رسالة تهديد.. ما أسباب حظر فرنسا مظاهرة حاشدة للمعارضة الإيرانية؟

إسراء عبدالمطلب
فرنسا تحظر اجتماعاً للمعارضة الإيرانية بسبب مخاوف من هجوم

أثارت وفاة مهسا أميني احتجاجات في أنحاء إيران، ما دفع طهران لاتهام الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين باستغلال الاضطرابات.


حظرت فرنسا مسيرة مقررة للمعارضة الإيرانية، خوفًا من شن هجوم، بسبب رسالة تهديد تلقاها منظمو الاحتجاج.

وكان من المقرر تنظيم التجمع بعد الإفراج عن دبلوماسي إيراني أدين بتدبير هجوم عام 2018. ويأتي الحظر في وقت تسعى فيه القوى الغربية لنزع فتيل التوترات مع إيران، وبعد أسابيع قليلة من إطلاق طهران سراح العديد من الأوروبيين.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

من بين الذين أطلق سراحهم مواطنون فرنسيون، وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أجرى مكالمة هاتفية لمدة 90 دقيقة مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في 10 يونيو الحالي.

وعقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والذراع السياسية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ومقره باريس، مسيرات متكررة في باريس على مر السنين، وحضرها شخصيات أمريكية وأوروبية وعربية رفيعة المستوى، ومسؤولون ينتقدون الحكومة الإيرانية.

مخاطر أمنية كبيرة

حسب وكالة أنباء رويترز، اجتذب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية آلافًا عدة من الناس في وسط باريس، فبراير الماضي، ويخطط للتجمع السنوي في 1 يوليو المقبل.

وبعث قائد شرطة باريس، لوران نونيز، رسالة إلى اللجنة المنظمة للتجمع في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تقول “مراعاة للسياق المتوتر، توجد مخاطر أمنية كبيرة جدًّا على تجمعات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”.

احتجاز الرهائن

أصدرت شرطة باريس بيانًا أكدت فيه أنها أبلغت اللجنة بقرار حظر التجمع، لأنه قد “يزعج النظام العام بسبب السياق الجيوسياسي”، وقال البيان: “علاوة على ذلك، لأن الخطر الإرهابي لا يمكن تجاهله، عقد مثل هذا الحدث سيجعل أمنه وأمن الضيوف الحساسين معقدًا للغاية”.

واستنكر مسؤول كبير بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية القرار، حين سألته رويترز عنه قبل تأكيد الشرطة. وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، شاهين جوبادي، لرويترز إنه “إذا اتخذت السلطات الفرنسية مثل هذا الموقف، فسوف يمثل تجاهلًا صارخًا للمبادئ الديمقراطية، والاستسلام لابتزاز الطغيان الديني الحاكم واحتجاز الرهائن”.

استغلال الاضطرابات لزعزعة استقرار إيران

أثارت وفاة مهسا أميني في الحجز أشهرًا من الاحتجاجات في أنحاء البلاد، ما دفع طهران إلى اتهام الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وإسرائيل باستغلال الاضطرابات لمحاولة زعزعة استقرار إيران.

اقرأ أيضًا: اليونيسف قلقة من حظر طالبان لمشروعات تعليمية بأفغانستان

ونُظمت آلاف المسيرات الداعمة في جميع أنحاء العالم منذ وفاتها في سبتمبر، على الرغم من أن الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد قد هدأت بعد أن سيطرت الشرطة الأمنية الإيرانية عليها.

تجميد الأصول الإيرانية

حاولت الولايات المتحدة تهدئة التوترات المتصاعدة، لذا أجرت محادثات مع إيران لرسم خطوات يمكن أن تحد من البرنامج النووي الإيراني المتنازع عليه، وتطلق سراح بعض المواطنين الأمريكيين المحتجزين، وتفك تجميد بعض الأصول الإيرانية في الخارج.

ووضعت رسالة نونيز مسيرة المجلس الوطني للمقاومة في 1 يوليو، في سياق المؤامرة الفاشلة التي قادها الدبلوماسي الإيراني المقيم في فيينا، أسد الله أسدي، في أكتوبر 2018 وثلاثة آخرين.

مهاجمة مجاهدي خلق الإيرانية

حُكم على الأسدي، الذي قال مسؤولون فرنسيون إنه كان يدير شبكة استخبارات حكومية إيرانية، وكان يتصرف بناءً على أوامر من طهران، في بلجيكا بالسجن لمدة 20 عامًا، سنة 2021، وجرى تبادله في مايو بأربعة أوروبيين محتجزين في إيران.

 وجاء في الرسالة أن “محاولة الهجوم، التي تؤكد القدرات العملياتية لمهاجمة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، تندرج ضمن سلسلة من العمليات العنيفة والقاتلة في فرنسا وأوروبا، على شكل اغتيالات واختطاف شخصيات إيرانية معارضة”، دون تقديم تفاصيل.

تأمين الحدث أمر معقد

ذكرت الدول الشريكة في هذا الصدد مؤخرًا العديد من الهجمات العنيفة المخطط لها، التي من المحتمل أن تستهدف شخصيات معارضة إيرانية.

اقرأ أيضًا| الحكومة المصرية ترفع الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع الخاص

وقال نونيز في رسالته إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية “بالنظر إلى أن مسيرة المجموعة تجتذب مئات من الشخصيات الأجنبية المهمة، وأعضاء مجاهدي خلق القادمين من الخارج، فتأمين الحدث سيكون معقدًا بشكل خاص”.

حملة على أنشطة المجلس الوطني للمقاومة

قالت الرسالة إن “ثلاث هجمات على مبنى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في إحدى ضواحي باريس منذ نهاية مايو، وما زالت هذه الهجمات قيد التحقيق”، وقال مصدران قريبان من التحقيق إن “أعيرة نارية وقنابل حارقة أخرى استخدمت لاستهداف المبنى، ولم يتضح من المسؤول”، حسبت تقرير رويترز.

وأشارت الرسالة إلى خطر متزايد لحدوث صراع بين المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وجماعات المعارضة الإيرانية المنافسة في المسيرة، على الرغم من عدم وقوع حوادث في المسيرات السابقة. ودائمًا ما تدعو طهران إلى شن حملة على أنشطة المجلس الوطني للمقاومة في باريس وواشنطن.

ربما يعجبك أيضا