مرصد مراكز الأبحاث| صراع قره باغ.. وتهديد «اليونيفيل».. والمناظرات الأمريكية

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث تداعيات التحول الجيوسياسي في جنوب القوقاز على صراع قره باغ، وتهديد حزب الله لقوة اليونيفيل وغيرها.


نفذت أذربيجان عملية عسكرية خاطفة لاستعادة ناجورنو قره باغ، الثلاثاء 19 سبتمبر 2023، ما دفع الانفصاليين الأرمن إلى الاستسلام وتفكيك حكومتهم.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض تداعيات التحول الجيوسياسي في جنوب القوقاز على صراع قرة باغ، وتهديد حزب الله لقوة اليونيفيل بجنوب لبنان، والمرحلة الجديدة للحرب الروسية الأوكرانية، ومناظرات الحزب الجمهوري الأمريكي.

التحول الجيوسياسي في جنوب القوقاز

مرصد مراكز الأبحاث| صراع قره باغ.. وتهديد «اليونيفيل».. والمناظرات الأمريكية

هروب الأرمن من ناجورنو قره باغ

لفت الباحثان بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ماري دومولين وجوستاف جريسل، إلى أن التحولات الجيوسياسية في جنوب القوقاز، المتمثلة في الحرب الروسية الأوكرانية وعواقبها، ودعم تركيا لأذربيجان، وعدم انتباه الاتحاد الأوروبي، خلقت فرصة لباكو كي تستعيد ناجورنو قرة باغ.

لكن الباحثين حذرا من هذه الأوضاع تجعل وقف إطلاق النار الحالي هشًا، مشيرين إلى أن الاتفاقية الحالية تتكون من 3 نقاط، وقف إطلاق النار نفسه، واستسلام قوات قرة باغ ونزع سلاحها، وبحث الوضع المستقبلي للأرمن داخل أذربيجان.

لكن النقطة الأخيرة شائكة بشدة، وفق الباحثين، لأن أذربيجان دولة استبدادية مركزية، ودستورها لا يسمح بالحكم الذاتي لأي مجموعة. وكذلك تطالب باكو بإعادة توطين الأذريين في قرة باغ، في ظل الكراهية بينهم وبين الأرمن.

ورأى الباحثان أنه يجب على الاتحاد الأوروبي زيادة دعمه لأرمينيا، لمساعدتها في التعامل مع تدفق اللاجئين من ناجورنو قرة باغ، واستخدام نفوذه الاقتصادي لإقناع باكو بمناقشة ضمانات حقيقية ومراقبة دولية لوضع الأرمن، واستخدام قمة المجموعة السياسية الأوروبية المقبلة لزيادة الجهود للتوصل إلى اتفاقية سلام بين البلدين.

اقرأ أيضًا| مخاوف أرمينية وطمأنة آذرية.. ما مستقبل صراع قره باغ؟

تهديد الهجرة غير الشرعية في أمريكا

مرصد مراكز الأبحاث| صراع قره باغ.. وتهديد «اليونيفيل».. والمناظرات الأمريكية

الحدود الجنوبية للولايات المتحدة

رأى الباحث في مجال الإرهاب بمجلس العلاقات الخارجية، جايكوب وير، أن عزو الهجمات الإرهابية إلى المهاجرين غير الشرعيين، الذين يعبرون الحدود الجنوبية الأمريكية يتجاهل 3 نقاط مهمة. الأولى هي غياب الأدلة الكافية على أن المهاجرين غير الشرعيين ارتكبوا أعمالًا إرهابية داخل الولايات المتحدة.

والثانية هي أن أبرز الحوادث الإرهابية، التي انطوت على مهاجرين غير شرعيين ارتكبها متطرفون يمينيون كنديون. والنقطة الثالثة هي أن الهجرة تؤدي إلى عنف ذي طبيعة عنصرية، وليست جهادية. وطرح الباحث عدة نماذج للحوادث الإرهابية التي ارتكبها مهاجرون متطرفون، ومن أنصار سيادة البيض.

