سعد الحريري في لبنان.. هل يعود إلى الحياة السياسية؟

عاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، إلى لبنان، تزامنًا مع الذكرى الـ19 لاغتيال والده، رفيق الحريري، التي تحل في 14 فبراير.

وأثناء تواجده في بيروت، التقى الحريري برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، الاثنين الماضي 12 فبراير 2024، وسط تكهنات بشأن عودته إلى الحياة السياسية بعد غياب دام عامين.

استقبال حافل

حسب ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء الأسبق، سعد الحريري، في السراي الحكومي. وفور وصوله إلى السراي، أُقيمت للحريري مراسم استقبال رسمية، أعقبها اجتماع بين الاثنين في مكتب ميقاتي.

زيارة السراي الحكومي ولقاء الرئيس نجيب ميقاتي. pic.twitter.com/J9zjGmx2WM

— Saad Hariri (@saadhariri) February 12, 2024

ورحّبَ ميقاتي بالحريري، متمنيًا أن “تكون ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من فبراير مناسبة جامعة تؤكد وحدة اللبنانيين في وجه المخاطر المحدقة بلبنان”.

وبعد ذلك، أقام ميقاتي مأدبة غداء للحريري، بمشاركة الأمين العام لمجلس الوزراء، محمود مكية.

توقيت حرج

إضافة لميقاتي، التقى الحريري بعدة مسؤولين لبنانيين خلال زيارته لبيروت، منهم سليمان فرنجيه، أحد أبرز المرشحين في سباق الرئاسة اللبناني، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة “ذا ناشيونال”، أمس الأربعاء 14 فبراير 2024.

وتأتي عودة سعد الحريري إلى لبنان وسط فراغ غير مسبوق في الحكم منذ نهاية الحرب الأهلية. فالبرلمان فشل في الاتفاق على خليفة للرئيس السابق، ميشيل عون، الذي انتهت ولايته في أكتوبر 2022.

وفي الوقت ذاته، حكومة ميقاتي، التي تتولى عادةً صلاحيات رئيس الدولة في حالة حدوث فراغ رئاسي، محرومة بشدة من سلطتها بسبب وضعها كحكومة تصريف أعمال.

الابتعاد عن السياسة

أشار التقرير إلى أن انسحاب الحريري المفاجئ من الحياة السياسية في يناير 2022 أدى إلى فراغ سياسي داخل المجتمع السنّي في لبنان. ودعا الحريري أيضًا أعضاء تيار المستقبل لعدم الترشح للانتخابات البرلمانية في مايو 2022، رغم أن بعضهم شاركوا كمستقلين.

ولتفسير قراره، قال الحريري إنه “لا يوجد مجال لأي فرص إيجابية للبنان بسبب النفوذ الإيراني، وتخبطنا تجاه المجتمع الدولي، والانقسامات الداخلية والطائفية”.

هل يعود للحياة السياسية؟

بالتزامن مع ذكرى اغتيال والده.. الشارع اللبناني يدعو لعودة سعد الحريري

حسب التقرير، من أشعل الإشاعات بشأن رغبة سعد الحريري في العودة إلى الحياة السياسية هم مؤيدوه، خاصة على مستوى القاعدة الشعبية. فالحريري لم يدل بأي تصريحات تقريبًا خلال آخر عامين، وتحدث بطريقة مقتضبة في منزله، أمس الأربعاء، دون التطرق للعودة السياسية.

ووسط إجراءات أمنية مشددة، توافد آلاف الأشخاص على قبر رفيق الحريري وسط بيروت لإحياء ذكراه، ولإظهار الدعم لسعد الحريري وتيار المستقبل، هاتفين باسم سعد الحريري، وملوحين بأعلام تيار المستقبل الزرقاء.

وفي هذا السياق، أشار أحد الساسة اللبنانيين إلى وجود حملة من مؤيدي الحريري من أجل البقاء في لبنان والعودة إلى السياسة. وقال: “لهذا السبب نسمع هذه الإشاعات. وسواء لقت أصداءً لديه أم لا، أعتقد أنه الوحيد الذي سيعلن عن الأمر. وإذا كان أعلن، كنا سنعرف”.

احتمال مستبعد

في تصريح لـ”ذا ناشيونال”، قال نائب الرئيس السابق لتيار المستقبل، مصطفى علوش: “لقد سمعت ما قاله سعد الحريري ويبدو أن لا شيء تغير في ما يتعلق بالأسباب التي ذكرها منذ عامين بشأن ابتعاده عن النشاط السياسي”.

وأضاف: “من الواضح أنه لن يعود حتى يستطيع تنفيذ مشروع معين للبنان يحظى بدعم كامل من القوى الإقليمية والدولية”.