أول انتشار جوي ألماني في منطقة الهندوباسيفيك.. رسائل ومخاوف

علاء بريك

تبدي ألمانيا مخاوف من زيادة الإنفاق العسكري في بعض دول منطقة الهندوباسيفيك.


أقلعت طائرات ألمانية متجهة إلى منطقة الهندوباسيفيك للمرة الأولى، للمشاركة في عدد من المناورات والتدريبات، أمس الأول الاثنين، 15 أغسطس 2022.

وبالأمس، أرسلت ألمانيا بعضًا من قواتها للعمل ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي لحفظ السلام في البوسنة، للمرة الأولى أيضًا. واعتبر مسؤولون عسكريون ألمان أن إرسال سرب جوي إلى آسيا “إجراء مهم”، في إطار إظهار القدرة الألمانية العسكرية أمام الجميع.

في يوم وليلة

حسب موقع “ديفنس نيوز“، أقلعت يوم الاثنين الماضي، 15 أغسطس 2022، 6 طائرات “يوروفايتر” ومعها 7 طائرات أخرى متعددة الأدوار، من قاعدة نيوبورج الجوية في ألمانيا، قاصدةً سنغافورة في رحلة تمتد على 10 آلاف كيلومترًا، ومخطط لها أن تستغرق 24 ساعة مرورًا بأبوظبي، بهدف المشاركة في تدريبات ومناورات عسكرية مع الحلفاء والشركاء في منطقة الهندوباسيفيك.

بهذه الخطوة، تكون ألمانيا أرسلت أول سرب جوي إلى منطقة الهندوباسيفيك المتوترة بعد مخاوف من تطور التوترات بين الصين وبعض جيرانها من حلفاء الغرب. وعلق قائد القوات الجوية الألمانية، إنجو جيرهارتز، على إرسال السرب بالقول: “نريد إظهار قدرتنا على الوصول إلى آسيا خلال يوم واحد”.

ما بعد أوروبا

وصف جيرهارتز خطة العمل الحالية، المعروفة بـ”رابيد باسيفيك 2022″، بأنها أكبر عملية انتشار شهدها سلاح الجو الألماني وأكثرها تحديًا على الإطلاق، وشدد على الأهمية الخاصة للمشروع لكونه يرسل رسالة واضحة إلى كل من الحلفاء وغير الحلفاء بأن القوات الجوية بوسعها الانتشار بسرعة إلى أماكن بعيدة خارج أوروبا.

بحسب وزارة الدفاع الألمانية فإن “رابيد باسيفيك” تبين أن التفكير الأمني الألماني لا يقتصر على نطاق أوروبا، رغم ما في القارة من تحديات ومشكلات. فبالإضافة إلى المهمة الحالية، تواصل القوات الجوية الألمانية أداء مهامها في منطقة البلطيق إلى جانب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).

المناورات والتدريبات

تشهد منطقة الهندوباسيفيك عديد المناورات والتدريبات المشتركة، ومن المقرر أن يشارك الأسطول الألماني في عدد منها بداية من أستراليا حيث تنطلق في 19 أغسطس المقبل مناورات “بيتش بلاك” بعد عودة المناورات هذه السنة، بعدها تشارك في تدريبات “كاكادو” مع البحرية الأسترالية ومن ثم مع القوات الجوية السنغافورية لاحقًا.

وفي يونيو الماضي، قادت الولايات المتحدة بمشاركة 26 دولة تدريبات حافة الباسيفيك، المعروفة بـ”ريمباك”، وبعد هذه التدريبات جرت تدريبات “جارودا شيلد” في 1 أغسطس الحالي، بالمشاركة مع القوات المسلحة الإندونيسية، مع مشاركة اليابان للمرة الأولى. وتمثّل المنطقة أولوية استراتيجية للأمن القومي الأمريكي، حسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية.

لماذا تذهب ألمانيا إلى الخارج؟

حسب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، ازداد النشاط العسكري “العدائي” الصيني في منطقة الهندوباسيفيك، ما يهدد حركة الملاحة والتجارة في بحر الصين الجنوبي، وقد أعربت وزارة الدفاع الألمانية عن مخاوف من زعزعة الاستقرار في تلك المنطقة.

علاوة على المخاوف من تزعزع الاقتصاد الألماني، تبدي ألمانيا مخاوف من زيادة الإنفاق العسكري في بعض دول منطقة الهندوباسيفيك، لا سيما التي تمتلك السلاخ النووي كالصين والهند وباكستان، لهذا تعزز من تحالفاتها مع الشركاء في المنطقة لضمان حرية الملاحة في المنطقة واحترام القانون الدولي والسيادة الوطنية.

ربما يعجبك أيضا