عاصفة في الطريق.. لماذا تعزف الصين عن التدخل في الأزمات العالمية؟

صحفي فرنسي: الصين تستعد لمواجهة اقتصادية أو عسكرية محتملة في تايوان

آية سيد
«صواريخ معيوبة».. الاستخبارات الأمريكية تكشف سبب حملة تطهير الجيش الصيني

يبدو شي مقتنعًا أن التوترات الصينية الأمريكية ستتفاقم، خاصة في ظل الفوز المحتمل للمرشح الرئاسي الجمهوري، دونالد ترامب.


أصبحت الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، ولها وجود في قارات العالم، وتمتلك أكبر شبكة دبلوماسية في العالم.

إلا أنها تلتزم الصمت بشأن الأزمات الدولية الكبرى التي يشهدها العالم حاليًا، في تناقض واضح مع تأكيدها لمكانتها كقوة عظمى عالمية في السنوات الأخيرة. وفي هذا الشأن، رأى الصحفي الفرنسي، بيير هاسكي، أن تفسير ذلك يكمن داخل الصين نفسها.

تجاهل الأزمات العالمية

في تحليل نشره موقع “وورلد كرانش” الفرنسي، اليوم الثلاثاء 12 مارس 2024، أشار هاسكي إلى أن الصين لا تتحدث عن التحريض النووي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والعام الماضي، تجاهلت طلبات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للضغط على أصدقائها الروس لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مع الحرص على عدم الانجرار إلى الصراع.

عاصفة في الطريق.. لماذا تعزف الصين عن التدخل في الأزمات الجيوسياسية العالمية؟

الرئيس الصيني، شي جين بينج، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين

ولم تتدخل الصين في حرب إسرائيل وحماس، باستثناء الإدلاء ببعض التصريحات المطلوبة كي تحسن صورتها في الجنوب العالمي، وكذلك لم تتدخل في هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، رغم أن هذه الهجمات تهدد مصالحها الاقتصادية، لأن معظم السفن المهددة محملة ببضائع مصنوعة في الصين.

مشكلات اقتصادية

تمر الصين بفترة عصيبة، فاقتصادها تباطأ بدرجة ملحوظة، وفشل في الانطلاق مجددًا بعد رفع قيود كوفيد-19 منذ أكثر من عام، وتعاني من أزمة عقارات حقيقية، وديون إقليمية، وقطاع خاص مهمش، وهروب رأس المال والمواهب، ومستثمرين أجانب حذرين، وكل هذه العوامل تؤثر في الثقة الوطنية والقومية.

وحسب هاسكي، لم تفعل جلستا المجلس الوطني لنواب الشعب، اللتان اختتمتا أعمالهما الاثنين، الكثير لتغيير الوضع. ووعد رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانج، بتحقيق نمو بنسبة 5% هذا العام، مثلما فعل العام الماضي، ما أثار بعض الشكوك.

الصين

توقعات صندوق النقد الدولي للصين

الاستعداد لعاصفة

أشار الصحفي الفرنسي إلى أن الأمر يبدو وكأن بكين تستعد لعاصفة ما، ويوجد تشديد للسلطة حول الزعيم القوي، شي جين بينج، كما جرى إلغاء المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء بعد اختتام الجلسة البرلمانية، وهو المؤتمر الوحيد هذا العام.

ويعزز النص الذي اعتُمد خلال الجلسة سلطة الحزب الشيوعي على الحكومة، التي جرى إخترال دورها إلى “تطبيق قرارات اللجنة المركزية”، وهكذا، أصبحت الصين مجددًا دولة الحزب الواحد.

مواجهة محتملة

وفق هاسكي، يبدو “شي” مقتنعًا أن التوترات الصينية الأمريكية ستتفاقم، خاصة في ظل الفوز المحتمل للمرشح الرئاسي الجمهوري، دونالد ترامب. وكان ترامب هو من بدأ الحرب التجارية والتكنولوجية، وتابعها الرئيس الحالي، جو بايدن.

ومن أجل الاستعداد لمواجهة اقتصادية أو عسكرية محتملة في تايوان أو بحر الصين الجنوبي، يريد الزعيم الصيني التأكد أن بلاده تُدار بطريقة جيدة. ولذلك، اضطلع مؤخرًا في تطهير الرتب العليا في الجيش، وعزز قبضة الحزب الشيوعي، الذي يضم 100 مليون عضو تقريبًا، وأمر الإدارات بالتوقف عن استخدام البرمجيات الأجنبية والسعي للاستقلال التكنولوجي.

واختتم الصحفي الفرنسي تحليله بالإشارة إلى أن الصين الانطوائية، التي يقودها رجل يملك السلطة الكاملة ويستعد للأسوأ، تُعد علامة على عدم القدرة على التنبؤ والاضطراب على المستوى العالمي، وهي ليست بالخبر السار للعالم.

ربما يعجبك أيضا