كابوس كل عام.. مخاوف من عودة احتجاجات البنزين بإيران في 2024

عودة احتجاجات البنزين.. كابوس كل عام في إيران

يوسف بنده

إيران على وشك مواجهة أزمة غلاء، ومن ضمنها أسعار المحروقات، خاصة في ظل اشتداد العقوبات الغربية المفروضة عليها.


تستمر أزمة البنزين في إيران، وتتعدد أسبابها ما بين ارتفاع مستوى الاستهلاك وارتفاع الأسعار واضطراب الإنتاج.

وتعد قضية البنزين أزمة متجددة لدى الدولة الإيرانية كل عام، خاصة في ظل العقوبات وفرض أسعار جديدة وفق ميزانية العام الجديد.

اقرأ أيضًا: احتجاجات البنزين في إيران.. خطر يتجدد بسبب عجز الإنتاج

محطات وقود ايران

ارتفاع الاستهلاك

كشفت الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية في إيران، 13 نوفمبر الماضي، عن زيادة استهلاك البنزين بنسبة 13%، وأن الإيرانيين يستهلكون يوميًّا 115 مليون لتر بنزين.

وحسب وكالة تسنيم الإيرانية، فإن هذا الارتفاع في مستوى الاستهلاك، يأتي بينما الحكومة الإيرانية تروج لاستخدام وقود الغاز الطبيعي، وتستخدم أيضًا المنظومات الإليكترونية للتأكد من مواجهة عمليات التهريب ووصول دعم المحروقات لمستحقيه.

اقرأ أيضًا: «ثورة البنزين».. قلق طهران من عودة الاضطرابات في الداخل

3000 1 scaled

حريق في إيران – صورة أرشيفية

أزمة عجز

يواجه إنتاج البنزين في إيران أزمات متكررة كل عام، ما يدفع الحكومة إلى اللجوء إلى طريق الاستيراد من الخارج، خشية من تأثير أي عجز على استقرار الداخل.

الأمر الذي انكشف في أغسطس 2023، فقد لجأت طهران إلى استيراد البنزين من روسيا مقابل تزويد موسكو بالطائرات المسيرة في حربها ضد أوكرانيا، وذلك في ظل العقوبات الغربية التي تمنع إيران من الحصول على أموالها الخارجية.

ويبلغ الإنتاج المعتاد للمصافي الإيرانية 105 ملايين لتر، وهو ما يمثل عجزًا أمام حجم الاستهلاك الضخم، بالإضافة إلى ما تتعرض له هذه المصافي من عمليات قرصنة إليكترونية واستهداف بالحرائق، إلى جانب بنيتها القديمة، بما يجعل أزمة عجز الإنتاج متواصلة.

اقرأ أيضًا: المُسيّرات مقابل البنزين.. هل تضغط موسكو على طهران؟

b7937621a18fffe90944824f53364ed9 500x333 1

رفع الأسعار

حسب تقرير موقع اكونكار الإيراني، المختص في أسعار الطاقة، الثلاثاء 26 ديسمبر، فإن الحكومة الإيرانية تعمل خلال الميزانية الجديدة (تبدأ 21 مارس) على عدم رفع أسعار المحروقات، لكنها قد تضطر في النهاية إلى فعل ذلك، تحت ذريعة ارتفاع أسعار النقل والتوصيل.

وفي حوار مع صحيفة قدس الإيرانية، الجمعة 29 ديسمبر، كشف عضو البرلمان، کیومرث سرمدی، أن الميزانية الجديدة تتحمل 3 مليار دولار لاستيراد البنزين من الخارج، لكن في ظل استمرار عمليات تهريب البنزين وعدم معالجة محركات السيارات عالية الاستهلاك، فإن الحكومة ستبحث عن طرق لمعالجة ذلك، منها الدفع أكثر نحو استخدام الغاز والكهرباء.

اقرأ أيضًا: محطات الوقود الإيرانية في مرمى الهجمات السيبرانية الإسرائيلية

أزمة بنزين في محطات وقود طهران

أزمة بنزين في محطات وقود طهران

قلق من عودة الاحتجاجات

لدى الحكومة الإيرانية وجهازها الأمني مخاوف من عودة احتجاجات البنزين مثلما حدث في عام 2019م، خاصة أن المواطن الإيراني يراقب أسعار المحروقات بحساسية، لتأثيرها على حياته اليومية واحتياجاتها الأساسية.

وحسب تقرير لمركز الإحصاء الإيراني، الخميس 28 ديسمبر، فقد ظهر تسارع نمو لمؤشر التضخم في إيران، في الشهر التاسع في التقويم الإيراني (22 نوفمبر – 21 ديسمبر)، فقد ارتفعت أسعار السلع والخدمات، ما يعني أن إيران على وشك مواجهة أزمة غلاء، ومن ضمنها أسعار المحروقات، خاصة في ظل اشتداد العقوبات الغربية على خلفية الحربين في أوكرانيا وغزة.

ربما يعجبك أيضا