فورين أفيرز: بوتين يسعى لإنهاء حرب أوكرانيا بشروطه.. ما هي؟

شروق صبري

ترى المجلة أنه ينبغي على واشنطن وغيرها من الشركاء الاستيلاء على احتياطيات روسيا الدولية المجمدة، وتحويلها إلى صندوق لدعم أوكرانيا.. فهل يحدث ذلك؟


يسعى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإنهاء الصراع في أوكرانيا قبل حلول فصل الشتاء، لكن بشروطه، وفق مجلة فورين أفيرز.

وأوضحت المجلة الأمريكية، اليوم الثلاثاء 5 سبتمبر 2023، أن من غير المرجح أن تستمر استراتيجية بوتين في الأشهر المقبلة على نفس المنوال، فالوضع الراهن ليس جذابًا ولا مستدامًا بالنسبة له، لأنه يتطلع إلى شتاء بلا حرب، ويفكر في طرق لإنهائها.

بوتين يتطلع لإنهاء الحرب

قالت المجلة الأمريكية، إن بوتين لم يتوقع أن يصل إلى هذه النتيجة بعد مرور 18 شهرًا على حرب أوكرانيا. وهو غير راضٍ عن السير بالإيقاع البطيء في ذلك النوع من الصراع الجامد القائم في أجزاء عديدة من عالم ما بعد الاتحاد السوفييتي.

وأشارت فورين أفيرز إلى أن الزعيم الروسي لا يمكنه إنهاء الحرب عبر إرسال المزيد من القوات والأسلحة إلى الخطوط الأمامية، فاحتياطياته من كليهما محدودة. وسوف يبحث من جديد عن فرص لإلحاق الخسائر بأوكرانيا بعيدًا عن الخطوط الأمامية.

حرب أوكرانيا

حرب أوكرانيا

الروح الوطنية

سلطت المجلة الأمريكية الضوء على أن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، يدرك جيدًا أن الفوز في الحرب لا يقتصر فقط على امتلاك ما يكفي من الأسلحة والجنود وإدارة خطوط الإمداد، ووالتكتيكات العسكرية.

وقالت فورين أفيرز إن زيلينسكي يرى أن الحرب تتطلب دعم الروح الوطنية، وأنه يجب أن يكون القائد في زمن الحرب، وخاصة في الحرب الوجودية، جنرالًا وأسقفًا، وأن الحفاظ على العلمانية الروحية للأمة يتطلب استعادة الهوية المشتركة والشعور بضرورة المواجهة  والانتصار.

طريق مسدود

يدرك كل من زيلينسكي وبوتين أن الحرب وصلت من الناحية العسكرية إلى طريق مسدود في الوقت الحالي. وسوف يستمر الأمر طالما أنهما يستطيعان القيام حتى بمهمة متواضعة تتمثل في تجديد الجثث والأسلحة على الخطوط الأمامية.

وبالنسبة لزيلينسكي يشكل هذا تحديًا تكتيكيًّا، فهو يحتاج إلى ضمان قدرة أوكرانيا على الاستمرار في الحصول على الأسلحة التي تحتاجها، حتى وإن كان يواجه الشركاء الغربيون، وخاصة واشنطن، مزيجًا من العقبات المادية. لكن بالنسبة لبوتين، يشكل الجمود تحديًا استراتيجيًّا غير متوقع.

الوقت ليس في صالح بوتين

بعد مرور 18 شهرًا من الحرب بات واضحًا أن الوقت أصبح ليس في صالح بوتين. فلم تفقد مجموعة الدول السبع، ومنظمة حلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي القدرة على دعم أوكرانيا.

من ناحية أخرى، فإن التحديات الاقتصادية المحلية التي تواجهها الصين أعطت بكين، الحليف المهم الوحيد لموسكو ومصدر دعمها، سببًا لنفاد الصبر. وقالت  تاتيانا ستانوفايا، الخبيرة في الشؤون الروسية، لمجلة فورين أفيرز، أن بوتين بات معزولًا من نظامه الخاص، وغير مرتبط بنقاط الاستقرار التي ترتكز على لعبة مستدامة لكسب الوقت.

