مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

دور المسيّرات في حرب أوكرانيا وأهمية «الممر الأوسط» لإيران والصين.. موجز لأهم ما تناولته مراكز الأبحاث

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث كيفية تجنب الحرب الإقليمية بالشرق الأوسط، وأسباب تغيير إسرائيل لاستراتيجيتها تجاه إيران، والمخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي في 2024، والفرص التي يقدمها "الممر الأوسط" لإيران والصين.


على خلفية الحرب في غزة والتوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، تزداد المخاوف من توسع الصراع إلى حرب إقليمية شاملة.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض كيفية تجنب الحرب الإقليمية، وأسباب تغيير إسرائيل لاستراتيجيتها تجاه إيران، والمخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي في 2024، والفرص التي يقدمها “الممر الأوسط” لإيران والصين.

تجنب الحرب الإقليمية بالشرق الأوسط

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

في تحليل نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أشار المحللان، دانيال بايمان، وسيث جونز، إلى وجود إمكانية لتصعيد الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب شاملة. ولذلك يصبح التحدي أمام الولايات المتحدة هو ردع إيران وقواتها الوكيلة، في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، عن تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية.

وتستطيع الولايات المتحدة فعل ذلك عن طريق الاستخدام المحسوب للقوة وتوضيح أنها لديها القدرة والاستعداد لاستخدام قوة إضافية إذا لزم الأمر في المستقبل. ومن المهم أيضًا أن تُظهر واشنطن استعدادها لضرب الأهداف القيّمة لإيران وشركائها في المنطقة.

وحسب المحللين، يتعين أن تتبنى الولايات المتحدة ردًا أقوى على الحوثيين، وتعتمد نهجًا أكثر صرامة تجاه الجماعات المدعومة إيرانيًا في العراق وسوريا، وتضغط من أجل التطبيق الأكثر فاعلية لقرار مجلس الأمن 1701 في لبنان.

وتحتاج الولايات المتحدة إلى إقناع إسرائيل بتجنب التصعيد، خاصة مع حزب الله، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتخفيض كثافة العمليات لتقليل الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين. وهذا النهج سيتطلب دبلوماسية بارعة ومواصلة نشر بعض المعدات العسكرية الأمريكية في المنطقة، ومن ضمنها مجموعة حاملة طائرات واحدة على الأقل.

هل تحقق أمريكا أهدافها في البحر الأحمر؟

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

استعرض المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية آراء الخبراء بشأن الضربات التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتحييد تهديد الحوثيين على الأمن البحري والتجارة العالمية.

ورجح الأستاذ بكلية كينجز لندن، أندرياس كريج، أن الحملة التي تقودها أمريكا وبريطانيا حاليًا ستحول تركيز الحوثيين من عملية عقابية في سياق حرب غزة إلى عملية أوسع تستهدف السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا. ولذلك فإن هذه الاستراتيجية ستفشل في تحقيق أهدافها وستصعّد المشكلة أكثر.

ورأت الباحثة، إليونورا أردماني، أن تحدي الحوثيين في البحر الأحمر سيستمر في وجه الضربات الأمريكية، لافتةً إلى أن الحوثيين لطالما استفادوا من العوامل السياقية لبناء خطابهم السياسي. وفي هذه الحالة يستفيدون من حرب غزة للنهوض بأهدافهم المحلية والإقليمية، ويشعرون أنهم يستطيعون حشد جمهور واسع حول الراية المناهضة لإسرائيل وأمريكا.

وقال الأستاذ بكلية كينجز لندن، أليسيو باتالانو، إن الولايات المتحدة ستواصل استخدام نهج مختلط قائم على اعتراض الذخيرة التي تُطلق على السفن وإضعاف قدرات الحوثيين، مرجحًا أن تتوقع واشنطن مشاركة أوروبية أكبر، من خلال الائتلاف الحالي أو مبادرات إضافية.

هل تغير إسرائيل استراتيجيتها تجاه إيران؟

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

أشار الزميل بمركز ويلسون، جو ماكارون، إلى أن إسرائيل تغير استراتيجيتها الإقليمية، من خلال تنفيذ أعمال هجومية ضد إيران عبر استهداف قيادات حماس وإيران بالخارج، مُرجعًا ذلك إلى بعض العوامل.

أولًا، الرغبة في تحويل التركيز عن المأزق الدبلوماسي والعسكري في غزة. ففي ظل حصيلة الوفيات المرتفعة للجنود الإسرائيليين، والعجز عن إضعاف القدرة القتالية لحماس، خفضت إسرائيل قواتها المنتشرة في غزة، وحولت انتباهها إلى الجبهة الأكثر قابلية للتنبؤ في لبنان.

وثانيًّا، الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وبينما يواصل البيت الأبيض دعم حملة إسرائيل العسكرية في غزة، بدأت الخلافات بين الجانبين في نوفمبر الماضي بشأن طبيعة الحملة في غزة وجدولها الزمني والمرحلة التي تعقب الإعلان عن وقف إطلاق النار.

