لم يعد بإمكانها المنافسة.. هل تفقد ألمانيا مكانتها في الاقتصاد العالمي؟

الاقتصاد الألماني يَئنْ تحت وطأة الركود.. هل يفقد عملاق أوروبا مكانته؟

محمد النحاس

شرعت أمريكا في الابتعاد عن أوروبا، فيما باتت الصين منافسا جادًا، وشكّل توقف إمدادات الغاز الروسي الرخيص، ضربة ساحقة للعديد من المنتجين الألمان.


أوضح مسح حديث أجرته وكالة بلومبرج الأمريكية بين 8 إلى 14 مارس 2024 أن ألمانيا لا زالت تعاني ركودًا اقتصاديًّا.

ووجد المسح أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد سينكمش بنسبة 0.1% خلال الربع الأول من العام الجاري، وكان محللو الاقتصاد يعتقدون أن الشهر الـ3 الأولى من العام ستشهد ركودًا.

ركود لـ6 أشهر

أشار البنك المركزي إلى أن الاقتصاد الألماني ربما يواجه ركودًا يدوم نحو 6 أشهر، غير أن أكد أن حدوث تباطؤ حاد ليس بالأمر المرجح في أكبر اقتصاد أوروبي.

من جانبها، ذكرت وزارة الاقتصاد الألمانية في تقريرها الشهري أن أغلب المعاهد الاقتصادية ترجح حدوث تراجع في إجمالي الناتج المحلي خلال الأشهر الـ3 الأولى من العام الحالي 2024. ويستمر في ذات التوقيت تراجع التضخم وارتفاع الأجور، فيما يستقر سوق العمل مدفوعًا بزيادة التجارة الخارجية لبرلين.

لا تعافي كامل

في تقريرها الشهري، أوضحت وزارة الاقتصاد أنه “على الرغم من التوجهات الإيجابية في الإنتاج الصناعي والبناء والتجارة الخارجية في بداية 2024، لم يظهر مؤشر واضح على التعافي الاقتصادي الكلي بعد، وهذا بسبب استمرار ضعف الطلب المحلي وارتفاع تكاليف التمويل والمعنويات الضعيفة بين الأسر والشركات الخاصة”.

وفقًا للوكالة الأمريكية، فقد خفض المشاركون في مسح بلومبرج توقعاتهم لعام 2024 إجمالاً،  مرجحين حدوث نمو قدره 0.1% فقط، ويواكب ذلك تحذيرات الوزارة بأن “الاقتصاد لن يشهد على الأرجح انتعاشاً ملحوظاً سوى في وقت لاحق من العام مع استمرار انخفاض معدلات التضخم وارتفاع الأجور والدخل واستقرار سوق العمل وزيادة الزخم الناتج عن التجارة الخارجية”.

تحديات هائلة.. هل تفقد ألمانيا مكانتها؟

نقلت بلومبرج عن الخبير الاقتصادي مارتن بيلتشيف، من شركة “فرونتير فيو أن الاقتصاد الألماني بات “يواجه تحديات هائلة”، موضحًا أنه “قد  خسر الطاقة الرخيصة القادمة من روسيا، وأسواق المبيعات المزدهرة في الصين، والضمانات الأمنية الأمريكية شبه المجانية”.

والشهر الماضي، تحدث تقرير منفصل لوكالة بلومبرج عن بزوغ “العديد من الدلائل على أن ألمانيا ستفقد قريبا مكانتها كدولة صناعية عظمى في العالم”.

لم نعد قادرين على المنافسة

وفق التقرير، فقد شرعت أمريكا في الابتعاد عن أوروبا، فيما باتت الصين منافسا جادًا، وشكّل توقف إمدادات الغاز الروسي الرخيص، ضربة ساحقة للعديد من المنتجين الألمان.

والشهر الماضي أيضاً، أكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر “لم نعد قادرين على المنافسة، أصبحنا أكثر فقرا لأننا لا نملك نموًّا اقتصاديًّا”.

فيما قال وزير الاقتصاد روبرت هابيك، في وقتٍ سابق، إن الاقتصاد الألماني فقد ميزته التنافسية بسبب التراجع عن شراء الغاز الروسي، والأمر الذي كان مربحًا للغاية لاقتصاد البلاد.

ربما يعجبك أيضا