وخلص وير إلى 3 استنتاجات. أولًا، التهديدات الأكبر ستحاول دخول أمريكا بطريقة قانونية، أو وُلدت بها. وثانيًا، الحدود الشمالية الأمريكية أثبتت أنها مصدر لحوادث العنف ذي الدوافع السياسية، مثل الحدود الجنوبية.

وثالثًا، يجب بذل جهد أوسع لمواجهة تجريد المهاجرين من الإنسانية في الخطاب السياسي الأمريكي، وسن إصلاحات في قانون الهجرة حتى لا تصبح الحدود بؤرة توتر حزبية وسياسية.

اقرأ أيضًا| «الاستبدال الكبير».. النظرية الهامشية تتحول إلى تيار رئيس داخل اليمين المتطرف

تحركات حزب الله تهدد «اليونيفيل»

مرصد مراكز الأبحاث| صراع قره باغ.. وتهديد «اليونيفيل».. والمناظرات الأمريكية

قوات اليونيفيل

قال الباحث غير المقيم بالمجلس الأطلسي، نيكولاس بلانفورد، إن مستوى الجزم غير المسبوق لحزب الله في منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) يشكك في قدرة القوة على حفظ الاستقرار في جنوب لبنان.

ورفع حزب الله نشاطه على طول الخط الأزرق، الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل، ورسخ وجوده العسكري في قلب منطقة عمليات اليونيفيل بقدر واضح. لكنه كان حريصًا على ألا تتجاوز استفزازاته حدًا معينًا، كي لا يُجبر إسرائيل على الرد.

وأشار الباحث إلى أن الهدف الرئيس للجماعة اللبنانية قد يكون تقويض اليونيفيل وإضعافها، حتى تفقد أهميتها أو تحفز مجلس الأمن على البدء في إنهاء مهمتها. وبصفته اللاعب السياسي المهيمن في جنوب لبنان، يمتلك حزب الله النفوذ اللازم لزيادة الضغط على اليونيفيل.

لذلك، تخشى اليونيفيل المواجهة مع حزب الله، وتطلب من الجيش اللبناني تنظيم دوريات مشتركة لزيارة المواقع المرتبطة بالحزب. لكن الجيش اللبناني يواجه مشكلات عديدة بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان، وتسهيل وصول اليونيفيل لمواقع حزب الله يخاطر بإثارة توترات لا داعي لها.

اقرأ أيضًا| «قوة احتلال».. لماذا يصعّد «حزب الله» ضد اليونيفيل؟

عضوية بريكس وسياسة إيران الخارجية

مرصد مراكز الأبحاث| صراع قره باغ.. وتهديد «اليونيفيل».. والمناظرات الأمريكية

انضمام إيران إلى بريكس

رأى الباحث غير المقيم بمعهد الشرق الأوسط، محمود سريع القلم، أن هوية إيران السياسية المتناقضة مع العالم الغربي تعكس المخاوف الأمنية التي تتماشى مع اعتبارات موسكو وبكين، بأن الاندماج السياسي مع الغرب يقوض قبضة الدولة على المجتمع.

وحسب الباحث، تشكلت مجموعة بريكس، مثل منظمة شنجهاي للتعاون، بدوافع سياسية صينية وروسية، لاستعراض القوة خارج النفوذ العالمي للولايات المتحدة، لكنها تفتقر للانسجام الداخلي ووحدة الهدف. وكذلك فإن أعضائها، باستثناء روسيا، لديهم علاقات متبادلة عميقة مع واشنطن، ولا يمكنهم زعزعة النظام العالمي، الذي تقوده الأخيرة.

وأشار سريع القلم إلى أن عضوية طهران في بريكس وشنجهاي للتعاون تشدد على رغبتها في الاندماج السياسي، لكن هذا لن يغير مشكلات إيران الاقتصادية، لأن العقوبات الأمريكية تفرض قيودًا هائلة على تعاملاتها مع الدول الأخرى.

وما لم تقرر طهران إجراء تحول في السياسية الخارجية، ستستمر مشكلاتها الحالية. ومن دون علاقات طبيعية مع الغرب، فإن عضوية إيران في بريكس لن تحقق منافع في صورة تجارة، أو استثمارات أجنبية مباشرة، أو معدلات نمو اقتصادي أعلى، أو نقل التكنولوجيا.

