مسؤولة أمريكية تزور النيجر.. والمجلس العسكري يرفض طلباتها

آية سيد
مسؤولة أمريكية تزور النيجر.. والمجلس العسكري يرفض طلباتها

وصفت القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي المحادثات مع قادة انقلاب النيجر بأنها كانت "صريحة بشدة وصعبة في بعض الأحيان".


سافرت دبلوماسية أمريكية رفيعة المستوى إلى عاصمة النيجر،  أمس الاثنين 7 أغسطس 2023، لمقابلة قادة الانقلاب العسكري هناك.

ووصفت القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند، المحادثات بأنها كانت “صريحة وصعبة”، حسب ما أوردته عنها وكالة أسوشيتد برس، اليوم الثلاثاء 8 أغسطس 2023.

الاجتماع بقادة الانقلاب                        

تحدثت نولاند مع بعض قيادات الانقلاب العسكري في النيجر، التي كانت شريكًا حيويًّا للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. ووفق أسوشيتد برس، التقت بالجنرال موسى سالاو بارمو، وهو أحد الضباط الذين دربتهم الولايات المتحدة، و3 ضباط آخرين متورطين في الانقلاب.

وأخبرت نولاند الصحفيين أن الضباط كانوا “حازمين بشأن الطريقة التي يريدون المضي بها قدمًا، التي لا تدعم دستور النيجر”، واصفةً المحادثات بأنها كانت “صريحة بشدة وصعبة في بعض الأحيان”.

عدم استجابة

القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند

القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند

وصفت المسؤولة الأمريكية قادة الانقلاب بأنهم “غير مستجيبين” للضغط الأمريكي لإعادة البلاد إلى الحكم المدني. وقالت إنها أوضحت لقادة المجلس العسكري “أنواع الدعم التي سنضطر قانونيًّا إلى قطعها في حالة عدم استعادة الديمقراطية”.

وحسب أسوشيتد برس، إذا حددت الولايات المتحدة أنه جرى إسقاط حكومة منتخبة ديمقراطيًّا بطرق غير دستورية، يقتضي القانون الفيدرالي قطع معظم المساعدات الأمريكية، خاصة العسكرية.

اقرأ أيضًا| انقلاب النيجر يكشف فشل سياسة الغرب في الساحل الإفريقي

تعليق المساعدات

منذ حدوث الانقلاب في 26 يوليو الماضي، علقت الولايات المتحدة مساعدات بأكثر من 100 مليون دولار في مجالات التنمية، والأمن، وإنفاذ القانون. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن المزيد من المساعدات على المحك، إذا لم يعد المجلس العسكري السلطة للحكومة المنتخبة ديمقراطيًّا.

ووفق ما أفادت به صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، يوجد قرابة  1100 من القوات الأمريكية في النيجر في مهمة تعاون أمني جرى تعليقها مؤقتًا، لكنهم يبقون هناك.

طلبان مرفوضان

قالت نولاند إن قادة الانقلاب رفضوا طلبها لمقابلة الرئيس المعزول، محمد بازوم، الذي وصفته بأنه “قيد الإقامة الجبرية”. وحسب أسوشيتد برس، قالت المسؤولة الأمريكية إنها أعرب عن قلق الولايات المتحدة بشأن سلامة الرئيس بازوم، المحتجز مع زوجته وابنه.

وأوردت صحيفة الجارديان البريطانية أن المجلس العسكري لم يستجب كذلك لطلب نولاند بمقابلة قائد الانقلاب، الجنرال عبدالرحمن تياني. وحسب ما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز، قالت نولاند: “لم نُمنح الفرصة لرؤية تياني، الذي أعلن نفسه رئيسًا للبلاد”.

الاستعانة بفاجنر

مسؤولة أمريكية تزور النيجر.. والمجلس العسكري يرفض طلباتها

مجموعة فاجنر الروسية

تواترت أنباء عن أن المجلس العسكري في النيجر طلب المساعدة من مجموعة فاجنر العسكرية الروسية. وفي هذا الشأن، أشارت نولاند إلى أن قادة الانقلاب لم يبدوا متقبلين للترحيب بمرتزقة فاجنر في البلاد، كما حدث مع العديد من دول غرب إفريقيا المجاورة، وفق ما نقلت أسوشيتد برس.

وقالت المسؤولة الأمريكية: “سأقول إنني راودني شعور من اجتماعاتي بأن الذين اتخذوا هذا الإجراء هنا يفهمون جيدًا المخاطر التي تشكلها دعوة فاجنر على سيادتهم”.

اقرأ أيضًا| المجلس العسكري بالنيجر يستنجد بـ«فاجنر».. هل اقترب التدخل الأجنبي؟

رفض التراجع

حسب الجارديان، يبدو أن قادة الانقلاب في النيجر غير مستعدين للتراجع، بالرغم من الضغوط الدولية. ومساء أول أمس، الأحد، أغلقوا المجال الجوي للنيجر حتى إشعار آخر، بسبب تهديد بالتدخل العسكري.

وأشار متحدث باسم المجلس العسكري، في بيان متلفز، إلى النشر المسبق للقوات في دولتين بوسط إفريقيا استعدادًا للتدخل، لكن لم يوضح تفاصيل. وقال: “القوات المسلحة النيجرية وجميع قواتنا الدفاعية والأمنية، مدعومة بدعم شعبنا الثابت، مستعدة للدفاع عن وحدة أراضينا”.

التدخل العسكري

منحت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) المجلس العسكري في النيجر مهلة أسبوع، انتهت أول أمس الأحد، لإعادة الرئيس بازوم إلى السلطة. واتفق المسؤولون الدفاعيون لإيكواس على خطة العمل العسكري المحتمل، في حالة عدم استجابة الانقلابيين.

ووفق الجارديان، قال المتحدث باسم إيكواس، أمس الاثنين، إن المجموعة ستعقد قمة استثنائية، الخميس المقبل، لبحث الوضع في النيجر، في مقر المنظمة بأبوجا، عاصمة نيجيريا. وانقسمت إيكواس، بسبب دعم المجالس العسكرية في مالي وبوركينا فاسو لقادة الانقلاب في النيجر، وتعهدهم بالدفاع عنها إذا لزم الأمر.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الانقلاب، وهو السابع الذي تشهده منطقة غرب ووسط إفريقيا خلال 3 سنوات، عصف بمنطقة الساحل، التي تُعد واحدة من أفقر مناطق العالم. ونظرًا لامتلاكها وفرة من اليورانيوم والنفط، ودورها المحوري في مكافحة الإرهاب، تحظى النيجر بأهمية كبرى للولايات المتحدة، وأوروبا، والصين، وروسيا.

اقرأ أيضًا| فيديو| النيجر والكعكة الصفراء.. تفاصيل الصراع الخفي بين روسيا وفرنسا

ربما يعجبك أيضا