متخصصون لـ«رؤية»: الميتافيرس سيغير خريطة العالم اقتصاديًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا

آية محمد

ما بين التسوق الافتراضي وشراء الأراضي، والتشخيص الطبي للمريض دون زيارة للطبيب، يعرض متخصصون كيف سيغير الميتافيرس العالم خلال السنوات المقبلة.


هل فكرت يومًا أنه بإمكانك التحكم في العالم عن طريق نظارة؟ تكنولوجيا الميتافيرس ستضعك أمام عالم بتفاصيل جديدة.

وللوهلة الأولى ظن البعض أن الميتافيرس يقتصر على الترفيه والألعاب، لكنه في الحقيقة سيمكنه التحكم في اقتصادات الدول كافة، وسيخلق طبيعة جديدة لكثير من المهن والوظائف بأنحاء العالم، وفقًا لما كشف عنه خبراء متخصصون لشبكة رؤية الإخبارية.

فيسبوك ينافس في عالم الميتافيرس

قال المتخصص في الواقع الافتراضي، خالد عمار، إن الميتافيرس عالم افتراضي يحاكي الواقع بتقنية 360، وبإمكان الأشخاص رؤية أي مكان كأنهم داخله، موضحًا أن الشخص يمكنه ممارسة حياته كاملة، بمجرد أن يضع نظارة الواقع الافتراضي، بداية من مقابلة أصدقائه ومشاهدة كل الأماكن بأنحاء العالم، ومشاهدة الأحداث مباشرة دون الحاجة إلى قنوات خاصة تنقل الحدث.

وأوضح عمار لشبكة رؤية، أن منصة فيسبوك، صاحبة مشروع الميتافيرس، تنافس حاليًّا بنظارة واقع افتراضي تشبه في تفاصيلها النظارة الشمسية، مشيرًا إلى أن هذه النظارة دخلت حيز التطبيق بالفعل، لكن الشركة لم تربطها بالعالم الافتراضي إلا في الولايات المتحدة الأمريكية فقط.

تفعيل حاستي الشم واللمس في الميتافيرس

أشار عمار إلى أن اتجاه فيسبوك لتغيير اسمه، في أكتوبر 2022، إلى ميتا دفع 2.5 مليار شخص للبحث عن الميتافيرس، فضلًا عن اتجاه أكثر من 500 تطبيق ما بين تطبيقات جديدة وأخرى تُغير اسمها إلى اسم متعلق بعالم الميتافيرس يسعى فيسبوك لجمع مزاياها في إنتاجه الخاص من الميتافيرس.

وعن التشابه بين العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، فيقول عمار إن مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد على التواصل الكتابي بين مستخدميها، أما عالم الميتافيرس فسيسمح لهم أن يكونوا جزءًا من الأحداث بوجود افتراضي فيها، فضلًا عن أن فيسبوك سيفعل حاسة الشم واللمس في هذه التقنية.

الميتافيرس وخلق وظائف جديدة

أشار المتخصص في العالم الافتراضي إلى أن الميتافيرس سيفتح الباب أمام بعض الوظائف، ويزيد من الطلب على بعض المجالات كالبرمجة والجرافيك، مشددًا على ضرورة أن يتدرب جميع الأشخاص في وظائهم على الأدوات التكنولوجية، التي ستساعدهم في إتمام عملهم على نحو صحيح ومواكب لعالم التكنواوجيا المحيط بهم.

وتحدث عمار عن أن عالم الميتافيرس سيفتح الطريق أمام بعض الوظائف منها التصوير، فضلًا عن المهن الأخرى التي ستتطلبها المنظومة فور تفعيلها، وسيغير الميتا شكل بعض الوظائف مثلما حدث عند ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، فظهرت وظيفة صانعي المحتوي التي لم يكن يعرفها أحد من قبل.

اقتصاد العالم الافتراضي

توقع المتخصص في العالم الافتراضي أن عدد مستخدمي الميتافيرس سيصل إلى 5 مليارات مستخدم بحلول عام 2030، موضحًا أن استثمار الميتافيرس وصل إلى 57 مليار دولار عام 2021، وفي منتصف عام 2022 وصلت الاستثمارات إلى 120 مليار دولار، ومن المتوقع أن تستحوذ الميتافيرس على الاقتصاد العالمي بنسبة من 15 إلى 20% بحلول عام 2030.

وأضاف أن من المتوقع أن تزداد الاستثمارات في عالم الميتافيرس بحلول عام 2030 من 8 إلى 13 تريليون دولار، مشيرًا إلى أن قطاع العقارات من أكثر القطاعات المكتسحة في عالم الميتافيرس في الوقت الحالي، ويتجه الأشخاص إلى شراء أراضي وأماكن داخل هذا العالم الذي سيكتسح العالم في ما بعد.