وعبر اغتيال صالح العاروري، رأى ماكارون أن إسرائيل تُرضي توقعات إدارة بايدن بأنها تحتاج إلى الانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب، لكنها تبعث رسالة بأن الطريق للأمام يتمثل في نقل المعركة إلى إيران.

المسيّرات والصراعات المستقبلية

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

رأت الزميلة بمجلس العلاقات الخارجية، كريستين تومسون، أن المشهد الآخذ في التطور لتكنولوجيا المسيّرات في الحرب الروسية الأوكرانية يشير إلى قدرتها على التأثير في كيفية خوض الصراعات المستقبلية.

ولفتت إلى أن عجز الطرفين عن اختراق دفاعات بعضهما الجوية أجبرهما على الاعتماد على أسلحة المواجهة، ومن ضمنها المسيّرات. وأظهر الصراع الحالي مزايا المسيّرات في ميدان المعركة، فهي تقلل الفترة الزمنية منذ رصد الهدف حتى تدميره، وتعزز قدرة الجيش على استطلاع الطرف الأمامي لميدان المعركة.

إلا أن المسيّرات عرضة للدفاعات الجوية، مثل الصواريخ الاعتراضية والمدافع المضادة للمسيّرات. والاستخدام المستمر لهذه المنظومات سيكون باهظ التكلفة، لأن اعتراض المسيّرة الواحدة قد يكلف آلاف أو ربما ملايين الدولارات. وهكذا يصبح التحدي الناشئ هو تطوير منظومة دفاعية أرخص من أهدافها.

وأوضحت تومسون أن المسيّرات الأصغر التي تندفع باتجاه هدف ما يكون من الأصعب إسقاطها، لأنها تُربك المنظومات الدفاعية الجوية. ولذلك أحد التدابير المضادة الرئيسة هي استخدام الحرب الإلكترونية في صورة أجهزة تشويش وإشارات خادعة وأجهزة ليزر لمنع المسيّرات من الوصول لأهدافها.

5 مخاطر تواجه الاقتصاد العالمي

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

نشرت مؤسسة بروكنجز تحليلًا للخبيرين الاقتصاديين بالبنك الدولي، إندرميت جيل، وأيهان كوسي، استعرضا فيه 5 مخاطر كبرى قد تهدد الاقتصاد العالمي في 2024.

الأول هو التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، فأي تصعيد للصراع في الشرق الأوسط قد يدفع أسواق الطاقة إلى منطقة مجهولة، نظرًا لأنها تمثل %30 من إنتاج النفط العالمي. وكذلك تؤدي التوترات الجيوسياسية إلى ارتفاع عدم اليقين، الذي يضر بالاستثمار والنمو الاقتصادي.

والخطر الثاني هو التباطؤ الاقتصادي في الصين، الذي قد يضر بعدد ضخم من الاقتصادات المتقدمة والنامية التي تعتمد على التجارة مع الصين. والخطر الثالث هو ارتفاع الضغوط المالية على الاقتصادات النامية بسبب مزيج من النمو الضعيف، وأسعار الفائدة الحقيقية المرتفعة، ومستويات الديون المرتفعة.

وحسب الخبيرين، الخطر الرابع هو تشتت التجارة بسبب السياسات والقيود التي تفرضها بعض الدول، التي قد تؤجل التعافي اللازم للتجارة العالمية. أما الخطر الأخير فهو تغير المناخ، الذي يزيد من وتيرة وتكلفة الكوارث الطبيعية، التي تعرقل بدورها النمو الاقتصادي، وتفاقم الفقر، وتقلل المحاصيل الزراعية.

الممر الأوسط.. فرصة للصين وإيران

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

مرصد مراكز الأبحاث| تجنب الحرب الإقليمية.. وتغيير استراتيجية إسرائيل.. ومخاطر الاقتصاد العالمي

في تحليل نشره معهد أبحاث السياسة الخارجية، لفت الزميل، فليكس تشانج، إلى أن الهجمات على الشحن التجاري في البحر الأحمر أعطت دفعة جديدة لشبكة تجارة آسيا الوسطى الناشئة، المعروفة بـ”الممر الأوسط”، الذي يضم إيران وكازاخستان وتركيا وتركمانستان وأوزبكستان، ويمتد من أوروبا إلى الصين.

واجتمعت الدول المشاركة بالممر مؤخرًا لبحث تطوير طريقين جديدين للتجارة العابرة، وهما طريق تركمانستان-أوزبكستان، وطريق آخر يربط تركمانستان بإيران. وقال تشانج إن دمج الطريقين الجديدين قد يمد إيران بطوق نجاة اقتصادي ورابط أوثق بالصين، أهم حليف لها من القوى العظمى.

وأشار الباحث إلى أن دمج الطريقين قد يمكّن الصين من توسيع حضورها التجاري ونفوذها في إفريقيا والشرق الأوسط. وقد يساعد الصين أيضًا في التغلب على معضلة ملقا، وتحضير نفسها بطريقة أفضل لحالات الطوارئ المستقبلية، مثل تلك المتعلقة بتايوان أو بحر الصين الجنوبي، في منافستها مع الولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا