معضلة الشمال.. جنوب لبنان أمام فوهة المدافع الإسرائيلية

تصاعد احتمالية الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان

يوسف بنده

تسعى إسرائيل إلى إعادة سكان المستوطنات الشمالية المطلة على جنوب لبنان، في ظل الأزمات الاقتصادية التي تضغط على تل أبيب منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.


لا يزال احتمال اشتعال حرب على الجبهة الشمالية أمرًا ممكنًا في ظل الإصرار الإسرائيلي على استمرارية التصعيد والتوتر في المنطقة.

فقد هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس الأربعاء 24 أبريل، خلال زيارته لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بأن الفترة المقبلة ستكون حاسمة على مستوى العمليات فيما يخص جبهة جنوب لبنان، حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله القصف منذ 8 أكتوبر 2023.

اقرأ أيضًا: في إطار سياسة المُقايضة.. إيران تتقارب مع سريلانكا

نقطة نزوح أنشأتها سلطات الإحتلال للمستوطنين الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات الشمال على الحدود مع لبنان

نقطة نزوح أنشأتها سلطات الإحتلال للمستوطنين الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات الشمال على الحدود مع لبنان

معضلة الشمال

تسعى إسرائيل إلى إعادة سكان المستوطنات الشمالية المطلة على جنوب لبنان، في ظل الأزمات الاقتصادية التي تضغط على تل أبيب منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.

لذلك، يقوم الجيش الإسرائيلي بتوسيع عملياته في منطقة جنوب لبنان، بما يضغط على حزب الله ويدفع إلى تهجير سكان الجنوب، بما يحقق معادلة سكان الشمال في في مقابل سكان الجنوب.

فقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي، وهو ينظر إلى خريطة للبنان: “انتشرت قوات كثيرة عند الحدود، ويقوم الجيش حالياً بعمليات هجومية على جنوب لبنان كله… نحن نتعامل مع عدة بدائل ليتمكن سكان الشمال من العودة”.

اقرأ أيضًاحان وقت الدبلوماسية.. طهران عين على المفاوضات النووية ويد على الزناد

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه

وزير الخارجية الفرنسية، ستيفان سيجورنيه

تحركات لوأد الحرب

تضغط إسرائيل على لبنان لتفعيل القرار الأممي 1701 الذي ينص على إبعاد قوات النخبة التابعة للحزب عن الحدود الشمالية للأراضي المحتلة. ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يسعى لتحقيق أي انتصار في ظل الحرب التي لا تنتهي في غزة، وذلك بإعادة السكان من المخيمات إلى مستوطناتهم الشمالية، بشكل قد يدفع الجيش الإسرائيلي إلى احتلال القرى الحدودية من المدن الجنوبية بذريعة القضاء على أنفاق حزب الله اللبناني.

اقرأ أيضًاإبعاد حزب الله عن الجنوب.. البحث عن صفقة بين واشنطن وطهران

وقد كشفت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس الأربعاء، أن وزير الخارجية الفرنسية، ستيفان سيجورنيه، يقوم بجولة إقليمية تشمل لبنان والسعودية وإسرائيل، بداية من السبت المقبل 27 أبريل، وهدفها التأكيد على أهمية تجنب الحرب مع اسرائيل لما سيكون لذلك من تبعات واضرار كبيرة على لبنان.

ويصر حزب الله اللبناني، على أنه لا نقاش حول الوضع في الجنوب وتفعيل أية قرارات أممية وكذلك ما تم طرحه من قبل حول ترسيم الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة، إلا قبل انتهاء الحرب في غزة.

حزب الله

حزب الله

رفح-جنوب لبنان

يبدو أن قادة إسرائيل يختبئون في الحرب خشية من ملاحقة المحاكمات الداخلية والخارجية، وهو ما يدفعهم إلى الاستمرار في توسيع جبهات الحرب.

فقد قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أمس الأربعاء، إن إسرائيل ماضية في شن هجوم يستهدف حركة حماس الفلسطينية في رفح، المدينة الوحيدة في قطاع غزة التي لم تجتاحها إسرائيل بريًا، وهو ما ترفضه قوى إقليمية وتحذر من اتساع دائرة الحرب.

اقرأ أيضًافي أوقات عصيبة.. تلميحات من «الذرية الدولية» وطهران بشأن السلاح النووي

وتلاحق مجازر إسرائيل بحق الفلسطينيين قادتها، خاصة أن مجلس الأمن قد أصدر قرار بوقف إطلاق النار فورًا، وكذلك هناك مطالب دولية بالتحقيق حول المقابر الجماعية في غزة.

وهذا ما دفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أمس الأربعاء، لبحث إمكانية صدور مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، حسبما كشفت قناة “13” العبرية.

ربما يعجبك أيضا