جنرال أمريكي متهم بالتعاون مع قطر.. ما طبيعة الاتهام؟

صادَرَ مكتب التحقيقات الفيدرالي بيانات إلكترونية لجنرال متقاعد، تفيد أنه حجب وثائق تدينه، تتعلق بدوره في حملة ضغط أجنبية غير قانونية، نيابة عن دولة قطر.

وبحسب جريدة نيويورك تايمز، في تقريرها المنشور، الثلاثاء 7 يونيو 2022، تتزايد الاحتمالات في أن تُرفع أمام المحكمة الفيدرالية قضية جنائية ضد الجنرال السابق في مشاة البحرية، جون آر ألين، الذي قاد القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان من قبل.

تفاصيل الانتهاكات

بحسب الصحيفة، أعد عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي باباك أديب، طلب مذكرة تفتيش، أشار فيها إلى تعمد الجنرال ألين، انتهاك قانون تسجيل الوكلاء الأجانب بعدم التسجيل كوكيل أجنبي، في حين تقول ملفات المحكمة إن ألين سخّر جهوده لمساعدة قطر على التأثير في سياسة الولايات المتحدة في عام 2017، عندما اندلعت أزمة دبلوماسية بين قطر وجيرانها في الخليج العربي.

ومن جهته، رفض ألين التعليق على الاتهامات، ونفى سابقًا العمل كوكيل قطري، وقال إن جهوده بشأن قطر في 2017 كانت مدفوعة لمنع اندلاع حرب في الخليج، من شأنها أن تعرض القوات الأمريكية للخطر، وقال المتحدث باسم ألين لوكالة أسوشيتد برس، الأسبوع الماضي إن ألين “تعاون طواعية مع تحقيقات الحكومة في هذا الأمر”.

تقديم معلومات مغلوطة لتقريب الولايات المتحدة من قطر

قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن ألين زيّف الأحداث حول عمله في قطر، خلال مقابلة عام 2020 مع مسؤولي إنفاذ القانون، وأساء تمثيل دوره في حملة الضغط أمام المسؤولين الأمريكيين، وضغط على الحكومة الأمريكية بإعطائها معلومات مغلوطة لمصلحة قطر، مقابل إبرام صفقات تجارية بملايين الدولارات مع حكومتها.

ومن جهتها، تقول سجلات المحكمة إن ألين لعب دورًا مهمًّا في تغيير رد فعل أمريكا تحديدًا، فبحسب رواية السلطات الأمريكية، ضغط ألين على مستشار الأمن القومي آنذاك إتش آر ماكماستر، حتى تتبنى إدارة ترامب لهجة أكثر صداقة مع قطر، وأرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني، إلى مستشار الأمن القومي هربرت مكماستر، يحثه فيها على إصدار البيت الأبيض بيانًا يوصي الجميع بضبط النفس.

من هو جون آر ألين؟

بحسب موقع معهد بروكنجز، فإن جون ألين هو جنرال متقاعد من مشاة البحرية الأمريكية، وقائد سابق لقوة المساعدة الأمنية الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي “إيساف” والقوات الأمريكية في أفغانستان. وتولى جون رذرفورد ألين رئاسة معهد بروكينجز في نوفمبر 2017، بعد أن عمل مؤخرًا زميلًا متميزًا في برنامج السياسة الخارجية في معهد بروكينجز.

وقد خدم ألين في منصبين دبلوماسيين رفيعي المستوى، بعد تقاعده من سلاح مشاة البحرية. الأول لمدة 15 شهرًا، بصفته مستشارًا أول لوزير الدفاع لأمن الشرق الأوسط، قاد خلالها الحوار الأمني لعملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية. ثم عيّنه الرئيس باراك أوباما مبعوثًا رئاسيًّا خاصًّا للتحالف الدولي، لمواجهة داعش، مدة 15 شهرًا، وأدت جهوده الدبلوماسية إلى زيادة التحالف إلى 65 عضوًا.