على خطى إيران وكوريا الشمالية.. طالبان تسعى للحصول على سلاح نووي

المدير السابق للاستخبارات الأفغانية: العالم قد يندم بسبب عدم التركيز على النشاط العسكري لطالبان

آية سيد
على خطى إيران وكوريا الشمالية.. طالبان تخطط للحصول على سلاح نووي

طالبان لديها طموحات بأن تتبع خطى دول مثل كوريا الشمالية، وإيران، والصين، وروسيا في الحصول على سلاح نووي.


كشف تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية أن حركة طالبان الأفغانية تبحث عن طرق تمكنها من الحصول على سلاح نووي تكتيكي.

ويأتي هذا في الوقت الذي تسعى طالبان لترسيخ قبضتها على السلطة في أفغانستان، وفق ما نقلت الصحيفة عن مدير السابق لجهاز الأمن الوطني الأفغاني، رحمة الله نبيل، الخميس 30 نوفمبر 2023.

طموحات كبيرة

في كلمة له بحوار هرات الأمني، وهو مؤتمر سنوي عن الوضع في أفغانستان انعقد هذا الأسبوع في دوشنبه، عاصمة طاجيكستان، أشار نبيل إلى أن طالبان لديها طموحات بأن تتبع خطى دول مثل كوريا الشمالية، وإيران، والصين، وروسيا في الحصول على سلاح نووي كعلامة على القوة العسكرية الحديثة.

وقال: “لدي تقارير تشير إلى أن مجموعة من حركة طالبان تبحث كيفية الحصول على أسلحة نووية تكتيكية، وما إذا كانوا سيستطيعون الحصول عليها من باكستان، أو سيستعينون بمهندسين للحصول عليها. وهذه ستكون كارثة”.

خطورة التجاهل    

قادة من حركة طالبان

قادة من حركة طالبان

أعرب الخبراء المشاركون في المؤتمر عن تشككهم في امتلاك طالبان للقدرات، أو العلاقات، أو الدافع للحصول على سلاح نووي تكتيكي، لكن في حوار على هامش المؤتمر، أخبر نبيل صحيفة الإندبندنت أن تجاهل هذه الاحتمالية أمر في منتهى الخطورة.

وقال المدير السابق للاستخبارات الأفغانية إن طالبان “لديها الرغبة، وتجري مباحثات بشأن كيفية تحقيق ذلك الهدف، وكيف يطور الآخرون الأسلحة النووية التكتيكية. وهذا يحتاج إلى انتباه أفضل مما يحدث الآن”.

قدرات كبيرة

أضاف نبيل أنه على مدار عامين، ثبت أن طالبان “وصلت إلى عمق استراتيجي أكبر. ووصلوا إلى الأسلحة والذخيرة الأكثر تطورًا لقوات الناتو، وإلى معدات استخباراتية ومنظومات مراقبة متطورة”، في إشارة إلى المعدات التي تركتها القوات الأمريكية، والبريطانية، وقوات الحلفاء أثناء انسحابهم المتسرع من أفغانستان في أغسطس 2021.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن نبيل تولى منصب رئيس جهاز الاستخبارات الأفغاني لفترتين، من 2010 حتى 2012، ثم من 2013 حتى ديسمبر 2015، التي شملت أول عام من حكم إدارة أشرف غني، الذي أطاحت به طالبان في 2021.

واستقال نبيل وسط خلافات مع غني، وتحوّل إلى منافس سياسي له. واستمر في كونه صوت سياسي مهم في الحوار الإقليمي منذ تولي طالبان السلطة.

تشتيت الانتباه

لفتت الإندبندنت إلى أن معظم الانتباه الدولي منذ سيطرة طالبان على الحكم كان على سياساتها الاجتماعية، مثل حرمان المرأة من حق التعليم، وعزلها من أماكن العمل والمنتزهات والأماكن الترفيهية.

على خطى إيران وكوريا الشمالية.. طالبان تخطط للحصول على سلاح نووي

النساء في أفغانستان

وفي هذا الشأن، أشار نبيل إلى أن العالم قد يندم بسبب عدم التركيز على النشاط العسكري لطالبان خلال هذه الفترة. وقال محذرًا: “إن الحديث عن تعليم المرأة يشتت الانتباه عن أهداف طالبان الاستراتيجية. ينبغي الانتباه إلى عقلية طالبان وما يريدونه لهذه المنطقة”.

تكلفة باهظة

من جهتهم، رأى الخبراء أنه حتى لو امتلكت طالبان الوسائل العملية للحصول على سلاح نووي، ستأتي هذه الخطوة بتكلفة باهظة جدًا لمعركة الجماعة من أجل الشرعية على الساحة الدولية.

وقال خبير الأمن الدولي بكلية الشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون، آريان شريفي: “الحصول على أسلحة نووية يأتي بعبء سياسي كبير، وأفغانستان من ضمن الموقعين على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية”.

وأضاف: “حتى لو حاولوا الحصول عليها، سيتعرضون للكثير من الضغط الدبلوماسي، وهو آخر شيء يحتاجون إليه في هذه المرحلة”. ورأى شريفي أن العكس هو الصحيح، لأنهم يسعون للحصول على اعتراف المجتمع الدولي.

عقبات أخرى

لفت شريفي إلى أن إحدى العقبات الرئيسة الأخرى أمام طموحات طالبان النووية تتمثل في التكلفة الباهظة لشراء هذه الأسلحة، نظرًا للوضع الكارثي لاقتصاد أفغانستان منذ سيطرة الجماعة على السلطة، مضيفًا أن طالبان لا تمتلك القدرات التقنية لصيانة مثل هذه الأسلحة.

وحسب الإندبندنت، أجمع الخبراء على أن التركيز الرئيس لطالبان الآن هو التهديدات الحالية لسلطتها الناشئة من داخل أفغانستان. وفي هذا السياق، قال شريفي: “طالبان لا تواجه تهديد من أي دولة. وحاجتهم العسكرية الوحيدة هي مكافحة الإرهاب، خاصة خصمهم الأساسي، تنظيم داعش خراسان، وجيوش المقاومة الأصغر عددًا التي تقاومهم”.

وأوضح خبير الأمن الدولي: “كل هذا يتطلب أسلحة على المستوى التكتيكي يمكن استخدامها لمكافحة التمرد. ولذلك لا توجد حاجة كي تسعى طالبان للحصول على أسلحة نووية الآن أو في المستقبل القريب”.

ربما يعجبك أيضا