فيضانات إيطاليا.. هل تدفع أوروبا لمواجهة أزمة تغير المناخ؟

شروق صبري
فيضانات إيطاليا

يتساءل مشرعون في إيطاليا عما إذا كانت البلاد قد أهدرت فرصًا للاستعداد أفضل للفيضانات الشديدة.


تجولت رئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني، أمس الأحد 21 مايو 2023، بمدن منطقة إميليا رومانيا، حيث أودت الفيضانات بحياة 14 شخصًا وسببت أضرارًا بمليارات اليورو.

ويوم الثلاثاء الماضي، ضربت الفيضانات مدينة لوجو شمالي إيطاليا، حيث تدفقت المياه وأغرقت الشوارع والحقول، وكان عمال الإنقاذ يتنقلون بالقوارب لتوصيل الحليب للأطفال ولإنقاذ كبار السن في منازلهم، ما يلقي الضوء على أزمة تغير المناخ.

فيضانات إيطاليا

فيضانات إيطاليا

سوء الأحوال الجوية

أعلنت رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، يوم السبت 20 مايو، قطع رحلتها إلى اليابان، حيث كانت تشارك في اجتماع قادة مجموعة الـ7، حتى تتمكن من زيارة المناطق التي غمرتها الفيضانات، وللتأكد من سرعة الاستجابة للطوارئ. وقالت في إفادة صحفية: “لا يمكنني البقاء بعيدًا عن إيطاليا في مثل هذا الوقت الصعب”.

وأوضحت ميلوني أن “ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ظهور مشكلات خطيرة، مثل الجفاف والفيضانات، وهما وجهان لعملة واحدة، لأن ارتفاع درجة الحرارة يشبه البنزين في محرك الظواهر الطبيعية التي يجب إعطاؤها الأولوية”، حسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز أمس الأول السبت.

وأضافت أن الحكومة الإيطالية ستعقد اجتماعًا لمجلس الوزراء، لاتخاذ قرار بشأن إجراءات الاستجابة لحالات الطوارئ، مشيرة إلى أن “البلاد قد تحتاج إلى دعوة صندوق الاتحاد الأوروبي إلى التضامن في مواجهة الكوارث الطبيعية”.

فيضانات إيطاليا

فيضانات إيطاليا

غرق البلاد

قالت نيويورك تايمز إن الفيضانات أغرقت مساحات شاسعة من الريف، وتسببت في انهيارات أرضية خطيرة في بعض البلدات غير الساحلية المعزولة تمامًا والتي لا يمكن الوصول إليها إلا بالمروحية. وأجلى عمال الإنقاذ حوالي 36 ألف شخص وسط الفيضانات التي تسببت في تدفق المياه إلى البلدات، في حدث شديد الخطورة تفاقم بسبب تغير المناخ.

ومع هطول الأمطار مرة أخرى، أمس الأول السبت، واجه السكان حول مدينة رافينا القديمة، التي كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، أهوال الفيضان، في أثناء انحسار المياه في بعض البلدات الأكثر تضررًا.

ولم تصل الإغاثة بعد إلى بعض مناطق لوجو وبلدات أخرى في شمال إيطاليا غمرتها الفيضانات، التي أسفرت عن مقتل 14 شخصًا وتشريد الآلاف.

فيضانات إيطاليا

فيضانات إيطاليا

تدمير حياة المواطنين

ترى نيويورك تايمز أن أحداث الطقس المروعة أصبحت أكثر شيوعًا في أوروبا، حيث قتلت درجات الحرارة الحارقة العشرات في ألمانيا قبل عامين. وأخذت إيطاليا نصيبها العادل من أحداث الطقس الخطيرة، إذ وقعت بين نوبات الجفاف الشديد التي تعطش البلدات، وتعطل الزراعة، وتجفف سلة الخبز في البلاد، ثم أمطار غزيرة وفيضانات مثل التي حدثت الأسبوع الماضي.

وتسببت تغيرات الطقس في حرائق الغابات الصيفية من الأشجار، وجفت الأراضي، وقلت نسب هطول الأمطار، والآن ضربت البلاد فيضانات خطيرة تركت ملايين الإيطاليين محاطين بالمياه وهم في الصيف، متعطشين إلى قطرة مياه.

تغير المناخ

وفق الصحيفة الأمريكية، يحاول قادة إيطاليا التصالح مع ما يقول العلماء إنه الوضع الطبيعي الجديد لتغير المناخ، لكن مشرعين يتساءلون عما إذا كانت البلاد قد أهدرت فرصًا للاستعداد أفضل للفيضانات الشديدة، التي رأى الكثيرون أنها قادمة، وكان يجب أن يستعدوا لها بأحواض اصطناعية أو أي حلول أخرى.

وقال وزير الحماية المدنية في البلاد نيلو موسوميسي، في مقابلة الأسبوع الماضي مع صحيفة لا ستامبا الإيطالية: “نعيش في منطقة معرضة للخطر… استوائية المناخ وصلت إلى إيطاليا”.

وأضاف: “في جداول أعمال جميع الحكومات على مدى الثمانين عامًا الماضية، لم تكن هشاشة أراضينا أبدًا قضية ذات أولوية حقيقية”. مضيفًا: “السؤال الذي يجب طرحه ليس ما إذا كان حدث كارثي مثل حدث الثلاثاء سيحدث مرة أخرى، ولكن متى وأين سيحدث؟”.

فيضانات إيطاليا

فيضانات إيطاليا

أزمة تغير المناخ

قال خبراء إن الكثير من مناطق العالم يمكن أن يتوقع أيضًا المزيد من العواصف غير العادية وشديدة الخطورة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، ما يزيد من الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات لحماية المجتمعات، حسب نيويورك تايمز.

وقالت المهندسة الهيدروليكية في معهد حماية البيئة والبحوث في روما باربرا لاستوريا، إن النقاشات بشأن أزمة الفيضانات التي ظهرت الأسبوع الماضي، لا يمكنها التوصل إلى حلول عملية إلا بعد معالجة قضية أكبر وهي أزمة تغير المناخ الوجودية، مشيرة إلى أنه بالنسبة إلى البعض، كان الفيضان سببًا كافيًا لإعادة التوطين.

اقرأ أيضًا: الرئيس الأمريكي يعلن تمويلًا لمكافحة تغير المناخ

اقرأ أيضًا: تغير المناخ يهدد بفقدان البيئات الطبيعية بجبال الألب الأوروبية

ربما يعجبك أيضا