“كيماوي بشار” يشعل معركة أمريكية روسية بمجلس الأمن

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

في ظل الأنباء التي تواترت منذ أيام بعد اتهامات وجهتها واشنطن للنظام السوري باستخدام غاز الكلور في هجمات جديدة ضد المعارضة في سراقب ودوما، أعلنت الأمم المتحدة أنها فتحت تحقيقا في هذا الشأن.

وقال باولو بينيرو، رئيس لجنة التحقيق في سوريا، إن اللجنة تلقت تقارير متعددة، وهي تقوم بالتحقيق فيها حاليا، بشأن هجمات في بلدة سراقب في محافظة إدلب، ودوما في منطقة الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق.

وأعرب بينيرو في بيان له عن “قلقه العميق” إزاء تصاعد العنف، فعلى أكثر من جبهة تشتعل المعارك في سوريا، ونتيجة لذلك تتفاقم الأزمة الإنسانية، والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر وتطالب بوقف فوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء سوريا لمدة شهر على الأقل للسماح بإيصال المساعدات وإجلاء المرضى والمصابين.
وضع عصيب

ووصف بيان من المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية وممثلي منظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا الوضع في البلاد بأنه “عصيب”. وحذر البيان “فريق الأمم المتحدة في سوريا من العواقب الوخيمة المترتبة على تفاقم الأزمة الإنسانية في عدة أنحاء من البلاد”. 

كما تحدث تقرير الأمم المتحدة عن قصف متعمد للمستشفيات وتعرضت 3 منها للقصف خلال 48 ساعة الأخيرة. وقالت إن ذلك يعتبر استهزاء باتفاق مناطق التهدئة في سورية.

وأبعد من ذلك، اعتبر الخبراء أن حصار الغوطة الشرقية ينطوي على جرائم حرب خاصة ما يتعلق بالقصف العشوائي والتجويع المتعمد للمدنيين.

يدفع المدنيون تكلفة باهظة في عدة مناطق وهى نتيجة حتمية لاشتداد المعارك والقصف، وضع خلف قتلى ومصابين ومهجرين، أول تلك المناطق هى إدلب.

المدينة تشهد معارك حادة مع محاولة تقدم قوات النظام مدعومة بغارة روسية، وبات المدنيون هناك والذين أغلبهم نازحون من مناطق أخرى مهددين بالتهجير ثانية.

ساحة حرب جديدة فتحتها تركيا شمالي سوريا، وباتت عفرين وباقي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد تحت رحمة الصواريخ والقصف التركي، وهو الهجوم الذي خلف مأساة إنسانية عميقة وسط المدنيين.

مع اشتداد التنافس بين عدة لاعبين في سوريا يبدو أن الاكتراث للأزمة الإنسانية ليست من أولويات الأطراف المتنازعة، أما دعوة الأمم المتحدة بوقف الأعمال القتالية، فهى ليست الأولى من نوعها ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة.

إحالة ملف الأسلحة الكيميائية للجنائية الدولية

هذا وطالبت عدة دول في مجلس الأمن بإحالة ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا إلى المحكمة الدولية الجنائية الدولية، وذلك في حال الإخفاق في تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ونزيهة.

السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي تساءلت عن جدوى اللجوء إلى مجلس الأمن إذا كانت روسيا ستواصل تعطيل عمل المجلس من أجل حماية الأسد؟.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي إن اللجوء إلى مجلس الأمن، وسيلة لتبيض نتائج التحقيق الأخيرة التي تسعى روسيا يأسة لدفنه، لا ينبغي لأحد أن يؤمن بأن ذلك يشكل أساسا جيدا للمناقشة عندما يكون المقصود به تقويض مبادئنا الأساسية بشأن الأسلحة الكيميائية، لا يمكننا أن نأمل في وضع حدا لاستخدام الأسلحة الكيميائية إذا كان أولئك الذين يستخدمونها يهربون من عواقب أفعالهم، إنها مأساة حقيقية،حيث أن روسيا أعادتنا إلى المربع الأول في محاولة لإنهاء استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

أما نظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا فندد بما اعبتره حملة لاتهام الحكومة السورية بهجمات لم تعرف الجهة التي تقف وراءها. واقترحت روسيا تعديلات على النص بشكل يشطب منه اسم الغوطة، ويطالب بـ”التحقق” من المعلومات الصحافية التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي “بمصداقية ومهنية”.

من جهته طالب المندوب الفرنسي بإنشاء آلية تحقيق جديدة يجب أن تكون مستقلة ونزيهة خصوصا بعد التقارير عن استخدام النظام السوري غاز الكلور خلال الأسابيع الأخيرة في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

هجمات متكررة

ووفقا لتقديرات فرنسية، وقع أكثر من 130 هجوما كيميائيا في سوريا منذ العام 2012، أطلق النظام السوري هجمات كيميائية، في أغسطس 2013 ما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وبحسب بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والتي شكلت في أبريل 2014 وترسل تقاريرها الى لجنة مشتركة بين الامم المتحدة والمنظمة تعرف باسم “آلية التحقيق المشتركة”، فإن النظام السوري استخدم  الكلور في هجومين على مناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في عامي 2014 و2015.

كما أن النظام السوري مسؤول عن هجوم غاز السارين في أبريل 2016 في بلدة خان شيخون، ما أدى إلى مقتل العشرات.

ربما يعجبك أيضا