على رأسها «ست الحبايب».. لماذا تقترن أغاني عيد الأم بالحزن والتضحية؟

رنا الجميعي
فايزة احمد

يتنافس نجوم الغناء في تقديم أغنياتهم للاحتفال بعيد الأم، لكن كثيرًا من هذه الأغنيات ترتبط بالشجن، فما السر؟


ترتبط أغاني عيد الأم بمسحة من الحُزن والشجن، ويغلب عليها معاني التضحية والتفاني، وتجد المُستمع إليها غالبًا ما يتأثر بها ويبكي في حضور معانيها.

على رأس تلك الأغاني، أغنية “ست الحبايب” غناء المطربة فايزة أحمد، وألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ومن كلمات حسين السيد، وقُدمت الأغنية للمرة الأولى عام 1959، وظلت على مدار عقود الأغنية الأشهر والأكثر تداولًا وتأثيرًا في عيد الأم بمصر والعالم العربي.

الست دي أمي

مع مرور السنوات يظلّ المعنى المُكرر في أغاني عيد الأم هو التضحية، مثل أغنية “الست دي أمي” للمطرب خالد عجاج، وأذيعت الأغنية كتتر البداية والنهاية لبرنامج “الست دي أمي”، وهو برنامج مصري شهير تناول كفاح الأم، وتعتبر الأغنية الأشهر المعبرة عن الأم في تسعينيات القرن الـ20.

وبصوت شجيّ يغني عجاج قائلًا “الست دي أمي شقيانة طول عمرها/ ماشلتش غير همي وأنا آخر صبرها”.

أمي ثم أمي

قدّم المطربون، جنات ورامي عياش وتامر حسني وهيثم شاكر، أوبريت “أمي ثم أمي” بنغمة أقل حُزنًا، وصدر الأوبريت عام 2008، من كلمات الشاعر أيمن بهجت قمر، وألحان حميد الشاعري، وإخراج الأوبريت عثمان أبو لبن، ومن بين كلمات الأغنية “أمي ثم أمي لحد آخر يوم في عمري/ حضن من أول حياتي وهمه همي”.

أوبريت ست عظيمة

تصدّر المحتوى الرائج على موقع “اليوتيوب” أوبريت “ست عظيمة”، الذي قُدم 18 مارس 2022، ويغنيه فنان المهرجانات عمر كمال والفنانة شيماء المغربي والطفل محمد أسامة، وحققت الأغنية نسب مشاهدة وصلت إلى مليون و500 ألف.

يحتل المرتبة الثانية ضمن قائمة الفيديوهات الأعلى مشاهدة في مصر، ويعيد أيضًا أوبريت “ست عظيمة” نفس معاني التضحية مقترنة بطابع الحزن ممزوجة بإيقاع راقص “أمي غير/ أمي ست عظيمة منها مفيش كتير/ أمي نهر عطاء وتضحيات كبير”.

 

يُفسّر الناقد الفني زين خيري شلبي سبب الطابع الحزين لأغاني عيد الأم بقوله “لأن الأم مرتبطة في حياة أغلب البشر بفكرة التضحية، هي مستعدة دومًا لبذل مزيد من الجهد من أجل أبنائها”، ويُضيف عبر اتصال هاتفي لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن الأبناء لا يُدركون تضحية الأم سوى بعد وقت طويل “غالبًا حينما تنتهي مرحلة رعونة الشباب والتعامل بندية نُدرك العطاء التي قدمته الأم”.

لذا تتمحور أغلب تجارب شعراء الأغاني حول معاني الوفاء والتضحية المُرتبطة بالإحساس بالشجن، وهو ما يُفسّر السبب الذي تكون عليه أغلب أغاني عيد الأم.

تقدّمت بعض أغاني عيد في أفلام “درامية”

يوضح شلبي أن بعض أغاني عيد الأم قُدمت في أفلام، مثل أغنية “سيد الحبايب” التي غنتها شادية في فيلم “المرأة المجهولة”، عام 1959، وكانت تعكس معنى حب الأم لطفلها، وأيضًا لها طابع حزين، ويقول شلبي في حديثه “هو بالأساس فيلم نوعه تراجيدي ميلودرامي، لذا كان طابع الأغنية حزينًا أيضًا”.

وفي تفسيره لتكرار معاني التضحية في أغاني عيد الأم التي قُدمت خلال العقود الأربعة الماضية، مثل أغنية “الست دي أمي” وأوبريت “أمي ثم أمي”، يرى شلبي أن ذلك مرتبط بعملية الإبداع نفسها ويقول “نعيش فترة فيها هبوط في المستوى الفني مستمرة منذ أربعين سنة”، لذا تتكرر نفس المعاني القديمة التي قدمتها الأغاني الخالدة مثل ست الحبايب”.

أغنية “صباح الخير يا مولاتي” تُمجّد الأم

لا تخلو قائمة أغاني عيد الأم من أغاني فيها خفة وشعور بالسعادة، يذكر شلبي منها أغنية “صباح الخير يا مولاتي” بصوت الفنانة سعاد حسني والشاعر صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، وتمتلئ الأغنية بالشعور بالبهجة والحب، وتقول سعاد حسني بخفة فيها “أبوس الإيد وقلبي سعيد/ يا أول حب في حياتي”.

كذلك أغنية “كل سنة وأنت طيبة يا مامتي” للمطربة وردة الجزائرية، وقُدمت في مسلسل أوراق الورد عام 1979 “والأغنية لها طابع الشجن لكنها تخلو من الشعور بالحزن”، ويتمنى الناقد الفني تقديم مزيد من أغاني عيد الأم بأفكار جديدة تناسب العصر.

ربما يعجبك أيضا