شطب الشركات الصينية من وول ستريت.. خطوة ترامب المقبلة!

حسام عيد – محلل اقتصادي

يبدو أن الحرب والتجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بدأت في اتخاذ منحى جديد، فسحب الاستثمارات خطوة كانت متوقعة وبدأت في التبلور بمسودات الإدارة الأمريكية.

الأمر المقترح كان حسب ما تم تداوله من تقارير هو إزالة الشركات الصينية المدرجة في الأسواق الأمريكية.

لماذا تفكر الإدارة الأمريكية في تلك الخطوة؟!

– تستهدف إدارة الرئيس دونالد ترامب، من تلك الخطوة، الحد من تدفقات محفظة المستثمرين الأمريكيين إلى الصين، عبر شركاتها.

– سحب الشركات الصينية من بورصة وول ستريت.

– الحد من الانكشاف على السوق الصيني من خلال صناديق التقاعد الحكومية.

– وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين قال إنه لا توجد أي خطة الآن لسحب الشركات الصينية من البورصة، لكنه في الوقت ذاته لم ينف الأمر وهو ما يعني أن تلك الخطوة خيار مطروح بالنسبة للإدارة الأمريكية.

ثقل استثماري صيني في وول ستريت

الشركات الصينية في البورصة الأمريكية ليست قليلة العدد، وقيمتها السوقية كبيرة، فهناك 156 شركة مدرجة في وول ستريت بقيمة سوقية تناهز 1.2 تريليون دولار، وذلك وفقًا لأحدث الإحصاءات المتوفرة في فبراير 2019.

أبرز هذه الشركات بطبيعة الحال، مجموعة علي بابا بقيمة سوقية 459.9 مليار دولار، ثم “جي دي” بقيمة 43.6 مليار دولار، و”بيندودو” بقيمة 37.5 مليار دولار، و”بايدو” بقيمة سوقية 35.8 مليار دولار.

معظمها شركات كبيرة ولها ثقل استثماري في القطاع التكنولوجي وقطاع التجارة الإلكترونية.

لكن بمجرد صدور تقارير تفيد بأن الإدارة الأمريكية تعتزم سحب الشركات الصينية كخطوة ضغط جديدة على الحكومة الصينية في الحرب التجارية المتصاعدة، جاء الإغلاق لجلسة تداولات 27 سبتمبر الجاري صادمًا لهذه الشركات، فأسهم مجموعة علي بابا سجلت تراجعًا كبيرًا بـ 5.2%، وأسهم “جي دي” هبطت 6%، وانخفضت أسهم “بايدو” بنسبة 3.7%.

واستمرت هذه التراجعات على بقية المؤشرات وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز في هذا اليوم متراجعًا 0.5%.

الملكية الأجنبية في الصين.. ضئيلة!

يأتي هذا في وقت تحاول فيه الصين فتح المجال للمزيد من التملك الأجنبي في أسواق الأسهم لديها.

وتبلغ الملكية الأجنبية في الأسواق الصينية في الوقت الراهن 3.1% فقط، وهذا ما دفع الصين إلى فتح المجال بشكل أكبر للاستثمارات الأجنبية.

وبحسب بيانات حديثة صادرة عن البنك المركزي الصيني في مايو 2019، تعتبر الملكية الأجنبية في الصين ضعيفة جدًا، حيث سجلت 2.2% من سوق السندات، وتشكل 1.6% من الأصول المصرفية، فيما تمثل 5.8% من أصول التأمين.

عرقلة أمريكية لتوجهات الصين الاستثمارية

الصين ماضية اليوم في إزالة الحواجز على الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى سوقها المالي، والآخذة أحجامها في التطور ببلوغها 300 مليار دولار.

أمر يعكس رغبة الصين الحثيثة في الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية، وهو ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تضغط عليه في الوقت الحالي.

الهدنة.. تتبدد!

استكمال المباحثات التجارية بين قطبي الاقتصاد العالمي في العاصمة الأمريكية، واشنطن، يومي 10 و11 أكتوبر المقبل، وتأمل الأسواق منها التوصل إلى هدنة.

لكن الهدنة التي تنشدها وتترقبها الأسواق ليست بالأمر السهل، ففي أكثر من مناسبة تم الحديث عن اتفاق قريب، لكن سرعان ما تتبدد الآمال.

يبدو أن الأمور لا تسير بشكل جيد في جلسات المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين، فهناك مناحٍ جديدة من الحروب التجارية بدأت تأخذ أبعادًا أخرى.

ربما يعجبك أيضا