مسؤولون في القدس: معركة الدفاع عن “الأقصى” لم تنتهِ بعد

محمود سعيد

رؤية

القدس المحتلة – قال مسؤولون في مدينة القدس الشرقية، إن الانتصار الذي حققه الفلسطينيون في المدينة، بإزالة البوابات الإلكترونية والجسور والممرات المعدنية من مداخل المسجد الأقصى ليست نهاية الأمر.

وحذروا من استمرار المستوطنين الإسرائيليين في اقتحام المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، واستمرار سيطرة إسرائيل على مفتاح هذا الباب، ومن “الممارسات الانتقامية ضد حراس المسجد والمواطنين المقدسيين”.

وقال الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، في مؤتمر صحفي في القدس اليوم: ” معركتنا مع الإسرائيليين لم تنتهِ، فهناك رواسب قديمة سابقة لا بد من معالجتها، مثل تحديد إسرائيل لأعمار المصلين المسموح لهم بالصلاة أيام الجمع، ومثل الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين من جهة باب المغاربة والاستيلاء على مفتاح باب المغاربة وسياسة الإبعاد”.

وأضاف: ” هذه تراكمات سابقة لا بد من معالجتها مع الأيام”.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد منعت من هم دون الـ 50 عاما من دخول المسجد الأقصى، لأداء صلاة الجمعة، الأسبوع الماضي.
من جهته قال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، خلال المؤتمر: ” بحمد الله فشلت البوابات وستفشل أي مخططات تستهدف المسجد الأقصى ولذلك نحن في مرحلة جديدة في أن نستكمل ما وصلنا إليه في أن تكون هذه الأعداد التي تصل إلى المسجد الأقصى للصلاة، ليس فقط في أيام محددة وانما بشكل دائم”.

وأضاف الشيخ الكسواني: ” النصر جزئي لأن الاحتلال لم يزل عن القدس ولا المسجد الأقصى، ولكن هذه المرحلة وحدت الشعب الفلسطيني بكل أطيافه من أقصى فلسطين إلى أقصاها على كلمة واحدة بأن المسجد الأقصى هو عقيدة، ولن نسمح للاحتلال بخدش عقيدتنا والهيمنة على مسجدنا “.

أما المهندس محمد نسيبة، عضو مجلس الأوقاف والهيئة الإسلامية العليا، فقال إن محاولات إسرائيل للسيطرة على المسجد، بدأت مباشرة بعد حرب 1967 عندما استلموا مفاتيح الحرم القدسي الشريف واحتفظوا بمفتاح باب المغاربة ورفضوا إعادته لنا مع أننا كنا وفي كل جلسة تتاح لنا معهم نطالب بالمفتاح وحتى اليوم، والآن تيقنا أن عملية الاحتفاظ بمفتاح باب المغاربة كان لأهداف مبيتة “.
وكان نسيبة يشير إلى اقتحامات المستوطنين تحت حراسة الشرطة للمسجد، من خلال باب المغاربة، والتي تتم في الوقت الحالي يوميا عدا يومي الجمعة والسبت.

واضاف نسيبة: ” هذا الموضوع يجب أن يُحسم نهائيا، أولا اعادة مفتاح باب المغاربة إلى الأوقاف الإسلامية، وثانيا أن يُمنع المستوطنون من الدخول اذا استمروا بما يقومون به حاليا، وأعرف أن هذا الأمر لن يكون سهلا، ولكنه مهم جدا اذا ما أردنا أن تستمر سيطرتنا على الحرم القدسي الشريف”.

بدوره قال أحمد الرويضي، ممثل منظمة التعاون الإسلامي في فلسطين، إن المنظمة تحركت منذ بداية الأزمة الأخيرة، حيث أصدره الأمين العام بيانا، وأجرت اتصالات مع أطراف دولية مختلفة حول “مخاطر ما يقوم به الاحتلال في المسجد الأقصى والأثر المترتب على هذه الاعتداءات وضرورة المحافظة على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى”.
من جهته قال الشيخ ناجح بكيرات، المدير السابق للمسجد الأقصى، إن على الدول العربية والإسلامية أن تُبقى موضوع المسجد الأقصى “حاضرا لحظة بلحظة”.

وأضاف بكيرات الذي يشغل حاليا منصب رئيس “أكاديمية الأقصى للوقف والتراث: ” المحور الإنساني مهم جدا فنحن انتصرنا في إنجاز ولكن هناك الآن الانتقام من الإنسان المقدسي بالاعتقال والابعاد والمنع، ويجب أن يفهم العالم كله أن الإنسان المقدسي يتعرض إلى هجمة انتقامية خطيرة جدا، وايضا الاقتحامات للمسجد الأقصى”.

وتابع بكيرات وفقا لـ”الأناضول”: ” بالتالي فان هناك معركة ما بين الإنسان الفلسطيني وبين الانسان الوافد، واعتقد أن هذه المعركة ستطول وتتطور في داخل المدينة ومحيط المسجد الأقصى”.

وكانت القدس قد شهدت أزمة، خلال النصف الأخير من الشهر الماضي، بدأت حينما قررت إسرائيل تركيب بوابات فحص إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، وهو ما قوبل برفض فلسطيني قوي، أعقبه قرار برفض دخول المسجد، وأداء الصلوات في الشوارع.
وعاد الهدوء النسبي للقدس بعد أن قررت الحكومة رفع البوابات، وكافة الإجراءات الأخرى التي فرضتها على مداخل المسجد. 

ربما يعجبك أيضا