غضب عربي وإسلامي من تصريحات المتحدث باسم حزب الهند الحاكم المسيئة للإسلام

محمود سعيد

منذ صعود حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة ناريندرا مودي للحكم في الهند والاشتباك الإسلامي الهندوسي في تصاعد


أجبرت ردود الفعل العربية والإسلامية حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم في الهند على تعليق عمل مسؤول الإعلام، كومار جيندال، على خلفية تصريحات مسيئة للنبي والإسلام.

ومنذ صعود حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة ناريندرا مودي، والاشتباك الإسلامي الهندوسي في تصاعد، ولكنه وصل لأشده وعلى نحو غير مسبوق بعد مظاهرات المسلمين العارمة ضد قانون الجنسية الذي هدف لنزع الجنسية عن عدة ملايين من المسلمين.

الدول الخليجية تندد  بتصريحات قادة حزب بهاراتيا جاناتا

وزارة الخارجية السعودية شجبت واستنكرت تصريحات المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا، مؤكدة رفضها الدائم للمساس برموز الدين الإسلامي، أو المساس بالشخصيات والرموز الدينية كافة”.

وأضافت الخارجية السعودية في بيان نشرته عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، يوم الأحد 5 يونيو 2022، “نرحب بالإجراء المتخذ من حزب بهاراتيا جانات بإيقاف المتحدثة عن العمل، وتجدد الوزارة التأكيد على موقف المملكة الداعي لاحترام المعتقدات والأديان”.

واستدعت الكويت وقطر سفيري الهند لديهما، وسلمتهما مذكرتي احتجاج، وكذلك أدانت الإمارات التصريحات الصادرة عن المتحدثة باسم الحزب الحاكم في الهند، معربة عن استنكارها ورفضها للإساءة للنبي محمد، واستنكرت البحرين التصريحات المسيئة، وأبلغت سلطنة عمان سفير الهند استنكارها “التصريحات المسيئة للرسول وللإسلام والمسلمين”.

الدول العربية والإسلامية تتحرك ضد بهاراتيا جاناتا

من ناحيتها، دانت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية التصريحات الهندية المسيئة للرسول محمد، ودعت إلى “ترسيخ قيم التسامح والتعايش، ونبذ خطاب العنف والكراهية، واحترام المعتقدات والديانات السماوية”.

واستدعت إندونيسيا السفير الهندي، وسُلِّم شكوى حكومية بشأن الخطاب المعادي للمسلمين، أدانت فيه “بشدة التعليقات المهينة غير المقبولة”، بحسب ما نشر عبر حساب وزارة الخارجية الإندونيسية على موقع تويتر يوم الاثنين الماضي.

وقالت باكستان في بيان إنها “تدين بأشد العبارات الممكنة”، التصريحات “المسيئة للغاية”، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لتلافي الوضع المتفاقم للإسلاموفوبيا في الهند.

وبدورها طالبت حركة طالبان في أفغانستان الحكومة الهندية باتخاذ إجراءات بحق المتعصبين ضد الدين الإسلامي، وطالبت الحكومة الهندية بإدانة تلك الإساءات والاعتذار العلني عنها.

منظمة التعاون الإسلامي

أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها واستنكارها الشديدين للإساءات الهندية الأخيرة، وأوضحت أن “هذه الإساءات تأتي في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند، وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين بها والتضييق عليهم، خصوصًا في ضوء مجموعة من القرارات بمنع الحجاب في المؤسسات التعليمية وعمليات هدم لممتلكات المسلمين”.

وطالبت المنظمة السلطات الهندية “بالتصدي بحزم لهذه الإساءات وأشكال التطاول على النبي محمد، والدين الإسلامي، وتقديم المحرضين والمتورطين ومرتكبي أعمال العنف وجرائم الكراهية ضد المسلمين إلى العدالة، ومحاسبة الجهات التي تقف وراءها”، وطالبت بضمان سلامة وأمن ورفاه المجتمع المسلم في الهند، وحماية حقوقه وهويته الدينية والثقافية وكرامته وأماكن عبادته.

