في دراما “البريكست”.. سيناريوهات الفوضى والغلاء تهدد عرش بريطانيا

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

ستواجه بريطانيا نقصًا في الوقود والغذاء والدواء، وشبه فوضى تامة بالموانئ وعلى الحدود مع أيرلندا، في سيناريو قد يدوم لنحو 3 أشهر، وفقًا لوثائق حكومية “مسربة”، تتحدث عن خطة الحكومة الطارئة للتعامل مع احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة في 31 أكتوبر المقبل.

نشرت صحيفة “صنداي تايمز” اليوم الأحد، وثائق مسرية تشير إلى أن حكومة بوريس جونسون وضعت سيناريوهات للتعامل مع عدة هزات ارتدادية ستعقب الانفصال أو “البريكست” بدون صفقة، حيث من المحتمل أن تعيش بريطانيا ما يشبه اضطراب ما بعد الصدمة، تتجلى مظاهره بحدوث فوضى بالموانئ وعودة للحدود الفعلية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، الأمر الذي قد يؤجج احتجاجات على الحدود ويتسبب في إغلاق الطرق.

فوضى “البريكست”
“بريكست” بدون صفقة، سيقود بدون أدنى شك إلى موجة من الغلاء بأسواق بريطانيا، نتيجة لشح المواد الأساسية التي كانت تتدفق عبر بلدان الاتحاد الأوروبي، وحتى الدواء سينقص معروضه بالأسواق، فنحو ثلاثة أرباع الإمدادات البريطانية “الطبية والدوائية” تأتي من الاتحاد الأوروبي، هذا فضلا عن التقلبات التي ستعصف بالجنيه الاسترليني إلى حين أن تثبت الحكومة قدرتها على التعامل مع هذه العوارض الاقتصادية.

كما حذرت الوثائق التي أُطلق عليها “عملية يلو هامر”، ومصدرها وزارة المالية، من أن الرسوم الجمركية لاستيراد البنزين من بلدان الاتحاد ستؤدي إلى تعطل الإمدادات حتى داخل لندن نفسها، ومن شبه فوضى عارمة بموانئ المملكة خلال الأيام الأولى للانسحاب، حيث من المتوقع أن تتسلل حوالي 300 سفينة أجنبية بطريقة غير قانونية إلى المياه البريطانية في اليوم الأول فقط.

فيما يلي أبرز تداعيات “البريكست” بدون اتفاق:

– شح المواد الغذائية الطازجة.

– شح إمدادات الوقود، وفقدان نحو ألفي وظيفة حال إلغاء الضرائب على واردات الوقود، الأمر الذي قد يؤدي إلى إغلاق مصفاتين.

– نقص في الأدوية، تحديدا اللقاحات.

– تأجج الاحتجاجات على الحدود مع أيرلندا.

– فوضى بالموانئ قد تستمر لثلاثة أشهر، بسبب فحص الجمارك.

–  قد تتعطل الخدمات المالية أيضًا، الأمر الذي قد يكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد.

نكران حكومي ولكن
من جانبه نفى وزير الأعمال والطاقة كواسي كوارتينج -في تصريحات نقلتها “ديلي ميل” اليوم- هذه المخاوف برمتها، قائلا: الحكومة ستكون مستعدة تمامًا للمغادرة دون اتفاق في 31 أكتوبر، اعتقد أن هناك من يريد تأجيج المخاوف في نفوس المواطنين، والواقع أن لدينا ورشة عمل لإدارة الخروج من الاتحاد الأوروبي، كانت مهمتها خلال الصيف الماضي الإعداد لسيناريوهات الخروج بدون أي صفقة، وهذا ما ركزنا عليه.

فيما اعتبر وزراء سابقون في حزب المحافظين، أن تسريب هذه الوثائق المتعلقة بـ”عملية يلو هامر”، مؤامرة هدفها زرع الخوف في أذهان الناس، ليس إلا.

أما الرئيس السابق للخدمة العامة البريطانية، لورد بوب كيرسلايك، فقال لـ”بي بي سي”: هذه الوثائق “صحيحة”، فهي تعرض بوضوح حجم المخاطر التي تنتظر البلاد في شتى المجالات حال الخروج بدون اتفاق، والتي يجب البحث عن كل الوسائل الممكنة لتجنبها بشكل عملي.

صحيفة “صنداي تايمز” صاحبة السبق اعتبرت، أن هذه الوثائق تحدد التبعات الأكثر ترجيحا لخروج بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق، وليس أسوأ السيناريوهات، حيث من المتوقع أن تشهد المملكة فوضى عارمة على كافة الأصعدة، في حال خرجت دون اتفاق يضمن البقاء في المنطقة التجارية الأوروبية ويفصل في ملف الحدود مع إيرلندا.

الوثائق المسربة تكشف بشكل مباشر عن افتقار حكومة جونسون إلى الرؤية الواضحة بشأن خطط الخروج، وأنها تسير بالبلاد نحو خروج بلا صفقة في أكتوبر المقبل، جونسون الذي حدد هذا الموعد، أمامه فرصه أخيرة هذا الأسبوع لإقناع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بضرورة التوصل إلى صفقة ترضي برلمان بلاده وتحفظ لحكومته ماء الوجه.

لكن هل سينجح جونسون أو حتى سيكون أمامه الفرصة للمحاولة؟ اليوم دعا أكثر من 100 نائب جونسون إلى دعوة البرلمان لقطع إجازته والانعقاد حالاً وبشكل دائم حتى نهاية أكتوبر لمناقشة ملف “البريكست” وقالوا في رسالة موقعة: بلدنا على حافة أزمة اقتصادية ونحن نتّجه صوب خروج من دون اتّفاق، نحن أمام حالة طوارئ وطنية ويجب استدعاء البرلمان للانعقاد على الفور.

تشير الأنباء الواردة من لندن، إلى أن زعيم “العمال” جيريمي كوربين، يعتزم تحريض أحزاب المعارضة ومتمردي “المحافظين” ضد جونسون، وصولا إلى سحب الثقة منه، وانتخاب “كوربين” على رأس حكومة انتقالية توقف “الخروج بدون صفقة”، وتؤمن إرجاء موعد الخروج إلى ما بعد 31 أكتوبر.

ربما يعجبك أيضا