كيف أثر غلاء الأسعار في سوق البازلاء البريطانية؟

شروق صبري
انتاج البازلاء في بريطانيا

يأمل منتجو الخضروات في بريطانيا جني الأرباح من بيع البازلاء المجمدة بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية.. كيف يحدث ذلك؟


بينما أسعار المواد الغذائية ترتفع في بريطانيا، يلجأ المتسوقون إلى خزانات التجميد في السوبر ماركت، للحفاظ على انخفاض التكاليف الأسبوعية.

ويقول المزارعون إن هذا يتيح لمنتجي البازلاء استعادة شعبية منتجهم، الذي كان عنصرًا أساسيًّا في السبعينات، وتوقف لصالح منتجات من المزرعة، مثل البروكلي والفلفل والأفوكادو، لكن غلاء الأسعار أعاد الأطعمة المجمدة ومنها البازلاء.

البازلاء

البازلاء

أزمة تكلفة المعيشة

وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قالت المديرة التنفيذية لجمعية المحاصيل في اتحاد المزارعين البريطانيين، وهي مجموعة شاملة لصناعة المنتجات الطازجة: “يتطلع المستهلكون الآن إلى الأطعمة المجمدة، في ظل أزمة تكلفة المعيشة، لأن المجمدة تكلفتها منخفضة”.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، في 9 أغسطس 2023، إلى أن وصمة العار كانت في السابق تصاحب الأطعمة المجمدة، والتي غالبًا ما ترتبط بالمنتجات المصنعة ذات السعرات الحرارية العالية، لذلك يتغاضى البريطانيون عن الخضراوات المجمدة، مثل البازلاء الغنية بالبروتين.

البازلاء المجمدة

وفقًا لاتحاد الأطعمة المجمدة البريطاني، أنفق البريطانيون خلال 12 شهرًا، حتى يوليو 2023، أكثر من 150 مليون جنيه إسترليني، أي حوالي 191 مليون دولار، على البازلاء المجمدة في محلات السوبر ماركت.

ويعتقد المنتجون أن المزيد من البريطانيين قد يميلون إلى إعادة النظر في مسألة الخضراوات المجمدة، مع استمرار الأسعار في الارتفاع، حتى بلغت أكثر من 18.4% في مايو.

وزادت عمليات البحث على الإنترنت عن البازلاء المجمدة ووصفاتها 20% في عام واحد، وقدم بعض طهاة التلفزيون أفكارًا جديدة للطهي، وأطلقت بريطانيا حدث “أسبوع البازلاء العظيم”، وهو حدث سنوي يتزامن مع بدء موسم الحصاد الذي يستمر حتى منتصف أغسطس.

اليونان والرومان

وفق نيويورك تايمز، أكل اليونانيون والرومان البازلاء، وعرفت في بريطانيا بعد الغزو النورماندي عام 1066. وبعد ما يقرب من ألف عام، أصبحت البلاد مكتفية ذاتيًا بـ90% في إنتاجها نظرًا إلى مناخها المعتدل.

وكانت صورة البازلاء منتشرة في كل مكان في سبعينات القرن الماضي، وانتشرت أيضًا في المنازل بعد فترة وباء كورونا، إذ أغلقت المطاعم وأماكن الضيافة، ما دفع البريطانيين لطهي الطعام في المنزل، في وقت كان لا يتوافر فيه بعض الخضراوات المستوردة، خاصة وأن الأوقات الاقتصادية الصعبة في بريطانيا تجعل للبازلاء المجمدة جاذبية خاصة.

انتعاش مبيعات البازلاء

قال فرانسيس، وهو بائع بازلاء يبلغ من العمر 61 عامًا، إن مبيعات البازلاء انتعشت في السنوات الأخيرة، وبات يمكنه بيع المزيد.

وأشار إلى أنه بعد 4 عقود في العمل، حقق نجاحًا آخر، في لينكولنشاير، وهي واحدة من أكثر المناطق الزراعية خصوبة في بريطانيا، حيث تملأ رائحة البازلاء الطازجة الهواء، وفيها يقطع محصولًا ينمو 18 بوصة فقط من الأرض، ويحول الخضراوات إلى آلات داخلية تفصل البازلاء عن القرون لتعبئتها.

اقرأ المزيد| أمريكا وكندا وبريطانيا تفرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان السابق
اقرأ المزيد| أبوظبي الإسلامي يعزز محفظته للتمويل العقاري التجاري في بريطانيا

ربما يعجبك أيضا