في صراع ترامب وأوبك.. النفط يتجاوز الـ 80 دولارًا

حسام عيد – محلل اقتصادي

بعد ساعات من رفض منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع إنتاج النفط، ومع اقتراب العقوبات الأمريكية على صادرات إيران النفطية، وصل سعر الخام إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر من عام 2014 الماضي، وسجل سعر برميل النفط أسعارًا تجاوزت الـ80 دولارًا.
أعلى مستوى في 4 سنوات

بلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها في أربعة أعوام، بسبب العقوبات الأمريكية الوشيكة على صادرات إيران من الخام، وتردد منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، وروسيا، على ما يبدو في تعويض النقص المحتمل في الإمدادات العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، صباح اليوم الثلاثاء 25 سبتمبر الجاري، 61 سنتاً إلى 81.81 دولاراً للبرميل، بعد أن لامست أعلى مستوى في الجلسة عند 82.20 دولار، وهو أعلى سعر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2014.
ويتجه سعر النفط إلى تسجيل خامس زيادة فصلية على التوالي، في أطول سلسلة مكاسب منذ أوائل 2017، حين قادت موجة ارتفاع استمرت ستة فصول سعر النفط إلى مستوى قياسي عند 147.50 دولاراً للبرميل.
وزادت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 30 سنتاً إلى 72.38 دولاراً للبرميل قرب أعلى مستوياتها منذ منتصف يوليو/تموز.
ترامب يهاجم

من جانبه، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتهامات وانتقادات لاذعة لمنظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” بأنها تنهب بقية العالم كالمعتاد، مطالبًا إياها في الوقت ذاته، بضرورة وقف ارتفاع الأسعار والبدء في خفضها.
وقال ترامب: إن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت أكبر منتج للطاقة، ومستعدة كذلك لتصدير ثروتها من الفحم النظيف والغاز الطبيعي.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن بلاده من الآن فصاعدا لن تتحمل هذه الأسعار الفظيعة.
وكانت مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية لامست أدنى مستوياتها منذ أوائل 2015 وسط سوق شحيحة. وفي حين يظل الإنتاج قرب مستوى قياسي يبلغ 11 مليون برميل يوميا فإن خفوت نشاط الحفر بالولايات المتحدة في الفترة الأخيرة يشير إلى تباطؤ.
أوبك ترفض الضغوط

على النقيض، اختتمت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها من المنتجين المستقلين ومن بينهم روسيا اجتماعهم في الجزائر، يوم الأحد الموافق 23 سبتمبر، دون توصية رسمية بأي زيادة إضافية في الإمدادات.
واستبعدت السعودية وروسيا، أي زيادة إضافية فورية في إنتاج الخام، في رفض فعلي لدعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التحرك لتهدئة السوق.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح “السعودية لديها طاقة فائضة لزيادة الإنتاج، لكن ليس هناك حاجة لمثل هذه الخطوة في الوقت الراهن”.
وأوضح، أن البلدان في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وأخرى من خارجها مرتبطة باتفاق حول انتاج الخام منذ عام 2016 ستبحث إمكانية زيادة الانتاج “في الوقت المناسب”.
وأفاد بأن الأسواق تتمتع بإمدادات كافية، مشيرا إلى أنه ليس لديه علم بأن هناك أي شركة تكرير في العالم تبحث عن نفط ولا تستطيع الحصول عليه.
وذكر الوزير السعودي، أن العودة لمستوى امتثال بنسبة 100 بالمئة هو الهدف الرئيسي ويجب تحقيقه خلال الشهرين أو الثلاثة المقبلة.
وأكد وزير الطاقة العودي على أهمية النفط في تعزيز اقتصادات الدول والحرص على التعاون مع الدول المستهلكة ودعم استقرار اقتصاداتها.
فيما شدد محمد باركيندو الأمين العام لأوبك على أنه من المهم للمنظمة وشركائها، بمن فيهم روسيا، التعاون لتفادي “انزلاقهم من أزمة إلى أخرى”.
عقوبات أمريكية على النفط الإيراني

بدورها، ستستهدف الولايات المتحدة بدايةً من 4 نوفمبر المقبل صادرات النفط الإيرانية بعقوبات. فيما تضغط واشنطن على الحكومات والشركات في أنحاء العالم للامتثال لها، وخفض المشتريات من طهران.
وقال هاري شلينغوريان -مدير استراتيجية أسواق السلع الأولية في بنك بي.إن.بي باريبا الفرنسي في منتدي النفط العالمي الذي تنظمه “رويترز”- “ستفقد إيران أحجام تصدير كبيرة، ونظراً لتردد أوبك في زيادة الإنتاج، فالسوق ليست مجهزة لملء الفجوة”.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمواً قوياً للطلب على النفط بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً هذا العام، و1.5 مليون برميل يومياً في 2019، وقالت في أحدث تقرير لها إن السوق تشهد شحاً في الإمدادات.
وقالت شركتا تجارة النفط ترافيجورا ومركوريا، اليوم، إن برنت قد يرتفع إلى 90 دولارا للبرميل بحلول عيد الميلاد وقد يتجاوز المئة دولار في أوائل 2019 حيث ستتسم الأسواق بشح المعروض فور تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران من نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويتوقع جيه.بي مورجان، أن تفضي العقوبات إلى فقد 1.5 مليون برميل يوميا في حين حذرت مركوريا من أن ما يصل إلى مليوني برميل يوميا قد يخرج من السوق.

ربما يعجبك أيضا