رواية «ميرا» تثير الجدل في الشارع الأردني فما السبب؟

علاء الدين فايق

رغم صدورها عن دار نشر أردنية منذ 3 سنوات، وأعيد نشرها مجددًا ضمن برنامج مكتبة الأسرة لهذا العام، أثارت رواية ميرا، تأليف الكاتب الأردني المعروف قاسم توفيق، الجدل في الشارع الأردني.


أثار قرار وزارة الثقافة الأردنية، أمس الثلاثاء 29 نوفمبر 2022، القاضي بسحب رواية ميرا من الأسواق المحلية، حفيظة العديد من الأدباء والكتاب.

وطالب أعضاء في مجلس النواب بمحاسبة الجهة التي سمحت بإجازتها، كونها تخالف قيم المجتمع الأردني، على حد وصفهم، فباتت الرواية المتداولة حديث الشارع الأردني خلال الساعات الماضية.

لماذا سحبت الرواية

قال الأمين العام بالوكالة مدير برنامج مكتبة الأسرة، د.أحمد راشد، وفق صحيفة الدستور الأرنية، إن قرار سحب الرواية من معارض القراءة للجميع، جاء نتيجة ملاحظات وردت من بعض زوار مراكز البيع، وأثارت عبارة “مهينة وغير أخلاقية” تضمنتها الرواية بأكثر من صفحة، غضب العديد من القراء.

وقالت وزارة الثقافة، في بيان توضيحي، حصلت “شبكة رؤية الإخبارية” على نسخة منه، إن الرواية تنطلق من الفكرة الأدبية للنص في بعدها الدرامي الذي يشتمل على تناقضات الواقع في بعديه السلبي والإيجابي، لإبراز الصور الإيجابية، والذي يعرف بتيار الوعي، وإن اختيار أعمال الكاتب قاسم توفيق يمثل قيمة إبداعية مهمة من وجهة نظر نقاد كبار.

من هو الروائي قاسم توفيق؟

يعد الروائي الأردني قاسم توفيق، من أبرز القامات الروائية العربية، وحضوره الأدبي والعربي والعالمي واسع النطاق، وكان قد صدر له أكثر من 20 كتابًا بين الرواية والمجموعات القصصية.

بالإضافة إلى أن الكاتب توفيق حاصل على جائزة كتارا العالمية التي تعد من أرفع الحوائز في السرد في منطقتنا العربية، وتناول رواياتِ الكاتب عددٌ من الدراسات الأكاديمية في أطروحات الماجستير والدكتوراه.

رواية ميرا

رواية ميرا

موقف وزارة الثقافة.. وجدل نيابي

رغم قرار سحبها من الأسواق، فإن وزارة الثقافة، قالت إنها بصدد إعادة تقييم الرواية للوقوف على المسوغات النقدية التي وُجِّهت إليها، ولكنها لا تمارس دور الوصاية على القراء الذين تتوافر لهم مصادر متعددة للحصول على المعرفة الثقافية، باختلاف أنماطها ووسائلها.

وفي هذا الإطار، قرر مجلس النواب، إحالة قضية “رواية ميرا” إلى لجنة التوجية الوطني، لمتابعة قضية إجازة الرواية، وفق صحيفة “الغد” الأردنية، وقال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، اليوم الأربعاء 30 نوفمبر 2022: “من المهم متابعة الموضوع من لجنة التوجيه الوطني ومتابعة قضية المواقع الإباحية”.

معارضون لسحبها

قرار سحب رواية ميرا من الأسواق لقي ارتياحًا لدى بعض الأسواق، فضلًا عما جرى في مجلس النواب من مطالبة بعض أعضائه بسحبها ومصادرتها، في حين طالب آخرون بالتريث في الأمر، إلا أنه قوبل بالرفض والانتقاد من شريحة واسعة من الكتاب والأدباء.

وقال الكاتب الأردني عبدالله الطوالبة، إن قرار وزارة الثقافة خاطئ من ألفه إلى يائه، فسحْب كتاب من الأسواق يعني، بالإضافة إلى ممارسة الوصاية على الناس، الاستبداد بالرأي وتوهم امتلاك الحقيقة.

حرية التعبير

رأى الطوالبة، في منشور له عبر صفحته على فيسبوك، أن “المجتمعات الواثقة بنفسها وبثقافاتها ومعتقداتها تجاوزت أساليب الحجر على الرأي والاجتهاد المختلفين، فالثقافات القوية الواثقة تحاور وتناقش وترد على الفكر بالفكر وعلى الرأي بالرأي. وأما المصادرة وقمع الرأي الآخر المختلف فقد تأكد أنهما في كل مكان وأوان دليلان على الهشاشة والضعف”.

وقال الكاتب وليد حسني، في حديثه عن قرار سحبها، إن “رواية ميرا لقاسم توفيق لم تفعل شيئًا، ولم ترتكب جناية مخلة بالشرف، وكل ما فعلته أنها لم تقل شيئًا، فلو عدتم إلى تراثكم لوجدتم فيه ما هو أسوأ بكثير مما قالته الفاضلة ميرا”.

 

ربما يعجبك أيضا