عمران خان ينتصر في «البنجاب» والمخاطر الاقتصادية تحاصر باكستان

فاز حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، بالانتخابات الفرعية في إقليم البنجاب، معقل حزب الرابطة الإسلامية الحاكم.

وتشير تلك النتائج إلى أن عمران خان على وشك استعادة مقاليد الحكم، بعد أن أطاح البرلمان الباكستاني بحكومته، في إبريل الماضي، على إثر تصويت لحجب الثقة، وانتخب بعدها شهباز شريف رئيسًا للوزارء.

عمران خان ينتصر في البنجاب

نقلت وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية عن مسؤولين باكستانيين أنه من المرجح أن يشكل حزب عمران خان “حكومة إقليمية جديدة” في البنجاب خلال الأسابيع المقبلة، بعد فوز حزب “تحريك إنصاف” الذي يتزعمه رئيس الوزراء الباكستاني السابق بـ15 مقعدًا من أصل 20 كانت مطروحة للتصويت في مجلس الإقليم المؤلف من 371 عضوًا.

وبحسب الوكالة الأمريكية، ارتفع عدد المقاعد التي يشغلها الحزب وحلفاؤه في مجلس النواب في البنجاب إلى 188، أي أكثر بمقعدين من الأغلبية البسيطة البالغة 186 مقعدًا اللازمة لحكم المقاطعة.

مؤشرات

هزيمة الائتلاف الحاكم ضربة لرئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، وحزب الرابطة، فإقليم البنجاب أكبر ولايات البلاد سكانًا، ما يعني أن عمران خان وحزبه رممّوا رصيدهم لدى الناخبين، وأنه نجح بالفعل في إقناع قطاعات من الشعب بأن الإطاحة بحكومته “كانت مؤامرة أمريكية”، وهو اتهام ينفيه شهباز شريف وأمريكا.

ولم يحصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، بزعامة شهباز شريف الذي طاردته اتهامات بالفساد، إلا على 4 مقاعد، ونال المقعد الأخير مرشح مستقل، وينتخب مجلس البنجاب، الجمعة المقبلة، رئيس وزرائه، ليحل محل شريف حمزة شهباز الذي يشغل منصب رئيس وزراء إقليم البنجاب حاليًّا.

بالإضافة إلى الأسباب التي ذكرتَها:
مرشحو حزب الرابطة أغلبهم كانوا من أعضاء حزب الإنصاف السابقين الذين قاموا بتغيير ولاءاتهم فكافئتهم الحكومة بترشيحهم لكن لم يستطيعوا الترويج لحملاتهم الانتخابية بشكل جيد رغم كل الدعم الذي حصلوا عليه من حكومة حمزة شهباز الإقليمية. https://t.co/ObSyswvuQ4

— AHMED HAFIZ أحمد حافظ 🇵🇰 (@E_AhmedHafiz) July 18, 2022

أسباب الهزيمة

رأى المحلل السياسي الباكستاني، أحمد حافظ، أن “الشعب الباكستاني انتصر على الدولة العميقة والحكومة، وأرسل لأعداء الداخل والخارج رسالة مفادها أنه لن يرضخ للتدخلات الخارجية بأي ثمنٍ كان”.

وأضاف: “مرشحو حزب الرابطة أغلبهم كانوا من أعضاء حزب الإنصاف السابقين الذين غيّروا ولاءاتهم، فكافأتهم الحكومة بترشيحهم، ولكن لم يستطيعوا الترويج لحملاتهم الانتخابية على نحو جيد، رغم كل الدعم الذي حصلوا عليه من حكومة حمزة شهباز الإقليمية”.

The only way forward from here is to hold fair & free elections under a credible ECP. Any other path will only lead to greater political uncertainty & further economic chaos.

— Imran Khan (@ImranKhanPTI) July 17, 2022

عمران خان يدعو لانتخابات مبكرة

دعا رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان إلى انتخابات مبكرة، وقال في تغريدة إن: “السبيل الوحيد للمضي قدما بعد الآن يقوم على إجراء انتخابات حرة وشفافة، وكل سبيل آخر سيؤدي إلى مزيد من عدم اليقين السياسي، والمزيد من الفوضى الاقتصادية”، وكذلك طالب رئيس لجنة الانتخابات بالاستقالة فورًا.

میں اپنےتمام اتحادیوں مسلم لیگ ق،مجلسِ وحدت المسلمین اورسنی اتحاد کونسل کابھی شکرگزارہوں۔یہاں سےآگےکاواحد رستہ ایک ساکھ کےحامل الیکشن کمیشن کی زیرِنگرانی آزادانہ وشفاف انتخابات کاانعقادہے۔کوئی بھی دوسراراستہ محض سیاسی غیر یقینی میں اضافےاورمزیدمعاشی انتشارکیجانب لیکر جائےگا۔

— Imran Khan (@ImranKhanPTI) July 17, 2022

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن انتخابات البنجاب مؤشر للانتخابات التشريعية الوطنية التي من المقرر أن تنظم في أكتوبر 2023، ويحمّل خان الحكومة المحلية مسؤولية الارتفاع الكبير في التضخم، ونقل عن الصحف الباكستانية أن نتائج الاقتراع في البنجاب “أتت من جراء الصعوبات الاقتصادية في البلاد التي تنفق نحو نصف عائداتها على خدمة الدين الخارجي”.

مخاطر تهدد باكستان

الإعلامي والمحلل السياسي الباكستاني، حذيفة فريد، رأى “أن رئيس وزراء باكستان المقبل هو عمران خان مجددًا، والأمر مسألة وقت ليس إلا”، وأضاف أن انهيار العملة الباكستانية أمام الدولار سببه أن “البلاد تدفع ضريبة اختيارها”، و “إن لم يتحرك صناع القرار والأحزاب لتدارك الوضع، فإن مصير سيرلانكا ليس ببعيد، والحل هو الجلوس والتفاهم فورًا”.

وأردف: “بهذه الطريقة في تهاوي الروبية أمام الدولار، البلد تتجه لانهيار اقتصادي وإفلاس، ولا حل إلا الانتخابات المبكرة، وحكومة تصريف أعمال، مع إجراءات اقتصادية فورية، ومنع هروب العملة الصعبة، والحكومة الحالية عليها تعديل الوضع الاقتصادي الحالي، وهي ستقوم بهذا إن أرادت البقاء، و استكمال الحكومة الحالية لفترتها كاملة في صالح عمران خان تمامًا”.