كييف تتصدى لـ«كينجال» وموسكو تدمر «باتريوت».. ما جديد حرب أوكرانيا؟

محمد النحاس

تقول روسيا إنها دمرت "باتريوت" في حين تشدد أوكرانيا على أنها تصدت للهجوم.. فما وما صحة ادعاءات كل طرف؟


أعلنت أوكرانيا إسقاط 6 صواريخ كينجال فرط صوتية، والتي أطلقتها القوات الروسية على العاصمة كييف في هجومٍ ليلي.

إذا ما صحت هذه الأنباء، ستعد هذه الخطوة “علامة فاصلة” في الحرب، وستعد كذلك ضربة لسمعة السلاح الروسي على نحوٍ أعم، لأن هذا الصاروخ تصفه موسكو بأنه “لا يمكن إيقافه”. وفي المقابل تقول روسيا إنها دمرت إحدى منظومات باتريوت الدفاعية.

هجوم روسي مكثّف

شنّت روسيا هجومًا “عنيفًا” واسع النطاق في وقتٍ مبكر من صباح أمس الثلاثاء 16 مايو 2023، على العاصمة الأوكرانية كييف، وعدة مناطق أخرى في جميع أنحاء البلاد، عن طريق ضربات صاروخية وهجمات الطائرات المسيرة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجمات استهدفت وحدات قتالية أوكرانية ومواقع تخزين للذخيرة والسلاح، وذلك وفقًا لما نقلت وكالة أنباء رويترز، وتداولت وسائل الإعلام ومنصات التواصل مقاطع فيديو تظهر فيه سماء كييف وقد شقّ سكون ليلها صواريخ موسكو.

4703

هجوم صاروخي على العاصمة كييف

وعلى مدار ما يزيد عن 3 ساعات، انطلقت صافرات الإنذار تدوي في جميع أرجاء العاصمة كييف بفعل الهجوم الروسي، الذي ادعت خلاله روسيا أنه دمر إحدى منظومات باترويت الصاروخية الدفاعية، التي تسلمتها أوكرانيا حديثًا من حلفاءها الغربيين، ورفض مسؤولون أوكرانيون التعليق على هذه الأنباء لكنهم قالوا إن الدفاعات تصدت لـ”جميع الهجمات”، وفقًا لـصحيفة الجارديان البريطانية.

إسقاط صواريخ كينجال؟

في مقابل الإدعاء الروسي بشأن تدمير المنظومة الصاروخية المتطورة، تقول كييف إن دفاعاتها أسقطت جميع صواريخ كينجال الـ6 التي أطلقها الروس، ليس هذا فحسب، فوفقًا للمتحدث باسم القيادة الجوية الأوكرانية، يوري إحنات، أسقطت الدفاعات الأوكرانية 9 صواريخ كاليبر و 3 صواريخ باليستية، و6 طائرات مسيرة (درون).

ووصف هذا التصدي بـ”إحباط الهجوم الإرهابي الجوي”، وفقًا لما نقلت صحيفة الجادريان. وهذه هي المرة الأولى التي تسقط فيها الدفاعات الأوكرانية هذا العدد من صواريخ كينجال فرط صوتية، في تصدٍ يعد دليلًا على فاعلية الدفاعات الغربية، كما أوردت رويترز.

من جانبه أشاد وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، بـ”النجاح المذهل” لدفاعات بلاده الجوية، مغردًا على تويتر: “الإرهابيون الروس ليس لديهم فرصة في السيطرة على أوكرانيا” على حد تعبيره.

اقرأ أيضًا| أوكرانيا: أنظمة الدفاع الجوي تتصدى لهجمات روسية

خسائر أوكرانية محدودة

نتج عن الهجمات الروسية على العاصمة الأوكرانية، إصابة 3 أشخاص إثر حطام أحد الصواريخ، وتضررت عدد من البنايات، واحترقت بعض السيارات، وفقًا لما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية.

ودفعت كثافة الضربات السكان المحليين إلى الاختباء في الملاجئ التي أعدتها السلطات الأوكرانية سلفًا للتعامل مع مثل هذه الحالات، وقد هدأت الضربات الروسية مع شروق الشمس.

وعادةً ما تشن روسيا مثل هذه الضربات “واسعة النطاق”، في حين تشكك أوكرانيا في قدرة موسكو على زيادة معدل هذه الهجمات.

باتريوت في مواجهة كينجال

هذا الشهر، زعمت كييف إسقاط صاروخ كينجال واحد بعد تصدي منظومة باتريوت وضعت حديثًا قرب كييف له، وقالت وسائل إعلام أمريكية إن هذه الضربة كانت تهدف لتدمير المنظومة الدفاعية، ومن المعلوم أن المنظومة الصاروخية -على عكس العديد من الدفاعات الأوكرانية الأقل تقدمًا- يجرى تثبيتها ولا تنقل من مكان لآخر ما يعني سهولة رصد موقعها خاصةً أنه يصدر عنه موجات يمكن التقاطها.

يأتي ذلك بعد أسابيع قليلة من إرسال برلين وواشنطن منظومتي باتريوت إلى أوكرانيا ما سمح لكييف أن تعترض صواريخ موسكو الصوتية، ويعد هذا أول صدام معروف بين المنظومة الصاروخية الغربية، والسلاح الروسي “الذي لا يمكن إيقافه” كما تقول روسيا.

أوكرانيا تتسلم أسلحة غربية

في وقتٍ سابق، تسلّمت القوات الأوكرانية من بريطانيا صواريخ ستورم شادو بعيدة المدى، والتي يتجاوز مداها أكثر من 250 كيلومترًا.

وتعهدت المملكة المتحدة بتسليم كييف مسيرات بعيدة المدى، في حين أدان الكرملين هذه الخطوات والتعهدات معتبرًا أنها تعد دليلًا دامغًا على استهداف كييف مناطق روسية بعيدة عن خط المواجهة فضلًا عن “تورط الغرب المباشر” في النزاع.

وفي غضون ذلك، يجري الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي جولةً في القارة الأوروبية فيما يبدو محاولة لحث الحلفاء على الدفع بمزيدٍ من المساعدات العسكرية والمادية في وقتٍ تشدد فيه أوكرانيا عزمها شن هجوم مضاد.

تطورات ميدانية لافتة

هذه الأحداث سبقتها تطورات ميدانية متلاحقة، ففي مدينة باخموت الواقعة شرقي البلاد، تعثرت القوات الروسية نسبيًّا بعد تقدم طفيف حققته أوكرانيا على القوات الروسية التي تقهقرت في أعقاب خلافٍ بين قائد مجموعة فاجنر شبه  العسكرية الخاصة، يفجيني بريجوزين، وقادة الجيش وسببه الظاهر تأخر إمدادات الذخيرة.

ويأتي كل ذلك في ظلال معركة باخموت والتي وصفت بـ”الأطول في تاريخ أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية”، وأدى طول القتال إلى اكتساب المعركة أهمية رمزية لطرفي الصراع، رغم أنها على الصعيد الاستراتيجي ليس لديها وزن كبير.

اقرأ أيضًا| مقتل شخص وإصابة 10 في هجوم روسي على متحف بشرق أوكرانيا

اقرأ أيضًا| في يوم النصر.. بوتين «الغاضب» يعود إلى الماضي فهل يكذّبه الحاضر؟

ربما يعجبك أيضا