عبداللهيان إلى دمشق.. بين حتمية الانتقام والمقايضة بالمكاسب

عبداللهيان يستكمل جولته الإقليمية لبحث توازنات الانتقام والمقايضة

يوسف بنده
عبداللهيان مع المقداد

يبدو أن كلًا من إسرائيل وإيران تستغلان اللحظة الانتخابية في الولايات المتحدة، إذ أن إدارة بايدن منشغلة بالمعركة الانتخابية ولا وقت لديها لمساندة إسرائيل، وتستثمر طهران في ذلك، وتعمل على حتمية الرد بالصورة التي تقررها المقايضة بالمكاسب.


بعد زيارته الدبلوماسية إلى مسقط، توجه اليوم الاثنين 8 إبريل 2024، وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان إلى محطته الثانية دمشق، حسبما نشرت وكالة تسنيم الإيرانية.

وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوع من استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، وسط ترقب لانتقام إيراني بتوجيه ضربة إلى إسرائيل.

اقرأ أيضًا: للحفاظ على مكاسب الدبلوماسية.. هل أوكلت طهران خطة الانتقام إلى واشنطن؟

GKlUcObXQAAyYwi

لقاءات عبد اللهيان في سلطنة عمان

مقايضة بالمكاسب

كشف موقع صابرين نيوز، اليوم الاثنين، أن طهران بعث لواشنطن رسالة عبر سلطنة عمان، تشترط وقف ضربتها إلى إسرائيل، مقابل تنفيذ مطالبها، ومنها الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة والتوقف عن خطة غزو رفح.

وفي إشارة إلى رغبة طهران في مقايضة ضربتها بالمكاسب، كتب عبداللهيان على منصة إكس، أمس الأحد، أنه “جرى الحديث حول استمرار مبادرة سلطان عمان بما يتماشى مع رفع العقوبات”، في إشارة من عبداللهيان أن طهران لا تريد خسارة مكاسبها من المفاوضات مع واشنطن إذا ما دخلت في صدام مع إسرائيل.

اقرأ أيضًاقصف القنصلية الإيرانية.. خامنئي يتوعد بالرد وروسيا متهمة بالتواطؤ مع إسرائيل

كذلك، كتب عبداللهيان: أنه “تم بحث آخر التطورات في المنطقة بما في ذلك استمرار جرائم الحرب المشتركة التي يرتكبها الصهاينة ضد الفلسطينيين وضرورة اتخاذ قرارات رادعة”. ما يعني أن طهران تريد الاستثمار في أزمة حادثة قنصليتها، باحراز تقدم يكون معاقبةً لإسرائيل بوأد طموحاتها العسكرية في المنطقة، ومنها إيقاف الحرب في غزة.

وفي إطار إثبات عدم استجابة إيران إلى تهديدات إسرائيل، كشفت وكالة ايسنا الإيرانية، اليوم الاثنين، أن عبداللهيان ذهب إلى دمشق لافتتاح مقر القنصلية الجديد عوضاً عن المقر الذي استهدفته إسرائيل.

اقرأ أيضًاعبداللهيان إلى مسقط.. هل تمهد إيران لضربتها إقليميًا؟

عبداللهيان في دمشق

عبداللهيان مع المقداد

حتمية الانتقام

كانت تصريحات وزير الخارجية الإيراني خلال لقائه وفد الحوثي في سلطنة عمان توحي بجدية الرد الإيراني على ضربة إسرائيل وإن كانت حتى شكلية، ولكن ذلك سيتوقف على المكاسب التي ستجنيها طهران.

لكن مهمة الدبلوماسية في إيران صعبة، فقد كشف تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية، اليوم الاثنين، أن الخارجية الإيرانية قد أحالت المقترحات التي تسلمتها من واشنطن إلى مكتب المرشد الأعلى، علي خامنئي، وهي تدور حول تفاهمات إقليمية تضمن إيقاف التوتر والتصعيد بين إيران وإسرائيل.

اقرأ أيضًامهمة صعبة.. من ينتقم لإيران بعد استهداف قنصليتها؟

وحسب تقرير الصحيفة الخليجية، فإن العسكريين من الحرس الثوري غاضبون من إدارة الدبلوماسية لأزمة ضرب القنصلية الإيرانية، ويعتقدون أن أن توجيه ضربة كبيرة وقاسية جداً ضد إسرائيل سيدفعها إلى النزول عن الشجرة وقبول وقف إطلاق نار في غزة، والتخلي عن أي مخططات لاجتياح لبنان أو توسيع الاستهدافات في سوريا.

وفي إطار الحرب النفسية، يخرج الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب عصر اليوم الاثنين، يتحدث فيه عن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، وكذلك في إطار عملية الرد الإيراني، تأتي العمليات التي نفذتها الفصائل المسلحة العراقية ضد مناطق عسكرية إسرائيلية في الجولان وكذلك العمليات التي نفذتها جماعة حزب الله اللبناني ضد المقرات العسكرية البحرية الإسرائيلية في رأس الناقورة.

اقرأ أيضًاواشنطن بين طهران وتل أبيب.. هل تغيّرت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟

مبنى القنصلية الجديد في دمشق

مبنى القنصلية الجديد في دمشق

لا رغبة في اتساع الحرب

يبدو أن إيران تعيش أزمة تفكير بين لا رغبة في اتساع دائرة الحرب وكذلك لا بد من معاقبة إسرائيل، ولذلك هي تقوم باستثمار هذه الأزمة في إشراك كل الأطراف في إيجاد حل لها.

وإذا كانت طهران ستقوم بعملية رد فإنها ستراعي التوازن بين الاعتبارات المتضاربة وهو ما يجعل مكان وتوقيت الرد مجهول حتى الآن، والأهم بالنسبة لطهران ألا تسقط في فخ تل أبيب التي تستفيد من اتساع دائرة الحرب بما يخرجها من أزماتها الداخلية.

جر قدم إيران إلى الحرب

حذر السياسي الإيراني، داود حشمتي، في مقالة له على قناة تليجرام، الخميس 4 إبريل، من أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية كان هدفه جر قدم إيران إلى حرب مع إسرائيل.

وطالب حشمتي النظام والحكومة في إيران عدم الاستجابة لضغوط المتشددين في الداخل، الذين تستفزهم إسرائيل عبر الحسابات الإليكترونية الموجهة بهدف دفعهم للضغط على النظام للدخول في معركة مع تل أبيب.

لكن يبدو في النهاية أن كلًا من إسرائيل وإيران تستغلان اللحظة الانتخابية في الولايات المتحدة، إذ تعرف تل أبيب أن إدارة بايدن منشغلة الآن بالمعركة الانتخابية ولا وقت لديها لمساندة إسرائيل إذا ما اتسعت دائرة الحرب مع لبنان مثلاً، وكذلك تستثمر طهران في ذلك، وتعمل على حتمية الرد بالصورة التي تقررها المقايضة بالمكاسب.

ربما يعجبك أيضا