التسوق عبر الميتافيرس

سيكون للتسوق تفاصيله الجديدة، فيقول عمار إن الفرد يستطيع من خلال عالم الميتافيرس مشاهدة كل السلع التي يرغب في شرائها، وكأنه في مكان البيع بداية من الأزياء، وحتى الاستثمار في الأراضي والعقارات.

وأوضح المتخصص في تكنولوجيا العالم الافتراضي أن الماركات العالمية ستتجه لتأسيس متاجرها عبر الميتافيرس، فيمكن لعملائها التسوق على نحو كامل من خلال النظارة ورؤية القطع المباعة وأنواعها بتفاصيلها كاملة وكأنه داخل المتجر الحقيقي، على أن يجري تنظيم الدخول والتسوق بواسطة الموظف المختص وهو ما سيتطلب أيضًا نوعية محددة من الوظائف، مثل موظف استقبال الميتافيرس.

الإمارات رائدة الميتافيرس

أشار متخصص العالم الافتراضي إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأولى على مستوى العالم في مجال الميتافيرس، فهي الدولة الأولى في التاريخ التي تنشئ مؤسسة وقانون للأصول الافتراضية في العالم، وتصبح بذلك دبي هي عاصمة الأصول الافتراضية، وبالتالي ستكون هي المسؤلة عن إدراة اقتصاد الدول وسيرجع إليها الدول التي ترغب في الاستثمار داخل عالم الميتافيرس.

وأوضح أن الإمارت أنشأت مؤسسة صحية لاستقبال الحالات المريضة والكشف عن طريق الميتافيرس، مشيرًا إلى أن الميتا ستساعد على نحو كبير في المجال الطبي وستمكن الأطباء من التجول داخل جسم المريض دون الحاجة إلى التشريح، وبالرغم من ذلك لكن لا يمكن أن تُجري عملية جراحية من خلاله، لافتًا إلى أن مصر تحضر لإنشاء أول مدينة وجامعة في العالم الافتراضي.

سياحة وتعلم افتراضي

أضاف متخصص العالم الافتراضي أن الميتافيرس سيزداد استخدامها في مجال التعليم وهو ما يمكن الأشخاص من الدراسة في أكبر الجامعات العالمية دون الحاجة إلى السفر، حتى وإن كان دراسة لعلم الفلك فسيصبح بإمكان الطالب القيام بجولة كاملة في الفضاء بتفاصيله وعالمه الخاص.

ولفت إلى أن عالم الميتافيرس سيسهم في الترويج السياحي وسيكون بإمكان أي شخص في العالم التجول داخل أي مكان يرغب فيه عن طريق الميتافيرس، دون الحاجة إلى السفر وتحمل التكاليف الباهظة، وبالتالي سيساعد ذلك على رؤية الأشخاص للمعالم الأثرية في أنحاء العالم بسهولة، وستستفيد الدولة أيضًا من الاشتركات التي يدفعها المستخدمون عبر الميتافيرس.

الميتافيرس يهدد بآلام نفسية

قال استشارى الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي لـ”رؤية”، إن مواقع التواصل تركت أثرًا سلبيًا في نفسية المواطن العربي، لافتًا إلى أن 57% من الذين يتقدمون للكليات العسكرية نجد بعد الكشف الطبي نتيجة ضعف البصر وتشوه القوام الناتج عن الاستخدام المزمن للسوشيال ميديا، وأشار إلى أن عالم الميتافيرس سيؤثر في الصحة النفسية للأشخاص مثله مثل مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار هندي إلى بعض الأعراض التي تنتج عن التعايش داخل العالم الافتراضي، منها الشعور بالأرق وآلام الظهر واختفاء نضارة الوجه، ويسبب الشعور بالخمول والكسل، فيصاب الشخص بحالة انشغال وانفصام عقلي ويقرر الابتعاد عن الواقع ويعيش داخل الواقع الافتراضي.

وأوضح استشاري الصجة النفسية أن قرار المستخدم بالابتعاد عن هذا العالم سيواجهه المرور بأعراض نفسية انسحابيه، مثل القلق والخوف من مواجهة المجهول، وقلة الاندماج مع الآخرين في المجتمع، مما يجعل الشخص يفتقد السلوكيات الإنسانية.

أمراض التكنولوجيا

أضاف الاستشاري النفسي أن التكنولوجيا قادرة على نزع المشاعر والأحاسيس وخلق نوع من البلادة الحسية والبلادة الانفعالية، وبطء ردود الفعل، وأيضًا من أبرز آثارها السلبية أنها اغتالت النشاط الذهني الواعي القادر على التفكير المنظم للإنسان.

وأوضح أن الميتافيرس ستكون سببًا في تدمير الصحة النفسية، خاصة لمن ينساقون خلفها دون التحكم في ذاتهم، فأكثر الأمراض النفسية ظهرت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والانسياق خلفها، ومن بين هذه الأمراض الانفصام واضطرابات “الفومو” وفيه يخشى الشخص من فقدان علاقة اجتماعية.

ربما يعجبك أيضا