في إطار دعم المصالحة.. دول الخليج تتطلع إلى علاقة جيدة مع إيران

هنأ وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في اتصال هاتفي، وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان بحلول شهر رمضان 2023.

وحسب بيان للخارجية الإيرانية، اليوم الخميس 23 مارس، أشار وزير الخارجية السعودي، في الاتصال مع نظيره الإيراني، إلى الإنجازات الإيجابية لاجتماع بكين، وأكد الاجتماع المرتقب لوزيري الخارجية وإعادة فتح سفارتي البلدين.

ترحيب بالاتفاق مع إيران

أكد الاجتماع الـ155 لوزراء خارجية مجلس التعاون مواصلة العمل الخليجي المشترك، وحل الخلافات مع إيران بالطرق السلمية. وحسب البيان الختامي لاجتماع الوزراء، أمس، فقد رحب المجلس باتفاق عودة العلاقات بين السعودية وإيران، وأعرب عن أمله في أن يكون خطوة على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية عبر الحوار.

وأشاد المجلس بجهود سلطنة عمان والعراق لتسهيل الحوار بين الرياض وطهران واستضافتهما العديد من جولات التفاوض، وجدد كذلك الوزراء تأكيد رفض مواصلة استمرار احتلال إيران للجزر الإيرانية الثلاث (طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى)، وتمسكه بسيادة الإمارات عليها.

مشاركة في المفاوضات النووية

شدد مجلس الوزراء على ضرورة التزام إيران بوقف تخصيب اليورانيوم أكثر من الدرجة اللازمة للاستخدام السلمي للطاقة النووية. وأكد استعداد دول المجلس للتعاون بفعالية مع هذا الملف، وضرورة مشاركتها في جميع المفاوضات والمباحثات والاجتماعات الإقليمية والدولية بهذا الشأن.

وأضاف: “بالإضافة إلى البرنامج النووي الإيراني، يجب أن تشمل المفاوضات جميع القضايا والشواغل الأمنية لدول الخليج العربية، بما يسهم في تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة، في إطار احترام السيادة وسياسات حسن الجوار، والالتزام بالقرارات الأممية والشرعية الدولية، لضمان تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين”.

رد إيراني

رحب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بدعم وزراء مجلس التعاون الخليجي لاتفاق المصالحة بين طهران والرياض. وأعرب عن أمله في أن يلعب الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، في زيادة الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة.

وأكد كنعاني أن رؤية إيران الاستراتيجية مبنية على التفاعل والتعاون مع جيرانها كأفضل طريقة لحل المشكلات الإقليمية. ولكن في الوقت ذاته، رد كنعاني ضمنيًّا على مطالبة دول الخليج إيران بالالتزام بعدم تجاوز مستوى تخصيب اليورانيوم.

وقال كنعاني، في هذا السياق: “إن إيران على دراية بمسؤولياتها والتزامتها الدولية، التي طالما التزمت بها، وإن لديها تواصلًا مستمرًّا مع الأطراف ذات الصلة بالاتفاق النووي وتعهداته، كما نفي ارتباط إيران بالأزمة في اليمن”.

تحدي السياسة الخارجية الإيرانية

حسب تقرير موقع انتخاب الإيراني، 22 مارس، فإن علاقات إيران مع دول الجوار خاصة من العرب، من التحديات التي تواجه الخارجية الإيرانية في العام الإيراني الجديد (بدأ 21 مارس).

وبعد موافقتها على إعادة العلاقات مع السعودية، خطت إيران خطوة كبيرة في تحسين العلاقات معها، وعززت هذه الأهمية من خلال رحلة علي شمخاني إلى الإمارات العربية المتحدة. ورأى التقرير أن علاقات إيران مع جيرانها أصبحت هشة للغاية بعد سنوات من الانفصال والقطيعة.

وقد قلّلت هذه القطيعة من الثقة في ما بينهم بسبب الاختلافات. كما أنه توجد قوى إقليمية ستعمل على عرقلة جهود المصالحة بين إيران والدول العربية. ويمكن أن يؤدي تبني نهج اقتصادي في سياسة الجوار الإيرانية دورًا مهمًّا في إرساء الاستقرار والأمن في علاقات طهران مع الرياض ودول الخليج الأخرى.