رئيس الوزراء الياباني في سيول.. زيارة تاريخية تتجاوز عقودًا من العلاقات المضطربة

عمر رأفت
كيشيدا في كوريا الجنوبية .. زيارة تاريخية لتحسين العلاقات المضطربة بين الجيران

زيارة رئيس الوزراء الياباني التاريخية إلى كوريا الجنوبية تواجه عقبة العلاقات المضطربة بين البلدين.


يصل رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، غدًا الأحد 7 مايو 2023، إلى كوريا الجنوبية، ليصبح أول زعيم ياباني يزور البلاد منذ أكثر من عقد.

وقالت مجلة الإيكونومست البريطانية إن رحلة كيشيدا بمثابة دليل على مدى سرعة تحسن العلاقات المضطربة بين الجارتين، اللتان يحمعهما تاريخ معقّد يشمل احتلال اليابان شبه الجزيرة الكورية بين عامي 1910 و 1945.

إنهاء كافة النزاعات المحتدمة

قال كيشيدا إنه يتمنى أن تعطي هذه الرحلة زخمًا لما وصفها بالدبلوماسية المكوكية بين اليابان وكوريا الجنوبية، بعد اتفاق مع الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، في مارس الماضي، على استئناف الزيارات المتبادلة بانتظام.

وأعلن يول خطة لإنهاء النزاعات المحتدمة مع اليابان، في وقت تعمل طوكيو وسيول على إعادة العلاقات، بما في ذلك إعادة إحياء اتفاقية مشاركة المعلومات الاستخباراتية، التي تم توقيعها في عام 2016.

اقرأ أيضًا| رئيس الوزراء الياباني: سأسعى إلى المساهمة في الاستقرار بالسودان

ويعمل البلدان على رفع قيود التصدير والحواجز التجارية، التي كانت مفروضة عندما احتدم النزاع بشأن العمل الجبري، وجرى حوار أمني ثنائي، الشهر الماضي، للمرة الأولى منذ 5 سنوات، والتقى وزيرا مالية البلدين، في وقت سابق، للمرة الأولى منذ 7 سنوات.

كيشيدا في كوريا الجنوبية .. زيارة تاريخية لتحسين العلاقات المضطربة بين الجيران

كيشيدا في كوريا الجنوبية .. زيارة تاريخية لتحسين العلاقات المضطربة بين الجيران

تحديات صينية كورية شمالية

أضافت الإيكونومست أن التحسن في العلاقات الثنائية أتاح توثيق التعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة، وهذا هو السبب في أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي يريد التركيز على التحديات المتمثلة في الصين وكوريا الشمالية، أشاد بخطة يول.

واستؤنف الحوار الدفاعي الثلاثي، ​​الشهر الماضي، بين طوكيو وسيول وواشنطن، بعد توقف دام 3 سنوات، ووبعد ذلك بيومين، أجرت القوات البحرية للدول الثلاث مناورات في المياه الدولية بين كوريا الجنوبية واليابان.

اقرأ أيضًا| رئيس وزراء اليابان يزور كوريا الجنوبية خلال أيام

ووصفت الإيكونوميست رحلة كيشيدا إلى سيول بمثابة مقدمة لقمة ثلاثية للزعماء، خلال اجتماع مجموعة السبع في اليابان في وقت لاحق من هذا الشهر، والتي سيحضرها يول كضيف، وإذا تمكنت البلدان الثلاث من التعاون بشكل فعال، فسيكون لذلك تداعيات كبيرة على توازن القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

كيشيدا في كوريا الجنوبية .. زيارة تاريخية لتحسين العلاقات المضطربة بين الجيران

كيشيدا في كوريا الجنوبية .. زيارة تاريخية لتحسين العلاقات المضطربة بين الجيران

تقارب على أسس ليست ثابتة

أشارت الإيكونوميست إلى أن هذا التقارب يقوم على أسس ليست بالثابتة، فالنزاع السابق بين البلدين، الذي أطلق عليه “نزاع العمل الجبري”، يمكن أن يهدم العلاقات التي يجرى العمل على إعادتها الآن.

وتهدف خطة يول إلى تجنب التهديد بتصفية الأصول اليابانية، التي استولت عليها المحاكم الكورية الجنوبية، وتتضمن إنشاء صندوق مدعوم من حكومة سيول لتعويض الكوريين، الذين أجبروا على العمل في المصانع اليابانية خلال الحقبة الاستعمارية.

اقرأ أيضًا| اليابان تبدأ إعادة كوريا الجنوبية إلى قائمة التصدير البيضاء

ويأمل المسؤولون الكوريون الجنوبيون أن تعتذر اليابان من جديد للضحايا، وتشجع شركاتها على المشاركة في الصندوق، وهذا على الرغم من أن طوكيو ترى أن هذا الأمر جرى تسويته بموجب معاهدة موقعة في عام 1965.

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا

إنزعاج كوريا الجنوبية

يعارض 60% من الكوريين خطة الرئيس بشأن إنهاء النزاعات مع اليابان، ويوجد 140 عائلات فقط من أصل 15 عائلة منخرطة في تلك القضية قبلت الأموال من الصندوق الجديد، والبقية رفضت هذا الأمر.

وقال يشينو جونيا، من جامعة كيو في طوكيو، إن كيشيدا قد يذهب إلى اليابان من دون إعادة كوريا الجنوبية إلى قائمة الشركاء التجاريين المفضلين لبلاده، وهذا من شأنه إزعاج الكثير من الكوريين.

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا

تجنب أي مشكلات

يأمل المسؤولون في طوكيو وسيول وواشنطن في تجنب أي مشكلات من شأنها إعاقة الجهود لعودة العلاقات، وتعد التحديات المتمثلة في صعود الصين عالميًّا، ومشكلات كوريا الشمالية سبب قوي لتقوية تلك العلاقات.

وأوضحت الإيكونومست أن الكثير من بؤر التوتر المحتملة ما زالت حاضرة بين البلدين، وقال توم لو من كلية بومونا بكاليفورنيا: “يتعين على كوريا الجنوبية واليابان إيجاد طرق للتوافق معًا، فمستقبل منطقتهم يعتمد على ذلك”.

ربما يعجبك أيضا