ماذا يتوقع العالم من ولاية ترامب الثانية؟

آية سيد
ماذا يتوقع العالم من ولاية ترامب الثانية؟

تحمل ولاية ترامب الثانية بعض الأمور المتوقعة، ومفاجأة بشأن الصين.


تحاول الحكومات بأنحاء العالم التنبؤ بالسياسات الخارجية التي سينتهجها دونالد ترامب، في حالة فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024.

وفي مقال نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أمس الثلاثاء 26 سبتمبر 2023، رأى الكاتب جنان جانيش أنه من الصعب توقع ما سيفعله ترامب إذا تولى الرئاسة مرة ثانية، لكن ولايته تحمل بعض الأمور المتوقعة ومفاجأة بشأن الصين.

نبذ أوكرانيا

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

تحت حكم ترامب، ستحد الولايات المتحدة من نطاق العقوبات ضد روسيا، كما ستُبطئ من وصول العتاد إلى أوكرانيا. وحسب الكاتب البريطاني، سيكون المبرر وراء هذا هو وضع مصلحة أمريكا أولًا، لكنه سيأتي بنتيجة عكسية.

هذا لأن لا شيء أسهم في زيادة نفوذ أمريكا العالمي منذ حرب الخليج الثانية أكثر من دعمها لأوكرانيا. والآن، بات العالم يعرف أنه يستطيع عرقلة ثالث أغلى جيش في العالم لفترة غير محددة بتبرعات من ترسانة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).

من وجهة نظر جانيش، هذا هو السبب الذي دفع فيتنام إلى الارتقاء بعلاقاتها مع الولايات المتحدة هذا الشهر.

اقرأ أيضًا| ماذا ستفعل أوروبا إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض؟

المعاهدات الدولية

قال جانيش إن ترامب سيصعّد تهديداته السابقة ضد المعاهدات الدولية لأمريكا. وفي مجال الأمن، هذا يعني حلف شمال الأطلسي (الناتو) والضمانات الثنائية مع كوريا الجنوبية واليابان. وهذه الضمانات تعتمد على الثقة، ولذلك فإن مجرد إثارة الشك بشأن التزام واشنطن سيكون له ضررًا قاتلًا.

وفي مجال الاقتصاد، ستكون منظمة التجارة العالمية هي الهدف الطبيعي. وفي حين لم يثمر مخططه التشريعي ضدها في 2018 عن نتائج كبيرة، فإن عمره، والحظر الدستوري لتوليه فترة ثالثة سيجعلانه يتصرف بلا قيود.

أما في المجالات الأخرى، توقع الكاتب البريطاني أن يواصل ترامب السياسات نفسها في ما يتعلق بالحمائية، وإيران، والانسحاب من أفغانستان، لأن الرئيس جو بايدن لم ينحرف بالأساس عن سياسات ترامب في هذه القضايا.

العلاقات مع الصين

حسب الكاتب البريطاني، توجد سياسة واحدة ستفاجئ العالم، ولعلها السياسة الأهم. وقال جانيش إن ترامب في وضع يسمح له بتخفيف بعض الضرر الذي لحق بالعلاقات الأمريكية الصينية. وصحيح أنه جعل السياسة الأمريكية أكثر عدائية، إلا أن مشكلته مع الصين كانت اقتصادية فقط.

ماذا يتوقع العالم من ولاية ترامب الثانية؟

الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

لكن التوسع اللاحق للخلاف ليشمل الاستراتيجية الكبرى، والفلسفة السياسية كان من صنع آخرين، وهم مايك بومبيو، وبايدن، ونخبة سياسية وتجارية أمريكية تغيرت أفكارها بشأن العالم في 5 سنوات أكثر من الـ50 عامًا السابقة.

اقرأ أيضًا| لماذا تفشل الولايات المتحدة في الانفصال عن الصين؟

مسألة تايوان

للأسباب سالفة الذكر، رأى جانيش أنه لا ينبغي الافتراض بأن ترامب سيكون مهتمًا بـ”احتواء الصين”، إذا شعر بالاحترام في مجال التجارة، لافتًا إلى أن هذه النقطة تتبلور في ما يتعلق بتايوان.

وحسب الكاتب، فعل بايدن أكثر من الرؤساء الآخرين في عصر الغموض الاستراتيجي للإشارة إلى أن أمريكا ستدافع مباشرة عن الجزيرة. إلا أن ترامب لا يزال غامضًا بشأن تلك المسألة.

التوازن العسكري في مضيق تايوان

التوازن العسكري في مضيق تايوان

وقال جانيش إن ما يحرك واشنطن ليس مجرد القلق بشأن تايوان نفسها، وإنما الخوف من أنه في حالة عدم تدخل الولايات المتحدة، سيفقد الحلفاء في كل مكان ثقتهم في الإمبراطورية الأمريكية. لكن ترامب يرى أن تايوان “اختفطت أعمالنا”، في إشارة إلى تفوقها في صناعة أشباه الموصلات.

موقف متشدد

طرح الكاتب البريطاني احتمالية أن يكون ترامب قد أصبح متطرفًا تجاه الصين بسبب جائحة كوفيد-19، مثلما يهمس البعض. وأيضًا، ربما يفشل في السيطرة على الفرع التنفيذي الذي سيضم بعض المتشددين تجاه العلاقات مع الصين.

لكن العالم مستعد لذلك، للانقسام الأبدي بين القوى العظمى. ولفت جانيش إلى أن ما سيذهل العالم هو الوفاق الذي يقوده ترامب في ولايته الثانية.

اقرأ أيضًا| لماذا يغيب تهديد الصين عن مناظرات المرشحين للرئاسة الأمريكية؟

ربما يعجبك أيضا