اقرأ أيضًا| شنغهاي نموذجًا.. تقرير: انضمام إيران لـ«بريكس» لن يفيدها

الحرب الروسية الأوكرانية تدخل مرحلة جديدة

مرصد مراكز الأبحاث| صراع قره باغ.. وتهديد «اليونيفيل».. والمناظرات الأمريكية

استهداف الأسطول الروسي في البحر الأسود

في تحليل نشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أشار الباحث في شؤون القوات البحرية والأمن البحري، نيك تشايلدز، إلى أن البحر الأسود والمجال البحري الأوسع أصبحا أساسيين لروسيا وأوكرانيا، في معركتهما لتقويض قوة إحداهما الأخرى وكسب أفضلية استراتيجية.

ووفق الباحث، بدأت روسيا مرحلة جديدة في الحرب البحرية بانسحابها من اتفاق الحبوب، يوليو الماضي، وتهديدها بمهاجمة السفن التجارية، وضربها ميناءً أوكرانيًّا ومرافق تخزين. لكنها لم تستطيع فرض حصار كامل على أوكرانيا.

ومن جهتها، ردت أوكرانيا بالتحذير من الشحن من وإلى الموانئ الروسية، ونفذت هجومًا ناجحًا، مطلع أغسطس، باستخدام سفن السطح غير المأهولة. ولفت تشايلدز إلى أن الوتيرة التي طورّت بها أوكرانيا قدرتها على استخدام وسائل متعددة لإحراج روسيا كانت مذهلة. واستطاعت كييف إصابة الكثير من الأهداف الروسية.

وإذا تسبب الشتاء في إبطاء زخم العمليات البرية، قد يصبح البحر الأسود جناحًا استراتيجيًا للجانبين، للحفاظ على زخم عملياتهما وقد تحتاج موسكو إلى إعادة تقييم المخاطر، التي تستعد لاتخاذها بقواتها البحرية للضغط على أوكرانيا.

اقرأ أيضًا| ما أبعاد حرب الموانئ بين روسيا وأوكرانيا؟ خبير استراتيجي يوضح لـ«رؤية»

ماذا كشفت مناظرات الحزب الجمهوري الأمريكي؟

مرصد مراكز الأبحاث| صراع قره باغ.. وتهديد «اليونيفيل».. والمناظرات الأمريكية

مناظرة بين مرشحي الحزب الجمهوري

وفق مديرة برنامج الولايات المتحدة والأمريكتين بمؤسسة تشاتام هاوس، ليزلي فينجاموري، ستكون انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 بمثابة إعادة لانتخابات 2020، في ظل تصدر الرئيس الحالي، جو بايدن، وسلفه، دونالد ترامب، لاستطلاعات الرأي. لكنها ستختبر فرضية وجود توافق بين الحزبين في السياسة الخارجية.

ولفتت فينجاموري إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين يتبنون آراء مختلفة في قضايا مهمة. وفي ما يتعلق بالصين، فإن سياسة إدارة بايدن هي الاستثمار في الولايات المتحدة، والتوافق مع الحلفاء، والتنافس مع الخصم الاستراتيجي لأمريكا. وفي حين يختلف الجمهوريون مع العنصرين الأول والثاني، فإنهم يتفقون مع العنصر الثالث.

وبالنسبة للمناخ، كشفت مناظرتا الحزب الجمهوري عن مجموعة من المرشحين الذين إما يرفضون أجندة المناخ، أو لا يعتبرونها أولوية. وفي ما يتعلق بأوروبا، فإن مستقبل السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا يشكل مصدر القلق الأكبر.

وحذرت فينجاموري من أن إرث ترامب المثير للانقسام لا يزال يلقي بظلاله على جميع المرشحين، واستمرار الانقسام في السياسة الداخلية، يعني أن الضبابية الحالية في السياسة الخارجية الأمريكية ستزداد سوءًا.

اقرأ أيضًا| المناظرة الثانية للحزب الجمهوري.. الرابحون والخاسرون

ربما يعجبك أيضا