سيناريوهات مسار أسواق النفط و«أوبك +» وسط الأزمة الراهنة

كتب – حسام عيد

حالة من عدم اليقين تتصاعد بين أروقة أسواق النفط العالمية، بعد تأجيل اجتماع “أوبك +” بشأن قرار السياسة الإنتاجية بداية من أغسطس المقبل، لموعد آخر غير معلوم، الأمر الذي ينذر بتبعات متباينة قد تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات خلال الفترة المقبلة ربما تصل حد حدوث موجة سعرية تضخمية تتداول معها العقود الآجلة لخام برنت عند نطاق يتراوح بين 85 – 90 دولارًا للبرميل، أو قد نشهد حرب أسعار جديدة حال تفكك الكارتل النفطي “أوبك +”.

ويعني إلغاء الاجتماع الذي كان مقررًا له يوم الإثنين 5 يوليو 2021، أنه لا اتفاق على زيادة إنتاج النفط مع استمرار الخطة السابقة التي تقضي بزيادة الإنتاج للشهر الحالي بمقدار 500 ألف برميل يوميًا.

في التقرير التالي، نقدم سيناريوهات استشرافية لمآلات الأوضاع التي ستتحدد معها اتجاه حركة التداولات والأسعار داخل أسواق النفط.

السيناريو الأول: الأسعار والإمدادات

 – بيع كميات أكبر أو أصغر من النفط سيتحدد من خلال أسعار المنتجين الشهرية، في حال ارتفاع سعر البرميل سيحدث عجز في الإمدادات وفي حال التراجع سيتزايد الطلب وتتصاعد شهية المشترين ما يعني ضرورة ضخ حصص دون قيود لتلبية ظروف ومتطلبات الأسواق.

– إذا قررت المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة التحرر من حصصهما وفتح صمامات الإمداد، فيمكن لكل منهما إضافة مليون برميل على الأقل يوميًا إلى السوق، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار.

– وفقًا للزيادة في أسعار البيع الرسمية في السعودية لشهر أغسطس، فالمملكة لن تقدم على خطوة التحرر من حصتها.

– أخبرت أبوظبي المشترين قبل اجتماع “أوبك+” أنهم سيحصلون على كميات خام من مربان أقل مما طلبوه في أغسطس.

– تكلفة خام مربان الرئيسي يتم تحديدها من خلال التداول في بورصة بدأت هذا العام، وسيتكلف برميل واحد من مربان 72.34 دولار في أغسطس، وقبل اجتماع “أوبك +” الأخير أخبرت أبوظبي المشترين أنهم سيحصلون على كميات خام من مربان أقل مما طلبوه في أغسطس.

السيناريو الثاني: التدخلات الخارجية والعودة للمفاوضات

– إظهار الإدارة الأمريكية مراقبتها لأزمة تحالف “أوبك +” عن كثب، والانخراط مع العواصم ذات الصلة للحث على حل وسط؛ ربما يميل لزيادة الإنتاج المقترحة من قبل السعودية، وذلك في ضوء ارتفاع العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى أعلى مستوى في ست سنوات دون 77 دولارًا للبرميل “تداول خام نايمكس عند 76.60 دولارًا للبرميل ببداية تداولات يوم الثلاثاء 6 يوليو 2021″، ما يعني تصاعد الضغط الأمريكي على التحالف النفطي للعمل معًا، كما أفادت وكالة “بلومبيرج”.

وقد صرح المتحدث باسم البيت الأبيض، يوم الإثنين 5 يوليو، بأن إدارة بايدن تحث على حل توافقي لمحادثات “أوبك+” المتعثرة بشأن إنتاج النفط” وقال المتحدث في بيان، إن “الولايات المتحدة تراقب عن كثب مفاوضات أوبك+ وتأثيرها في التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19”. وأضاف، “لسنا طرفا في هذه المحادثات، لكن مسؤولي الإدارة منخرطون مع العواصم المعنية للحث على حل توافقي يسمح بالمضي قدماً في زيادات إنتاجية مقترحة”.

– يتوقع أن تكون هناك وساطات من داخل تحالف أوبك+ لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى حل وسط بما يتماشى مع سياسات التحالف، لكن هذا سيستغرق وقتًا قد يصل إلى أسبوع أو شهر، ويعتمد على حسب الاقتناع بوجهات النظر أو التنازلات التي يقدمها كل طرف.

– العراق لا يريد أن تتجاوز أسعار النفط المستويات الحالية، ويأمل تحديد موعد لاجتماع جديد لأوبك + في غضون عشرة أيام.

– روسيا هي الدولة التي لديها الحافز الأكبر لإعادة حلفائها إلى طاولة المفاوضات، تحرص شركاتها على زيادة الإنتاج في أغسطس، ولكنها تحتاج إلى إشعار لعدة أسابيع للقيام بذلك. ويعد ارتفاع أسعار البنزين محليًا قضية ذات أهمية متزايدة قبل الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2021.

– كان فشل موسكو في تأمين زيادة الإنتاج المطلوبة انتكاسة نادرة لنائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، أحد مهندسي بناء تحالف “أوبك +”، ولم يعلق بعد إلغاء اجتماع يوم الإثنين الموافق 5 يوليو 2021، لذا يترقب البعض إشارات بأنه ما زال يعمل لإنقاذ شيء ما.

السيناريو الثالث: جني الأرباح والارتداد صعودًا أو هبوطًا

– مع ارتفاع خام برنت لأعلى مستوياته في 3 سنوات مع بداية تداولات يوم الثلاثاء 6 يوليو وبلوغه 77.58 دولارًا، وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن سياسة أوبك + الإنتاجية، حدثت موجة بيعية من قبل المستثمرين لجني الأرباح تراجعت على إثرها الأسعار بنسبة 3.61% بمنتصف التداولات لتهبط إلى 74.38 دولارًا، لكن يتوقع أن يحدث تصحيح سريع وارتداد تصاعدي لمسار الأسعار.

– في حال بلوغ الأزمة الراهنة حد تفكك التحالف النفطي “أوبك +” ستشهد الأسواق أسعارًا مجانية غير مسبوقة. وقد رأت “آي إن جي إيكونوميكس”، إن عدم توصل “أوبك+” إلى اتفاق قد يقدم بعض الدعم لأسعار النفط لفترة وجيزة، لكنه “قد يكون مؤشراً إلى بداية النهاية بالنسبة للاتفاق الأوسع”.

– ستستمر أسعار النفط في الصعود إذ استمر الخلاف خلال الفترة الحالية، لكن إذا تطورت الأمور واتجه بعضهم لزيادة إنتاجه منفردًا مثلما حدث ببداية تفشي جائحة كورونا مطلع عام 2020 وانهيار الاتفاق السابق على إثره، فستتجه الأسعار إلى الانخفاض وفق عوامل السوق والعرض والطلب.

ربما يعجبك أيضا