سياسة جديدة في كولومبيا.. هل تتفوق صادرات الكوكايين على النفط؟

شروق صبري
الكوكايين فى كولومبيا

تتمتع كولومبيا بسمعة كبيرة باعتبارها واحدة من أكبر مصدري الكوكايين، فهل يتحول ليصبح أكبر صادراتها؟


قد يصبح الكوكايين من الصادرات الرئيسة لكولومبيا، متجاوزًا النفط، مع استمرار توسع إنتاجه، واتخاذ الحكومة سياسة أكثر تساهلًا تجاه المخدرات.

ووفقًا لتقديرات وكالة بلومبرج الأمريكية، سجلت صادرات النفط انخفاضًا 30% في النصف الأول، وارتفع اتجاه تجارة الكوكايين باستمرار، ما يعني أن الأخير قد يصبح رقم 1 بين صادرات كولومبيا في أقرب وقت هذا العام.

أكبر مصدري الكوكايين

تعتبر كولومبيا ثاني أكثر دولة تنوعًا بيولوجيًّا في العالم (بعد البرازيل)، وهي الدولة الوحيدة في أمريكا الجنوبية التي لديها سواحل على المحيط الهادئ والبحر الكاريبي، وتعد سييرا نيفادا دي سانتا مارتا أعلى سلسلة جبال ساحلية في العالم، والمصدر الرئيس للزمرد في العالم، وأيضًا ثالث أكبر مصدر للقهوة في العالم.

ومع ذلك، لسوء الحظ، تتمتع كولومبيا أيضًا بسمعة كبيرة باعتبارها واحدة من أكبر مصدري الكوكايين. وإذا استمرت في السير على هذا النحو، ستصبح المادة البيضاء غير المشروعة أكبر صادراتها قريبًا. ويعد النفط أكبر صادرات كولومبيا في الوقت الحالي، لكن السائل الأسود سجل انخفاضًا 30 % في النصف الأول من العام، وفق بلومبرج.

الكوكايين فى كولومبيا

الكوكايين فى كولومبيا

عائدات تصدير الكوكايين

وفقًا للخبير الاقتصادي في بلومبرج، فيليبي هيرنانديز، قفزت عائدات تصدير الكوكايين إلى 18.2 مليار دولار في عام 2022، وهو ما لا يقل كثيرًا عن صادرات النفط البالغة 19.1 مليار دولار في العام الماضي.

وحسب تقرير للوكالة الأمريكية في 14 سبتمبر تعمل الحكومة الكولومبية على تدمير المختبرات التي تصنع أوراق الكوكا لتحويلها إلى كوكايين، لكن ذلك لم يمنع الإنتاج من التوسع.

إنتاج الكوكايين

وفقًا لتقرير من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ارتفع إنتاج الكوكايين في كولومبيا إلى مستوى قياسي بلغ 1738 طنًّا العام الماضي، وارتفعت مساحة الأراضي المزروعة بالكوكا، المادة الخام لصنع المخدرات، 13% لتصل إلى مستوى قياسي قدره 230 ألف هكتار (570 ألف فدان) في عام 2022، مقارنة بالعام السابق.

وقال خبير بلومبرج إن زيادة إنتاج الكوكايين كان لها تأثير قصير المدى في النشاط والطلب المحلي والحسابات الخارجية، لكن لا يبدو أنها ترتبط بأداء البيزو (العملة الكولومبية).

تهريب المخدرات

قرر أول زعيم يساري لكولومبيا، الرئيس جوستافو بيترو، تغيير نهج البلاد تجاه تهريب المخدرات، وسعى لضرب أباطرة المخدرات الذين يستفيدون من بيعها في الخارج بدلًا من استهداف منتجي أوراق الكوكا، الذين يمثلون الحلقة الأضعف في سلسلة الإنتاج.

ويسعى بترو، المنتخب العام الماضي، لإجراء محادثات مع جماعات تهريب المخدرات الرئيسة في كولومبيا، على أمل إنهاء 6 عقود من الصراع المدني من خلال اتفاقيات السلام.

لكن الخبير الاقتصادي في بلومبرج قال إن نهج السياسة الكولومبية الجديد تجاه المخدرات، يسهل للجماعات غير القانونية زيادة إنتاج الكوكايين.

اقرأ أيضا: 9 قتلى في اشتباكات بين فصيلين متمرّدين بكولومبيا

ربما يعجبك أيضا