على مسار تصفير نفط الملالي.. الحليف الصيني يغادر “بارس”

حسام عيد – محلل اقتصادي

صفقة بقيمة 5 مليارات دولار لتطوير حقل “بارس” النفطي الهائل تبخرت في الهواء بعد انسحاب شركة النفط الحكومية الصينية منها.

هي صفعة جديدة، يتلقاها النظام الإيراني هذه المرة من الصين الحليفة، فيما يبدو وفقا لمراقبين على أنه استجابة من قبل بكين للضغوطات والعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.

تعطيل حقل بارس الإيراني القطري

صباح اليوم الأحد الموافق 6 أكتوبر 2019، أعلن وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، أن شركة البترول الوطنية الصينية انسحبت من تطوير المرحلة 11 من حقل “بارس” الجنوبي للغاز.

وتطور شركة البترول الوطنية الصينية حقل بارس الإيراني القطري المشترك للغاز.

وقال وزير النفط الإيراني، بيجان زنغنه، إن شركة النفط الوطنية الصينية (CNPC) “لم تعد طرفا في المشروع”، الذي تصل تكلفته إلى 5 مليارات دولار، في الحقل الأكبر في العالم بجملة احتياطي يبلغ 51 تريليون متر مكعب.

انسحابات متتالية.. وضعف إيراني

لكن وعلى الرغم من وقع الخطوة الأخيرة القاسية على طهران، فإنها تصر على المضي قدمًا في مشروع تطوير الحقل النفطي ذاك؛ إذ أكد وزير النفط الإيراني أن بلاده ستمضي وحدها في المشروع بعد الانسحاب الصيني وقبله انسحاب شركة توتال الفرنسية العملاقة من الصفقة نفسها عقب فرض العقوبات الأمريكية المشددة على طهران العام الماضي.

وكان مقررًا لتطوير حقل بارس الجنوبي والمسمى أيضا بحقل غاز الشمال أن يستمر لمدة 20 عامًا وقد أبرم في أعقاب توقيع الاتفاق النووي عام 2015 بين إيران والقوى العالمية.

وتضمنت الخطة الأولية لتطوير الحقل، حفر 20 بئرا ومنصة لرأس البئر، لتصل الطاقة الإنتاجية للمشروع إلى ملياري قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا.

وبموجب الشروط الأولية للصفقة، كانت توتال ستحصل على حصة 50.1%، مع حصول شركة النفط الوطنية الصينية على 30%، وشركة “بتروبارس” الإيرانية على 19.9%.

ومع انسحاب “توتال”، استحوذت الشركة الصينية على حصة الشركة الفرنسية، والآن بعد أن وجدت إيران وحدها في الصفقة الضخمة، خرج مسؤولوها بتصريحات مثيرة للسخرية، للتأكيد على أن بلادهم ستطور قطاعًا من حقل نفط بارس الجنوبي وحدها.

وما جعل هذه التصريحات “مثيرة للسخرية”، هو أن إيران غير قادرة على معالجة وتطوير بنيتها التحتية فيما يتعلق بالنفط والغاز، فعلى مدار 40 عاما لم تستطع أن تطور حقول البنية التحتية للغاز والنفط، فمن المعروف أنها تواجه مشكلة كبيرة في هذا المجال.

تصفير نفط الملالي.. سياسة أمريكية ناجعة

ومن شأن التطورات الأخيرة، أن تضعف من القطاع النفطي الأهم بالنسبة لإيران أكثر فأكثر، فمنذ فرضت واشنطن عقوباتها على طهران، تهاوت الصادات النفطية الإيرانية وتقلصت لأكثر من 80%.

انسحاب شركة النفط الوطنية الصينية يشكل نقطة تحول مهمة وضربة إضافية للاقتصاد الإيراني، خاصة في هذا التوقيت الصعب، نظرًا لنجاح الضغوط التي تمارسها واشنطن من خلال العقوبات، والقيود التي تفرضها على الشركات العاملة في طهران.

وكان انسحاب “توتال” أدى إلى هبوط صادرات المكثفات الغازية إلى “شبه الصفر”، بعدما كانت تنتج طهران حوالي 17 مليون طن مكثفات غازية بقيمة 7 مليار دولار، وتحديدا في الفترة بين أبريل 2017 حتى أبريل 2018، بإجمالي 650 ألف برميل يوميا يستهلك منها محليا 400- 450 ألف برميل.

ربما يعجبك أيضا