مراقب دولي: إعلان الفلبين حالة الطوارئ في مينداناو أمر مقلق

محمود سعيد

رؤية

مانيلا – أبدى حسين أوروج، أحد مراقبي عملية السلام في الفلبين، قلقه حيال إعلان السطات الفلبينية مؤخراً فرض حالة الطوارئ والأحكام العرفية في جزيرة مينداناو ذات الغالبية المسلمة.

“أوروج”، وهو عضو في لجنة المراقبين المستقلين لاتفاقية السلام بين حكومة الفلبين و”جبهة التحرير الوطنية” (مورو)، تساءل، في مقابلة مع الأناضول، عن “الفائدة المرجوة من هذا الإعلان، الذي نأمل في عدم إطالة أمده لوقت طويل”.

والثلاثاء الماضي، أعلنت السطات الفلبينية فرض حالة الطوارئ بجزيرة مينداناو، جنوبي البلاد، على خلفية الاشتباكات في مدينة ماراوي الجنوبية بين القوات الحكومية وجماعة “ماوتي” المبايعة لتنظيم “داعش”.

وأوضح أوروج أنّ “ماراوي مدينة تقطنها غالبية مسلمة تصل نسبتها إلى نحو 95 بالمئة من السكان”.

ورأى مراقب السلام أن إعلان الأحكام العرفية في هذه المنطقة له يثير تساؤولات.

وقال في هذا الصدد: “ما هي المشاكل التي يعاني منها المسلمون هناك؟ وهل يمكن حلها عبر هذه الطريقة؟ هنالك استفسارات كثيرة تحوم حول هذا الإعلان”.

ولفت أوروج إلى أن “الأحكام العرفية جرى إعلانها فقط في منطقة مينداناو التي تحكمها جبهة التحرير الوطنية وتُعتبر أكثر منطقة تحكم الجبهة قبضتها عليها في البلاد”.

ولفت إلى أن تنظيم “داعش” تواصل خلال العام الأخير مع منظمتي “ماوتي” و”أبو سيّاف” اللتين يتراوح عدد مسلحيهما ما بين 100 و150 عنصراً “ما أدى إلى حصول هشاشة في الوضع واتخاذه أبعاداً حرجة في المنطقة”.

وتابع أن “إعلان الأحكام العرفية جاء بعد اختطاف مسلحين، 11 شخصاً بينهم راهب، وإضرام النيران في كاتدرائية وسجن ومدرستين في الجزيرة”.
وأوضح أن منظمة ماوتي حاولت شن هجمات مماثلة قبل عدة أشهر في منطقة تبعد عن ماراوي بنحو 200 كلم”.
وأضاف أوروج: “أعتقد أن الحكومة أعلنت الأحكام العرفية في كامل المنطقة من أجل هذا السبب، ونأمل ألا تدوم طويلاً”.
ولفت إلى أنه “في الوقت الحالي لا توجد مشاكل، ولكن الوضع متوتر”.

وحسب أوروج فإنه “من المفترض أن يُطرح موضوع استمرار الأحكام العرفية من عدمه أمام القضاء والبرلمان بعد مرور 60 يوماً من تطبيقها”.

ولفت إلى أن “كل الكيانات المسلمة في المنطقة تُقر أن تنظيم داعش يلحق الضرر بمسلمي المنطقة”.

أوروج اعتبر أن تصريح الجيش الفلبيني بأن الأحكام العرفية أعلنت ضد “ماوتي” و”أبو سياف” المرتبطين بتنظيم داعش، ولا يستهدف عامة الشعب “ساهم في تهدئة مستوى التوتر نوعا ما”.

كان وزير الدفاع الفلبيني، دلفين لورينزانا، قال لوكالة أنباء “بنا” الفلبينية، إن جماعة “ماوتي” ما زالت تحتل شارع وجسرين يؤديان إلى مدينة ماراوي، كما أنها أشعلت النيران في عدة أماكن حيوية بالمدينة.

وأضاف أن العملية الأمنية في مدينة ماراوي تركز على تحييد إيسنيلون هابيلون، المعروف “بأبي عبدالله” ويتزعم جماعة “أبي سياف”، المنشقة عن جبهة التحرير الوطنية “مورو” عام 1991.

وتشهد مدينة ماراوي بجزيرة “ميداناو” نزوح مئات المدنيين، وتحدّث عمال الإغاثة في المدينة لمسؤولين أممين عن افتقار النازحين لإمدادات الغذاء والدواء الكافية، خصوصا المرضى من الأطفال الذين ستستقر عائلاتهم في ملاجئ مؤقتة.

(وكالات)

ربما يعجبك أيضا