وأضافت: “بوتين حريص على إنهاء الحرب بشروطه، فهو يرى احتمال إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمثابة فرصة محتملة لتخلي الولايات المتحدة عن أوكرانيا وإنهاء الصراع عن طريق التفاوض بشروط الكرملين”.

إنهاء الحرب بشروط بوتين

هذا التوقع في أفضل الأحوال يعني أنه توجد فرصة أمام الغرب حتى فوز ترامب في انتخابات 2024. وحتى لو كان بوتين يأمل في تجاوز الصراع بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإنه سيظل يرغب في تحسين موقفه قبل أي مفاوضات متوقعة.

وترى المجلة الأمريكية أنه إذا كان بوتين يفكر بهذه الطريقة فإنه من المؤسف أن هذا يعني أن الأشهر المقبلة قد تكون قاتمة، لأن مسألة دفع الحرب إلى نهايتها أو الاستعداد للمفاوضات يعني أنه لن يقبل ببساطة الاستمرار إلى أجل غير مسمى في حرب استنزافية.

خطط بوتين المقبلة

على الرغم من المشكلات المتعلقة بالمعدات العسكرية وإمدادات الأسلحة، فإن بوتين سيكون على استعداد لفعل المزيد من أفظع الجرائم التي ارتكبها بالفعل، وفق المجلة.

وسيكثف بوتين جرائم الحرب، و العنف والاختطاف، ويأمر صراحة بارتكاب بعض الفظائع ويتغاضى ضمنًا عن حوادث أخرى من هذا القبيل، وسيوسع الهجمات على البنية التحتية المدنية، والمستشفيات والمدارس.

وحسب المجلة، سيعمل الرئيس الروسي على تسريع وتيرة الإبادة الجماعية في الحرب، في محاولة لإلحاق المزيد من المذابح والدمار بالسكان المدنيين. ومن خلال تصعيد الهجمات الإجرامية على المدنيين، كما انه يأمل في تقويض قدرة الأوكرانيين على العمل معًا، ورؤية أنفسهم كأمة.

حرب أوكرانيا

حرب أوكرانيا

دور الغرب

بناءً على ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة وشركاء أوكرانيا الدوليين أن يكونوا مستعدين لتعزيز الروح الأوكرانية. وأن يستمروا في تقديم المساعدة العسكرية، بعدة طرق من خلال تقدم الخبرة والمعلومات الاستخبارية للأوكرانيين حتى يتمكنوا من استخدامها لتدمير المنشآت الروسية داخل روسيا والتي تشكل أهمية بالغة لإعادة إمداد الخطوط الأمامية وللهجمات الجوية الروسية.

ووفق المجلة، من الممكن أن تصبح هجمات الطائرات دون طيار أو أعمال التخريب التي تستهدف القواعد العسكرية الروسية ومصانع المعدات أكثر شيوعًا، ما يزيد من إضعاف المجهود الحربي الروسي.

الضغط على بوتين

يجب على الولايات المتحدة والشركاء الرئيسين أيضًا إرسال رسالة واضحة إلى بوتين مفادها أنه إذا هاجم البنية التحتية الحيوية مثل أنظمة الغاز والمياه والكهرباء هذا الشتاء، كما فعل في الماضي، فإنهم لن يكتفوا بتسليم صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز ATACMS فحسب، بل سيتطور الأمر.

وحينها يستوجب على  الغرب إزالة بعض القيود المفروضة على أنظمة الأسلحة المقدمة بالفعل إلى أوكرانيا، وهي القيود التي تمنعها حاليًّا من استخدام مثل هذه الأسلحة لمهاجمة أهداف داخل روسيا.

اقرأ أيضًا| مخاطر وتداعيات.. كيف ستغير القنابل العنقودية حرب أوكرانيا؟

اقرأ أيضًا| صفقات الغاز بين روسيا والصين.. ما علاقتها بحرب أوكرانيا؟

ربما يعجبك أيضا