهرون، الذين يتألفون أساسًا من الشباب، خارج مكتب الرئيس لأكثر من 50 يومًا، مطالبين باستقالة الرئيس جوتابايا راجاباكسا، وتحميله وعائلته مسؤولية أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد، وإصلاح نظام الحكم، قائلين إن الإدارات المتعاقبة منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1948 أساءت حكم البلاد، ما أدى إلى أزمات اقتصادية واجتماعية.

ربما يعجبك أيضا