طمس الخصوصية العقلية.. ما مخاطر التكنولوجيا العصبية الجديدة؟

بسام عباس
امرأة تحاول استخدام معدات التكنولوجيا العصبية

تحاول العديد من الشركات تطوير واجهات بين الدماغ والحاسوب، BCIs، لمساعدة من يعانون من شلل حاد أو اضطرابات عصبية أخرى.


حصلت شركة نيورالينك التي يديرها إيلون ماسك، على موافقة أمريكية لبدء اختبار غرسة دماغية صغيرة يمكنها التواصل مع أجهزة الكمبيوتر.

وتوجد تقنيات عصبية أقل توغلًا، مثل سماعات الرأس EEG التي تستشعر النشاط الكهربائي داخل دماغ مرتديها، وتغطي مجموعة واسعة من التطبيقات كالترفيه والصحة والتعليم ومكان العمل.

أخلاقيات التكنولوجيا العصبية

قال موقع كونفرزيشن إن “أبحاث وبراءات الاختراع في مجال التكنولوجيا العصبية زادت لأكثر من 20 ضعفًا خلال العقدين الماضيين، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، وأصبحت الأجهزة أكثر قوة، ومقدرةً على جمع بيانات الدماغ والجهاز العصبي بدقة أعلى، وبكميات أكبر”.

وأضاف، في تقرير نشره الخميس 17 أغسطس 2023، أن “هذه التحسينات أثارت مخاوف بشأن الخصوصية العقلية والاستقلالية البشرية والآثار الأخلاقية والاجتماعية لعلوم الدماغ والهندسة العصبية، فمن يحق له امتلاك البيانات التي طورتها هذه الأجهزة، وهل يمكن أن يهدد هذا النوع من الأجهزة قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات مستقلة؟”.

مخاطر التقنيات العصبية

ذكر أن وكالة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة عقدت مؤتمرًا عن أخلاقيات التكنولوجيا العصبية، في يوليو 2023، داعيةً إلى إطار لحماية حقوق الإنسان، وطرح بعض النقاد فكرة الاعتراف بفئة جديدة من حقوق الإنسان “الحقوق العصبية”، وفي عام 2021، أصبحت تشيلي أول دولة يعالج دستورها المخاوف المتعلقة بالتكنولوجيا العصبية.

اقرأ أيضًا: لصالح من يعمل الذكاء الاصطناعي.. هل يمكنك الوثوق به؟

أوضح الموقع أن المخاوف بشأن التكنولوجيا العصبية والخصوصية تركز على فكرة أن المراقب يمكنه “قراءة” أفكار الشخص ومشاعره فقط من تسجيلات نشاط دماغه، مشيرًا إلى أن الباحثين يمكنوا من عمل استنتاجات حول الظواهر العقلية وتفسير السلوك بناءً على هذا النوع من المعلومات.

اقرأ أيضًا: فستان ذكي مزين بألف جهاز حساس متصل بالمخ: يقرأ الأفكار

وأفاد في التقرير الذي أعدته الأستاذة في أخلاقيات الأعصاب بجامعة بنسلفانيا، لورا كابريرا، أن مخاطر التقنيات العصبية مماثلة للخاصة بتقنيات جمع البيانات، مثل المراقبة اليومية عبر الإنترنت، أو الأجهزة القابلة للارتداء، وحتى سجلات المتصفح على أجهزة الكمبيوتر الشخصية قادرة على الكشف عن معلومات حساسة للغاية.

وأشارت الباحثة إلى أن الباحثين يستكشفون اتجاهات جديدة يمكن من خلالها استخدام أجهزة استشعار متعددة، مثل عصابات الرأس وأجهزة استشعار المعصم وأجهزة استشعار الغرفة، لالتقاط أنواع متعددة من البيانات السلوكية والبيئية، ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لدمج البيانات في استنتاجات أكثر ترابطًا.

الحرية المعرفية وقوانين الخصوصية

وطرحت لورا كابريرا مسألة التكنولوجيا العصبية وتعاملها مع الحرية المعرفية، وقالت إن المصطلح يشير إلى “حق كل فرد في التفكير بنحو مستقل، واستخدامه قوة عقله الكاملة، والانخراط في أنماط متعددة من التفكير”، وفقًا لمركز الحرية المعرفية والأخلاق، الذي أُسس عام 1999.

اقرأ أيضًا: التحيز في الذكاء الاصطناعي.. هل يمكن تدارك هذا الخطأ الفادح؟

وأوضحت أن الأفكار لا تنبع من لا شيء في رأس الإنسان، لافتة إلى أن أساليب تفكير الإنسان المختلفة هي مزيج من نشأته، ومجتمعه، والمدارس التي التحق بها، بل الإعلانات التي تظهر على متصفح الويب يمكنها أن تُشكِّل أفكاره.

وأضافت أن الاعتراف بتأثير القوى المختلفة في تشكيل أفكارنا ومراقبتها يمكن أن يساعد في تحديد الأولويات عندما تصبح التقنيات العصبية والذكاء الاصطناعي أكثر شيوعًا، مشددة على ضرورة إعادة النظر في قوانين الخصوصية الحالية لمواجهة تهديدات التكنولوجيا الجديدة، وتعزيز الحريات التي نحتاج إلى الدفاع عنها.

ربما يعجبك أيضا