سر تمسك إسرائيل بغزو رفح رغم تحذيرات وغضب واشنطن

إسراء عبدالمطلب

وشهدت الأيام الماضية توتراً غير مسبوق بين بايدن ونتنياهو حول قضية رفح التي تؤوي نحو مليون و400 ألف نازح فلسطيني.


رغم وجود انتقادات دولية متزايدة، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، تجاه خطط إسرائيل لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تظل مصممة على تنفيذ هذه الخطوة.

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، انتقادات متزايدة في الداخل والخارج بسبب استمرار الحرب في غزة وخطط الاجتياح المحتملة لرفح. خاصة أنه بعد احتلال مدينتي غزة وخان يونس، لم تحقق أي تقدم يذكر، سواء على الصعيدين العسكري والدبلوماسي، خصوصًا فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى مع حماس.

رفح الصغيرة تضيق بالنازحين

ماذا تريد إسرائيل من رفح؟

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية بالقدس، داني أورباخ، قوله إن “السيطرة على رفح أمر حيوي إذا أرادت إسرائيل إحباط تحركات حماس”. مردفًا “لا يمكن لعمليات حماس أن تتكثف إلا عندما يكون لديها ملاذات آمنة”.

ومن جهته، اعتبر مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، ياكوف أميدرور، أن “القادة الأمريكيين لا يفهمون أنه بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، أصبح الجمهور الإسرائيلي يدعم بقوة القضاء على الحركة الفلسطينية، باعتبارها تهديدًا أمنيًا كبيرًا، مهما كانت التكلفة في الأرواح الإسرائيلية أو الفلسطينية”، مضيفًا: “في النهاية، علينا أن نذهب إلى هناك وندمر القدرة العسكرية لحماس في رفح”.

فرصة آنية

في المقابل، نبه بعض المحللين إلى أن “تحقيق المزيد من الانتصارات التكتيكية لإسرائيل في رفح، مثل تدمير وحدات حماس هناك، لن يضمن بالضرورة عدم إعادة تشكيل حماس لمجموعاتها مرة أخرى”.

وقالت الباحثة في شؤون الشرق الأوسط في مركز تشاتام هاوس البحثي ومقره لندن، سنام فاكيل: “إن تقطيع أوصال حماس يوفر فرصة آنية لإسرائيل لإعلان النصر”. مضيفة أن “حماس قد تنبت مجددًا مثل الحشيش في غياب استراتيجية سياسية أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، وفق تعبيرها.

خطة بديلة

من المقرر أن يقود اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين، رون ديرمر، المقرب من نتنياهو بالإضافة إلى مستشاره للأمن القومي تساحي هنجبي، وفدًا يزور البيت الأبيض في الأيام المقبلة، حيث من المتوقع أن تطرح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة بديلة عن الاجتياح للتعامل مع حماس في رفح.

وشهدت الأيام الماضية توترًا غير مسبوق بين بايدن ونتنياهو حول قضية رفح التي تؤوي نحو مليون و400 ألف نازح فلسطيني. كما أُثار احتمال غزو المدينة الفلسطينية المكتظة قلق عشرات المنظمات الإغاثية الدولية. وأدى إحجام نتنياهو عن اتخاذ القرار الصعب بشأن من يجب أن يحكم غزة بعد حماس إلى تصاعد التوترات مع الجيش الإسرائيلي، الذي حذر لأسابيع عديدة من أن الفراغ السياسي قد يفيد حماس.

ربما يعجبك أيضا