محلل سياسي يكشف لـ«رؤية» تفاصيل التفاهمات بين إيران والولايات المتحدة

شروق صبري
تفاهم بين أمريكا وإيران

أجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات لتهدئة التوترات بـ"تفاهم "متبادل.. فهل ينجح هذا الاتفاق؟


قال مسؤولون إيرانيون وغربيون إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إيران، لرسم خطوات يمكن أن تحدّ من برنامج طهران النووي.

ويمكن وصف هذه الخطوات على أنها “تفاهم”، بدلًا من اتفاقية تتطلب مراجعة الكونجرس، ويعارض الكثيرون منح إيران مزايا بسبب مساعدتها العسكرية لروسيا والقمع الداخلي، ودعمها لوكلاء يهاجمون المصالح الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط.

سباق تسلح إقليمي

بعد أن فشلت في إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، تأمل واشنطن إعادة بعض القيود على إيران، لمنعها من الحصول على سلاح نووي، قد يهدد إسرائيل ويطلق سباق تسلح إقليمي. في حين تقول طهران إنها لا تطمح لتطوير سلاح نووي.

وكان اتفاق عام 2015، الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في عام 2018، وضع حدًّا لتخصيب طهران لليورانيوم عند درجة نقاء 3.67% ومخزونها من هذه المادة عند 202.8 كيلوجرام، وهي حدود تجاوزتها طهران منذ ذلك الحين.

امريكا وايران

مطالب أمريكية

قالت وكالة أنباء رويترز، اليوم الجمعة 16 يونيو 2023، يبحث المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون عن طرق لكبح جهود طهران النووية، منذ انهيار المحادثات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة. في حين رفضت الحكومة الأمريكية التقارير التي تفيد بأنها تسعى لاتفاق مؤقت.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مات ميلر، إن واشنطن تريد من طهران تخفيف حدة التوترات وكبح برنامجها النووي، ووقف دعم الجماعات الإقليمية الوكيلة، التي تنفذ هجمات، ووقف دعم الحرب الروسية الأوكرانية، والإفراج عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين. وأضاف “نواصل استخدام العلاقات الدبلوماسية لتحقيق كل هذه الاهداف” دون الخوض في تفاصيل.

رد إيراني

قال مسؤول إيراني إنه سواء كان هذا اتفاقًا مؤقتًا أو دائما، أو تفاهمًا مشتركًا، فإن كلا الجانبين يريدان منع المزيد من التصعيد. وقال في المقام الأول سيشمل الاتفاق” تبادل الأسرى والافراج عن جزء من الأصول الإيرانية المجمدة”.

وقال إن الخطوات الأخرى قد تشمل إعفاءات من العقوبات الأمريكية على إيران لتصدير النفط مقابل وقف تخصيب اليورانيوم بـ60%، وتعاون إيراني أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

امريكا وإيران

امريكا وإيران

نقاط اختلاف في محادثات 2023

قال الخبير والباحث في العلاقات الدولية، أيمن سمير، في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية، إن الاتفاق الحالي بين إيران والولايات المتحدة يختلف تمامًا عن اتفاق (5+1) في عام 2015، حين كان الاتفاق بين إيران والأعضاء الـ5 دائمي العضوية بمجلس الأمن، إلى جانب ألمانيا، لكن هذا الاتفاق هو اتفاق ثنائي. وهذا الاختلاف الأول.

وأضاف أن هذا الاتفاق كسر للحواجز السياسية والدبلوماسية سواء، في ما يتعلق بايران أو الولايات المتحدة، موضحًا أن واشنطن وطهران كلاهما استبعد في السابق التفاوض المباشر، ومرر كل طرف مطالبه عبر وسطاء، سواء في سلطنة عمان أو في جنيف أو في فيينا أو غيرها، أما اليوم يدور الحديث عن المطالب بنحو ثنائي، وهذه النقطة الثانية.

التجميد مقابل التجميد

أوضح أن الاخترف الثالث يتعلق بأن هذا الاتفاق ليس دائمًا أو يشمل كل شيء، لكنه واقعي، يشمل النقاط والمحاور، التي يمكن لكل طرف أن يقبلها من الطرف الآخر.

لذلك يطلق على هذا الاتفاق (التجميد مقابل التجميد) بمعنى أن الولايات المتحدة تجمد الإجراءات التي اتخذتها ضد إيران، وفي المقابل تجمد إيران الخطوات التي تراها الولايات المتحدة تصعيدية، بما فيها رفع مستوى التخصيب.

إيران لن تصنع قنبلة نووية

قال أستاذ العلوم السياسية لـ”رؤية” إن إيران أعلنت الوصول إلى 60% من مستوى تخصيب اليورانيوم، بعد تركيب أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-6، وبعض الأوساط الغربية قالت إن ايران وصلت بالفعل إلى قرابة 82 أو 83% من تخصيب اليورانيوم، وهو مستوى خطير، لأن الوصول إلى 90% من مستوى التخصيب معناه أن إيران قادرة على تصنيع القنبلة النووية.

وأضاف أن بعض التقديرات الغربية تقول إن إيران تستطيع صنع قنبلة نووية لو أرادت، مشيرًا إلى أن طهران لديها القدرة الفنية على تصنيع القنبلة، لكن ليس الإرادة السياسية، في وجود فتوى من المرشد الأعلي بأن امتلاك قنابل نووية محرم شرعًا، وبالتالي لا يوجد توجه سياسي حقيقي في إيران لإنتاج أو تصنيع قنبلة نووية.

كيف تتعامل إيران مع القضايا الشائكة؟

رأى الدكتور أيمن سمير أن عدم تركيب إيران مزيدًا من أجهزة الطرد المركزي، والاكتفاء بما وصلت اليه في الوقت الحالي، يمثل نقطة تنازلت فيها الولايات المتحدة بقدر كبير، لأن اتفاق عام 2015 كان يلزم إيران بتخصيب 3.6 فقط من اليورانيوم. وبالتالي قبول الولايات المتحدة الأمريكية لنسبة 60% المعلنة من جانب إيران بعدّ تطورًا كبيرًا ومهمًا.

وبشأن دعم إيران للحرب الروسية الأوكرانية، والأمريكيين المحتجزين في إيران، قال سمير إن هذا القضية يمكن حلها، فسبق لطهران الإفراج عن عدد من المحتجزين لديها. وبالتالي هذا ملف يمكن التعامل معه بسهولة. لكن تظل نقطة الحرب وتحالف إيران مع روسيا والصين أصعب، واستبعد أن تقبل طهران بفكرة التخلي عن موسكو لكن قد تخفف من التعاون معها.

اقرأ أيضًا| البيت الأبيض ينفي اقتراب أمريكا وإيران من اتفاق نووي مؤقت
اقرأ أيضًا| أمريكا وإيران تجريان محادثات لتهدئة التوتر بتفاهم ثنائي

ربما يعجبك أيضا