سباق الروبوتات المنزلية يشتعل بين «أبل» و«أمازون»

خبير لـ«رؤية»: التصميم والسعر يعرقلان خطط الشركات بسوق الروبوتات المنزلية  

محمود عبدالله

تشهد سوق الروبوتات المنزلية سباقًا بين عمالقة شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي التوليدي، لا سيما أمازون وأبل الأمريكيتين، خاصة بعد أن قررت الأخيرة اقتحام تلك السوق المعقدة بعد إلغاء مشروعها الطموح لتصنيع سيارات كهربائية.

وحال نجاح “أبل” الأمريكية في تلك السوق، ستنضم إلى المنافسين من كبار اللاعبين في سوق المنازل الذكية، وعلى رأسهم “أمازون” التي تنافس بروبوتها المنزلي الذي يمكن التحكم فيه بالصوت “أسترو” ما يصعب المهمة على “أبل”.

الروبوتات المنزلية

تعد الروبوتات المنزلية، بمثابة هي روبوتات خدمة مستقلة تؤدي مهام عادية مثل تنظيف حمامات السباحة، وتنظيف الأرضيات، وقص العشب، ويمكن استخدامها أيضًا لأشياء أخرى مثل الترفيه والتعليم ورعاية المسنين.

وحسب وكالة الأبحاث “موردر إنتلجنس”، فإنه يقدر حجم سوق الروبوتات المنزلية عالميًا بنحو 8.55 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 22.46 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 18.81% خلال الفترة المتوقعة من 2024-2029.

السيارات الكهربائية

خطت شركة أبل، الخطوة الجديدة بعد إلغاء مشروعها لتصنيع سيارات كهربائية، وتستكشف عملاق التكنولوجيا إنتاج روبوتات محمولة تتبع مستخدميها داخل المنزل، إلى جانب جهاز منزلي متطور صغير الحجم يستخدم الروبوتات “لوفير” شاشة متحركة.

وقال رئيس شعبة البرمجيات بجمعية اتصال لتكنولوجيا المعلومات المهندس محمد سعيد، إن أبل في أزمة بين مساعيها لتنويع الإيرادات أو زيادتها عبر قنوات جديدة، لكن الأسواق تفاجأت بإلغاء مشروع السيارات الكهربائية الذي كانت تسعى إليه.

الذكاء الاصطناعي

أضاف سعيد في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، أن الشركة لا تفضل الانتظار لتحقيق أرباح طائلة، لذلك قررت اقتحام سوق الروبوتات المنزلية والدخول في سباق مع عمالقة مثل أمازون، ما يصعب مهمتها شيئًا ما لعدم الجاهزية مثل أمازون.

وأوضح المهندس محمد سعيد، أن هدف أبل من اقتحام السوق الجديدة، هو توسعة تواجدها العالمي بين المستهلكين والرغبة في الاستفادة من التقدم الهائل الذي حققته في مجال الذكاء الاصطناعي وتسعى إلى تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، متوقعًا أن تواجه تحديات عديدة مثل بقية الشركات ومن أبرزها ما يتعلق بالسعر والفعالية وتصميم الروبوتات المنزلية وكذا خرائط المنازل المستهدفة.

تجربة أيفون

تسعى “أبل” للوصول إلى المنتج الذي يصنع نقلة في مبيعاتها على غرار نجاح آيفون، والذي يعد مسؤولًا عن 52% من مبيعات أبل البالغة 383.3 مليار دولار العام الماضي، وكانت أبل تعول على المركبات الكهربائية لتملأ هذا الفراغ، خصوصًا مع اعتزامها طرح السيارة الواحدة بسعر مبدئي يبلغ 100 ألف دولار، لكن إغلاق المشروع يجعل “آيفون” صاحب التأثير الأقوى على أرباح الشركة الإجمالية، وفق بلومبرج.

وفق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن المنازل على وجه الخصوص تعد بيئة غير منظمة بطبيعتها، ويمكن أن تؤدي أبسط التغييرات إلى تعطيل عمل الروبوت، فعلى سبيل المثال، إذا برمج الروبوت لتنظيف غرفة معينة، فإن وجود لعبة على الأرض أو تحريك كرسي من مكانه سيجعله يتعثر ويحتاج إلى إعادة برمجة المهمة بالكامل.

مشكلات الروبوتات المنزلية

في الوقت الحالي، تعتمد الروبوتات المنزلية بشكل كبير على تقنية “التعلّم بالملاحظة”، حيث تتعلم من خلال مشاهدة البشر يؤدون المهام، لكن هذه الطريقة لا تأخذ بعين الاعتبار التغييرات الصغيرة التي تحدث في البيئة المحيطة، مما يعيق عمل الروبوت عند حدوث أي تغييرات غير متوقعة.

وهنا يأتي دور نماذج اللغة الطبيعية الكبيرة (LLMs) في حل هذه المشكلة، إذ يمكنها تحليل المهام وتقسيمها إلى خطوات أصغر بدلًا من اعتبارها إجراءً واحدًا متصلاً.

ربما يعجبك أيضا