كيف أبرزت قمة فيلنيوس التحول المذهل لـ«الناتو»؟

شروق صبري
قمة الناتو

كشفت قمة الناتو في فيلنيوس عن تطورات كبيرة. ما أبرزها؟


عكست قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، التحول الهائل الذي مرّ به الحلف خلال 18 شهرًا الماضية.

وعلى مدار فعاليات القمة، التي استمرت يومي 11 و12 يوليو 2023، اتخذ قادة الناتو خطوات أخرى لمواصلة التعزيز السريع، الذي بدأ برده الموحد والقوي على الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت 24 فبراير 2022.

قمة الناتو

قمة الناتو

جيشان متطوران إضافيان

أشار موقع ذا ديلي بيست الأمريكي، في تقرير يوم الأربعاء 12 يوليو 2023، إلى أنه كان من الصعب تصور هذا التطور، الذي شهده الناتو قبل عامين فقط.  فمع تمهيد الطريق أمام عضوية السويد، وانضمام فنلندا أخيرًا في إبريل الماضي، أضاف الحلف لصفوفه جيشين متطورين رئيسيين.

وتبنى الناتو أيضًا ما أسماه أمينه العام، ينس ستولتنبرج، “الخطط الدفاعية الأكثر شمولًا منذ نهاية الحرب الباردة”، علاوة على تعهد بالتزامات حاسمة للعمل على مواجهة التحديات في أماكن أخرى، مثل التي تشكلها الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها.

دعم أوكرانيا

إلى جانب كل ذلك، أوضح الناتو أن أوكرانيا تسير على طريق العضوية. وأعلن التزامات جديدة لدعمها. وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي قاد جهود التحالف لدعم كييف، إن الولايات المتحدة ستدعم “ذلك البلد المحاصر والشجاع طالما استغرق ذلك”.

وألغى الجلف مطلب استكمال أوكرانيا لخطة العضوية، لكنه أنشأ برامج جديدة لدعم أوكرانيا، وفعلت العديد الدول الأعضاء في مجموعة الـ7، التي اجتمعت أيضًا في قمة فيلنيوس، التي شهدت نجاحًا مذهلًا

تحول غير مكتمل

رغم إقرار تقرير ديلي بيست بأن هذا التحول للناتو مذهل، قال إنه لسوء الحظ لم يكتمل. مشيرًا إلى أنه غالبًا ما يتعثر التحالف بسبب ما وصفه الموقع بـ”البيروقراطية المعقدة” المطلوبة لإنجاز أي شيء.

وأوضح أن هذه المرة، تجلت مشاكل الناتو القديمة في بيان المشاركين بالقمة، الذي قال إن أوكرانيا ستكون قادرة على الانضمام إلى الحلف “عندما يتفق الأعضاء، وعند استيفاء الشروط”. وأملت أوكرانيا الحصول على ما هو أقوى. لكن البيان كان مشروطًا حتى أن الرئيس الأوكراني اعتبره في البداية بمثابة خيبة أمل.

بايدن وزيلنيسكي

بايدن وزيلنيسكي

عضوية مستحيلة

عرف زيلينسكي أن العضوية مستحيلة قبل نهاية الحرب. وعرف الناتو أن زيلينسكي، الذي ينظر إلى العضوية على أنها قضية وجودية لبلاده، يرغب في مزيد من الوضوح. وكان من الممكن أن يقول البيان ببساطة إن أوكرانيا كانت في طريقها إلى العضوية، وأن الأعضاء سيعملون لتحقيق ذلك. لكنهم لم يفعلوا ذلك، ولم يحددوا وقتًا زمنيًّا لهذه الخطوة.

ويعد انضمام أوكرانيا مسألة معقدة بالنسبة للعديد من الدول الأعضاء بحلف الناتو، حتى أن وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، رأى أنه يجب أن تكون كييف أكثر امتنانًا من دعم الحلف لها، لكنه تراجع عن تصريحاته لاحقًا، لأن الحقيقة أنه في حين قدم الناتو الكثير لأوكرانيا، فإن ما ضحت به كييف نيابة عن أوروبا كان أعظم بكثير. وفق تعبير الموقع الأمريكي.

الناتو بات التحالف الأقوى

رأى ذا ديلي بيست أن أوكرانيا نالت الكثير نيابة من الناتو، من خلال أنظمة الأسلحة والدعم الذي قدمه الحلف، واتضح من التقديرات الأخيرة، أن روسيا فقدت ما يصل إلى نصف قدرتها القتالية الإجمالية في سياق هذه الحرب مع جارتها.

لكن هذه الحرب ألقت بظلالها على حقيقة أن التحالف بات الأقوى في العالم، وأنه أكثر اتحادًا من أي وقت مضى، وأن لديه رؤية أوضح لدوره في المضي قدمًا بالوقت الحالي، وتوفير الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا لهزيمة روسيا بنجاح.

مستقبل السلام في أوروبا

لكن من الواضح أيضًا، وفق ما ذكر التقرير، أنه بفضل “عدم الكفاءة الإستراتيجية” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يمكن أن يوجد سلام دائم في أوكرانيا، ولا أي استقرار حقيقي في أوروبا، دون أن تكون الأخيرة عضوًا في حلف شمال الأطلسي.

وشدد الموقع على أن مستقبل الديمقراطية والسلام في الغرب وخارجه، يعتمد على هذا التحالف أكثر من أي وقت مضي منذ تأسيسه في العام 1949. وهذه حقيقة يجب أن تجعل جميع الأمريكيين والحلفاء يستريحون عند اختتام قمة هذا الأسبوع بتكليل نجاح مذهل دام قرنًا.

اقرأ أيضا| «الشيوخ الأمريكي» يطرح قانونًا يمنع الانسحاب من الناتو

اقرأ أيضا| أوكرانيا: نتائج قمة حلف الناتو جيدة وليست مثالية

ربما يعجبك أيضا