البرلمان العربي

بدوره أدان البرلمان العربي “التصريحات غير المسؤولة التي تسيء إلى رموز ومقدسات الدين الإسلامي”، ودعا إلى ضرورة وقفها، ومحاسبة مرتكبيها لضمان عدم تكرارها، وأضاف أن “مثل هذه التصريحات تنم عن جهل واضح برسالة السلام التي يحملها الدين الإسلامي وسماحته، ودوره الكبير في نشر قيم التسامح ومواجهة العنصرية والتطرف”.

وأعرب البرلمان في بيانه عن “استغرابه من أن تصدر مثل هذه التصريحات عن مسؤولين سياسيين يفترض أن يكونوا أكثر حرصًا على نشر قيم الاعتدال والتسامح والحوار بين الأديان والحضارات، والتصدي للأفكار المتطرفة المغذية للفتن والكراهية الدينية”.

ممارسات ممنهجة ضد المسلمين

في السياق، قال رئيس مجلس الشورى القطري، حسن بن عبدالله الغانم: “الإساءات تأتي في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين فيها والتضييق عليهم”.

ودعا الغانم في بيان نشر عبر موقع البرلمان القطري، يوم الاثنين الماضي، السلطات الهندية إلى ضرورة التصدي بحزم لهذه الإساءات، ولكل أشكال التطاول على الرسول محمد والدين الإسلامي، وضمان سلامة وأمن ورفاه المجتمع المسلم في الهند وحماية حقوقه وهويته الدينية والثقافية وكرامته وأماكن عبادته.

الأزهر الشريف

أعرب الأزهر عن إدانته واستنكاره لإساءة المتحدث باسم حزب “بهاراتيا جاناتا” للمسلمين، وقال إن ” الأزهر إذ يعد ما قاله هذا الجاهل المستهتر بعظماء الإنسانية سخفًا من القول الذي يُردِّدُه بين الحين والآخر كل حاقد على الإسلام والمسلمين، فإنه يؤكد في الوقت نفسه أن مثل هذا التصرف هو “الإرهاب” الحقيقي بعينه الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب”.

وأكد الأزهر في بيان نشر عبر تويتر “أن ما يلجأ إليه بعض المسؤولين السياسيين مؤخرًا من إساءة للإسلام وإلى نبيه الكريم، لكسب تأييدِ في الانتخابات، وتهييج مشاعر أتباعهم ضد المسلمين هو دعوة صريحة للتطرف وبث الكراهية والفتنة بين أتباع الأديان والعقائد المختلفة، وأمر لا يصدر إلا من دعاة التطرف وأنصار الكراهية والفتنة، وأعداء سياسة الحوار بين أتباع العقائد والحضارات والثقافات المختلفة”.

هيئة كبار العلماء السعودية ودار الإفتاء في ليبيا

أدانت هيئة كبار العلماء بشدة التصريحات، ودعت المسلمين إلى التعريف بالرسول محمد وما احتوت عليه رسالته الخالدة، وسيرته العطرة، من خير وبر ورحمة للناس أجمعين، مشيرة إلى أن ذلك هو أبلغ رد على من يحاول أن يسيء إلى جنابه.

وأما دار الإفتاء الليبية فحثت على مقاطعة المنتجات الهندية، ووجه مفتي سلطنة عمان، أحمد الخليلي، انتقادات للمتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.

الحزب الحاكم يحاول لملمة القضية

أمام هذا الهجوم الجارف، أوقف حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم في الهند المتحدثة باسمه نوبور شارما عن العمل، وطرد نافين كومار جيندال المسؤول عن وحدة الحزب الإعلامية على خلفية تصريحاتهما المسيئة للنبي محمد والإسلام، وذكرت قناة “NDTV” التلفزيونية أن الحزب أصدر بيانًا “أدان فيه بشدة إهانة أي شخصية دينية”.

وأضاف البيان أن “حزب بهاراتيا جاناتا” يعارض بشدة أي إيديولوجية تهين أو تحط من قدر أي طائفة أو دين، ودستور الهند يعطي الحق لكل مواطن في ممارسة أي دين يختاره ويحترم كل دين”، وطرد كذلك نافين جيندال، وهو متحدث آخر باسم حزب “بهاراتيا جاناتا”، بسبب تعليقات أدلى بها عن الإسلام على مواقع التواصل الاجتماعي.

ربما يعجبك أيضا