محطات «براكة».. الإمارات تقدم نموذجًا عالميًا في قطاع الطاقة النووية

ولاء عدلان

تشغيل المحطّة الثانية في "براكة" يمثّل إنجازًا جديدًا للبرنامج النووي السلمي الإماراتي حسب وزير الطاقة سهيل المزروعي.


قال مدير عام الوكالة الدوليّة للطّاقة الذريّة، رافائيل ماريانو غروسي، أمس الجمعة 26 مارس 2022، إن دولة الإمارات قدمت نموذجًا للقادمين الجدد إلى قطاع الطّاقة النوويّة، عبر تطوير برنامجها للطّاقة النوويّة السلميّة وفق المعايير العالميّة.

وأدلى مدير الوكالة بهذا التصريح بمناسبة إعلان الإمارات بدء التشغيل التجاري لثاني محطات “براكة” للطّاقة النوويّة السلميّة، وإضافة ألف و400 ميجاوات من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونيّة لشبكة الكهرباء في الدولة، ما يسهم في تعزيز أمن الطّاقة ودعم جهود الإمارات الرّامية لتحقيق أهداف الاستدامة.

الإمارات نموذج يحتذى به

أعلنت مؤسسة الإمارات للطّاقة النووية في 24 مارس، بدء التشغيل التجاري لثاني محطات براكة، ما يرفع مجموع ما تنتجه المحطتان إلى ألفين و800 ميجاوات، وقال الرئيس التنفيذي للمؤسسة، محمد إبراهيم الحمّادي، في بيان، إن تشغيل المحطة الثانية بعد أقلّ من عام على تشغيل الأولى، يثبت القدرات المميّزة للإمارات في إدارة المشاريع الكبرى.

أضاف أن هذا الإنجاز أقرّ بقدرة الإمارات على تقديم نموذج يحتذى به للدول الأخرى الرّاغبة في تنويع محفظة مصادر الطّاقة لديها باستخدام تقنية موثوق بها ومستدامة، وهنّأ مدير عام وكالة الطّاقة الذريّة الإمارات على بدء تشغيل ثاني محطات “براكة” قائلًا: “الإمارات قدّمت نموذجًا عالميًّا في قطاع الطّاقة النووية، ولقد كان من دواعي سروري أن أشهد التقدّم في محطات براكة، التي تدعم جهود الإمارات في تحقيق أهداف مبادرتها الاستراتيجيّة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

إنجاز وطني

بارك نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 24 مارس، لدولة الإمارات نجاحها في تشغيل المحطة، وقال في تغريدة “أبارك لجميع العاملين وأبارك لـ1800 من أبناء الوطن من المهندسين والمشغلين والمختصين، وأبارك لأخي محمد بن زايد الإنجاز الوطني التاريخي”.

وقال وليّ عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن تشغيل المحطة يعدّ خطوة جديدة في سعي الإمارات إلى تحقيق أهداف استراتيجيّة الحياد المناخي 2050، كذلك اعتبر وزير الطّاقة الإماراتي ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطّاقة النوويّة، سهيل المزروعي، أن تشغيل المحطة يمثّل إنجازّا جديدّا للبرنامج النووي السلمي الإماراتي في إطار مسيرتها الهادفة لتوفير الطّاقة الكهربائيّة الوفيرة والصّديقة للبيئة على مدار الساعة.

تعزيز أمن الطّاقة

تعد محطات براكة للطّاقة النوويّة السلميّة في منطقة الظّفرة بإمارة أبوظبي، من أكبر محطات الطّاقة النوويّة في العالم، وتضمّ 4 مفاعلات من الطراز المتقدّم APR-1400، وانضمت المحطّة الثانية في براكة إلى المحطّة الأولى التي بدأت التشغيل التجاري في إبريل 2021.

في المقابل، وصل إنجاز المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحله النهائيّة، ووصلت النسبة الكلية للإنجاز في المحطات الأربع إلى أكثر من 96%، وعند تشغيلها بالكامل ستوفّر ما يصل إلى 25% من احتياجات الدولة من الطّاقة الكهربائيّة. وتسهم محطات “براكة” في ضمان أمن الطّاقة في الإمارات عبر إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة، إلى جانب تعزيز الاستقرار الاقتصادي، فبحلول 2025 ستنتج المحطات 85% من الكهرباء الخاليّة من الانبعاثات الكربونيّة في أبوظبي، وفق مؤسّسة الإمارات للطّاقة النوويّة.

 

تعزيز استراتيجيّة الحياد المناخي

الرّئيس التنفيذي لـ”الإمارات للطاقة النووية” أفاد بأنّ محطات براكة تعدّ من أهم ركائز التنمية المستدامة في الإمارات، وأن التشغيل التجاري للمحطة الثانية سيسرّع من عملية خفض البصمة الكربونيّة لقطاع الطّاقة في الدولة للوصول إلى هدف الحياد المناخي بحلول 2050، موضّحًا أنّ التشغيل سيحدّ من الانبعاثات الكربونية بأكثر من 11 مليون طن، ما يعزز مكانة الإمارات الرائدة عالميًّا في قطاع الطّاقة الصديقة للبيئة.

ويتوقّع عند تشغيل محطات براكة بالكامل أن تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية في أبوظبي بنسبة 50% بحلول منتصف العقد الحالي، مع قدرتها على الحدّ من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويَّا، ما يعادل الانبعاثات من 4.8 مليون سيارة كلّ عام، بحسب موقع مؤسسة الإمارات للطّاقة النوويّة.

ربما يعجبك أيضا