تنبأ بالأزمة المالية العالمية.. مايكل بيري يحذر «وول ستريت» من جديد

ولاء عدلان

المستثمر الأمريكي الشهير، مايكل بيري، تخارج من جميع الأسهم التي يملكها في وول ستريت خلال الربع الثاني من 2022، باستثناء سهم واحد فقط.. فما مؤشرات تلك الخطوة؟


أعلن صاحب شركة “سيون أسيت مانجمنت” لإدارة الأصول، مايكل بيري، منتصف الشهر الحالي، تخارجه من نحو 95% من استثماراته في سوق الأسهم الأمريكية.

ودقت خطوة بيري ناقوس الخطر داخل أروقة “وول ستريت”، كون اسمه لصيق الصلة بالأزمة المالية العالمية، عندما توقع حدوثها في وقت مبكر من العام 2007، الأمر الذي جعله وقتها محطًا لسخرية الأسواق، إلا أن توقعاته صدقت في النهاية، وربح نحو 100 مليون دولار.

لماذا يتخارج “بيري” من السوق؟

أظهرت ملفات هيئة البورصات الأمريكية، الأسبوع الماضي، أن بيري تخارج من جميع الأسهم التي يملكها، أي نحو 11 سهمًا، خلال الربع الثاني من 2022، باستثناء سهم واحد فقط هو “جي إيه أو جروب”، وتغطي الأسهم التي تخلى عنها المستثمر الأمريكي الشهير قطاعات واعدة، مثل التكنولوجيا والتأمين والصحة، وتعود لشركات شهيرة مثل “ميتا” و”آبل” و”ألفابيت”، و”بيرستول”، وفق مجلة “فورتشن” و”بلومبرج”.

وحذر بيري في تغريدة عبر “تويتر”، مطلع هذا الشهر، من أن البيئة الاقتصادية الحالية تشبه مشاهدة طائرة في أثناء تحطمها، ومنذ بداية 2022، توقع بيري اتجاهًا هبوطيًّا لسوق الأسهم، الأمر الذي تحقق مع هبوط مؤشر “إس آند بي 500” بـ20.6% خلال النصف الأول، مسجلًا أسوأ أداء نصفي له منذ العام 1970، وهبوط ناسداك بـ29.5%، مسجلًا أسوأ أداء نصفي في تاريخه.

FaJcvFJXEAA0k W

هل تتبع الأسواق خطى بيري؟

تخارج مايكل بيري من أسهم بقيمة 292 مليون دولار خلال الربع الثاني، مقابل احتفاظ شركته خلال الربع الأول من 2022 بأسهم قيمتها 165 مليون دولار، الأمر الذي أثار جدلًا داخل “وول ستريت”، وسط ارتفاع مخاوف الركود الاقتصادي وانهيار الأسهم، واستمرار مستويات التضخم القياسية، الأمر الذي قد يدفع صانعو السياسات النقدية نحو مزيد من رفع أسعار الفائدة بما يهدد مستويات السيولة.

ومنذ أن توقع بيري، في يونيو الماضي، أن تصل السوق منتصف طريق الانهيار، ارتفع مؤشر ناسداك بأكثر من 15% و”إس آند بي 500” 10%، لكنهما سجلا بنهاية الأسبوع الماضي خسائر أسبوعية للمرة الأولى في شهر، بفعل مخاوف تسريع وتيرة رفع الفائدة، ويقول المحلل الاقتصادي، مايكل بيرون، في مقال نشرته “فورتشن”، في 20 أغسطس، إن بيع بيري غالبية أسهم محفظته مجرد وسيلة للتعبير عن توقعاته لمسار سوق الأسهم على نحو صارخ.

1200x 1 1

مسار مؤشرات وول ستريت

«ذا بيج شورت»

مايكل بيري اشتهر بتوقعاته المخالفة لاتجاه “وول ستريت” وسطع نجمه في العام 2007، عندما توقع انفجار فقاعة الرهن العقاري واتجه لشراء العقود التي تدفع للمستثمر عندما يتخلف عن سداد الرهون، في وقت كانت السوق تمر بقناة صاعدة، الأمر الذي جعله محط سخرية من “وول ستريت”، إلا أن توقعاته صدقت ووقعت أزمة 2007-2008، وخرج هو رابحًا مالًا وشهرة أوسع.

ودفع هذا الأمر هوليود لإنتاج فيلم بعنوان “ذا بيج شورت” لتخليد نجاح توقعات العبقري “غريب الأطوار”، كما تلقبه وسائل الإعلام الأمريكية، ويعدّ بيري صاحب سجل حافل بالتوقعات الصائبة، على سبيل المثال في بداية الربع الثاني من هذا العام، حذر من أن شتاء البيتكوين قادم، وبحلول مايو عصفت بالفعل سلسلة من الأزمات بسوق العملات الرقمية لترفع بيتكوين خسائرها منذ بداية العام إلى نحو 60%.

1200x 1 2

من هو مايكل بيري؟

مايكل جيمس بيري المولود في كاليفورنيا عام 1971، درس طب الأعصاب وكذلك الاقتصاد، وحصل على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة فاندربيلت، لكنه لم يزاول المهنة سوى لفترة قصيرة عام 2018 في مستشفى ستانفورد، ثم قرر تخصيص كل وقته لشغفه الأساسي “الاستثمار في الأسهم”، ومنذ 1996 بدأ بيري يبني شهرته باختيار الأسهم الرابحة، وجذب انتباه شركات إدارة الأصول.

وبحلول 2000، أسس بيري صندوق التحوط “سيون كابيتال” بأموال ورثها عن أسرته، وبحلول العام 2001 ارتفع سهم “سيون” 55% مقابل تراجع مؤشر “إس آند بي 500” 11.9%، وبنهاية 2004، قدرت أصول “سيون” بـ600 مليون دولار، وفي 2005، بدأ بيري يركز على سوق الرهن العقاري، ومن خلال تحليل الفترة 2003- 2004 توقع انهيار السوق، وهو ما حدث فعليًّا.

نجاح رهانات مايكل بيري

قال بيري البالغة ثروته نحو 300 مليون دولار، في مقال نشرته صحيفة “نيورك تايمز” في 2010، إن المخاطر في أسواق الرهن العقاري كانت مرتفعة للغاية خلال عامي 2003 و2004، وكانت واضحة لأي شخص يدرس أداء الأسواق بعناية، مشيرًا إلى أن قراراته تعتمد على هامش الأمان، وتستند إلى كتاب “تحليل الأمان” الصادر عام 1934.

وخلال فترة الأزمة المالية العالمية، حقق بيري أرباحًا شخصية قدرت بنحو 100 مليون دولار، وارتفعت عائدات شركته بنحو 489% خلال الفترة من 2000 إلى 2008، في المقابل لم تتجاوز مكاسب “إس آند بي 500” 3%، وبحلول نهاية 2008 أغلق شركته للتفرّغ لاستثماراته الشخصية، لتعود إلى الأسواق بحلول 2013، لكن هذه المرة تحت اسم “سيون أسيت مانجمنت”، ليواصل بيري إثارة الدهشة في أروقة “وول ستريت”.

ربما يعجبك أيضا