قمة العشرين 2023.. قضايا المناخ تتصدر المشهد وانتصار وشيك لإفريقيا

ولاء عدلان
قمة العشرين 2023

تسعى الهند من خلال رئاستها لمجموعة العشرين لرسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة على صعيد العلاقات الاقتصادية والتنمية المستدامة، إلا أنها قد تواجه صعوبة في ذلك.


تعقد مجموعة العشرين G20 قمتها 18، على مستوى الزعماء ورؤساء الحكومات، يومي 9 و10 سبتمبر الحالي في الهند.

وتأتي فعاليات القمة، التي سيحضرها أكثر من 25 زعيمًا من دول العالم، تحت شعار “أرض واحدة عائلة واحدة.. مستقبل واحد”، في إشارة إلى ضرورة التعاون العالمي لمواجهة التحديدات الراهنة.

قمة العشرين.. منتدى اقتصادي مرموق

تعد مجموعة العشرين واحدة من المنتديات الاقتصادية المرموقة والأكبر عالميًّا، وتضم 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، ووصيفتها الصين. وتمثل دول المجموعة 60% من سكان العالم ونحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتستحوذ على أكثر من 75% من حجم التجارة العالمية.

وفي ديسمبر الماضي تولت الهند رئاسة المجموعة، وتعتزم استضافة الحدث المهم في مركز “بهارات ماندابام” الدولي للمعارض والمؤتمرات في نيودلهي، وسيكون في مقدمة الحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وحسب المعلن سيتغيب عن المشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينج.

والهند بصفتها الدولة المضيفة دعت هذا العام عددًا من الدول غير الأعضاء إلى حضور القمة ضيوفًا، وأبرز هذه الدول الإمارات وهولندا ومصر وسلطنة عُمان وسنغافورة وبنجلاديش. ومن المقرر أيضًا أن يحضر قادة مؤسسات عالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية.

أجندة أعمال مزدحمة

تعهدت الهند باستغلال رئاستها للمجموعة لإعطاء الأولوية لقضايا المناخ وخاصة تمويل المناخ والتحول العادل للطاقة، ومن المقرر أن تركز قمة العشرين 2023 على قضايا أخرى أبرزها دعم النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وتحديدًا في البلدان النامية، فضلًا عن ملفات الأمن الغذائي وإصلاح المؤسسات العالمية وأمان سلاسل التوريد العالمية والتحديات المرتبطة بالأصول المشفرة.

وقال رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، في مقالة، اليوم الخميس 7 سبتمبر 2023: “نسعى في قمة هذا العام لدعم تحقيق النمو المستدام من أجل مستقبل مشترك نتجاوز فيه التحديات معًا”، مشيرًا إلى أن التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة خرج عن مساره الصحيح”.

وأضاف أنه يتطلع إلى أن تقود خطة عمل مجموعة العشرين لعام 2023 الاتجاه المستقبلي للمجموعة، نحو تسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

 

الهند.. صوت الجنوب العالمي

تسعى الهند من خلال رئاستها للقمة لأن تصبح صوتًا للجنوب العالمي الأقل نموًّا، في عالم تهيمن عليه الدول الغربية المتقدمة في الغرب. وفي نهاية أغسطس الماضي قال وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، إن المهمة الأساسية لمجموعة العشرين هي تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية، وهذا لا يمكن أن يتقدم من دون معالجة المخاوف الحاسمة للجنوب العالمي.

وتتجه مجموعة العشرين في قمة 2023 صوب منح الاتحاد الإفريقي وضع العضوية الدائمة على غرار الاتحاد الأوروبي، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج اليوم الخميس، في خطوة لتزويد القارة السمراء عمومًا بصوت أقوى في القضايا العالمية الملحة

اقرأ أيضًا|نيجيريا تدرس الانضمام إلى مجموعة العشرين.

ومن المتوقع إعلان القرار خلال القمة، بدعم أساسي من الهند والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا. ويشار إلى أن الاتحاد الإفريقي يضم 55 دولة، تمثل 3% من الناتج الإجمالي العالمي، وفق مجلة التايم الأمريكية.

وقت صعب

تنعقد قمة العشرين هذا العام في وقت ترتفع فيه مخاطر الركود عالميًّا، ومخاوف من فشل إجراءات التشديد النقدي من كبح التضخم على نحو مستدام. ويتوقع صندوق النقد تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي إلى 2.8% هذا العام، وأن يسجل على المدى المتوسط نحو 3%، أي أقل من المتوسط التاريخي البالغ 3.8% من 2000 إلى 2019.

وقال الصندوق في وقت سابق إن دول مجموعة العشرين، وتحديدًا المتقدمة منها، لا تزال تعاني ارتفاع معدلات التضخم. وفي الوقت نفسه ينتظر العالم منها تحركًا حاسمًا باتجاه معالجة مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي، وخروج التضخم عن السيطرة، والحد من الحواجز التجارية التي تهدد بتقويض النمو العالمي، داعيًا المجموعة إلى العمل معًا لمساعدة الدول النامية على تخفيف أعباء الديون.

اقرأ أيضًا|ماذا يعني غياب الرئيس الصيني عن قمة مجموعة العشرين؟

وقالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، في تصريح سابق، إن الإجراءات التي ستتبناها المجموعة في قمة نيودلهي “يجب أن تركز على تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية وتعزيز قدرة الهيكل المالي العالمي على مواجهة التحديات”.

المجموعة غير موحدة

قد تسعى الهند من خلال رئاستها للمجموعة لرسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة على صعيد العلاقات الاقتصادية والتنمية المستدامة، إلا أنها قد تواجه صعوبة في ذلك، فدول المجموعة لا تعكس موقفًا موحدًا في العديد من القضايا، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، فمن غير المرجح صدور بيان يتضمن موقفًا موحدًا يحمّل روسيا مسؤولية استمرار الحرب، لأن الصين على سبيل المثال ستعرقل هذا البند.

والدول الأعضاء نفسها بينها عداء تاريخي أو أسهمت بنحو أو بآخر في تفكيك الاقتصاد العالمي، كالهند والصين من جهة والولايات المتحدة والصين من جهة أخرى. وكثيرًا ما تعرضت المجموعة لانتقادات واسعة لفشلها في معالجة التحديات التي تعاني منها الدول النامية مثل الديون وتغير المناخ.

وفي الوقت الذي تضع فيه قمة نيودلهي قضايا المناخ على رأس أولوياتها، تفيد بيانات صندوق النقد بأن الدعم العالمي للوقود الأحفوري سجل العام الماضي مستوي قياسيًّا بلغ 7 تريليونات دولار، وأن دول مجموعة العشرين وحدها تسهم بأكثر من 3.5 تريليون دولار من هذا الرقم، رغم تعهداتها المناخية المعلنة.

d00eb146 94ee 4f0e 90dc 3aa9c1e0fe60.jpg

 

ربما يعجبك أيضا