الشتاء يقترب.. هل الإصابة بالإنفلونزا والكورونا معًا ممكنة؟

ياسمين سعد

حذر مسؤولون من وكالة الأمن الصحي البريطانية من انتشار فيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا بين الناس مع بدء فصل الشتاء، مشيرين إلى أنه قد ينتج وباء مزدوج يندمج فيه الفيروسان مع بعض، فهل هذا ممكن؟ طبيب يجيب.


مع تزايد وتيرة التغيرات المناخية ودخول فصل الشتاء، يستعد العديد من الأشخاص بأنحاء العالم للحصول على لقاحات آمنة ضد فيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا.

وحذرت وكالة الأمن الصحي البريطانية من خطر إصابة بعض الأشخاص بفيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا معًا، وهو ما أطلقت عليه الفيروس المزدوج.. فهل يمكن أن يصاب الشخص بكورونا والإنفلونزا معًا؟ وهل نحن بصدد مواجهة فيروسات جديدة خلال الشتاء المقبل قد تكون قاتلة؟

الوباء المزدوج

استشاري أمراض الصدر والحساسية وكبير أطباء الصدر بوزارة الصحة، الدكتور رضا إبراهيم، نفى لشبكة “رؤية” الإخبارية إمكانية اندماج فيروس كورونا في فيروس الإنفلونزا وتكوين فيروس جديد قاتل، موضحًا أن دمج الفيروسين معًا احتمال بعيد، نظرًا إلى أن فيروس كورونا له متحوراته الخاصة، وكذلك الإنفلونزا.

وأضاف إبراهيم: “يتغير فيروس الإنفلونزا سنويًّا كما يتغير كورونا، ولذلك من المستبعد اندماجهما، ولكن من الممكن أن يصاب بهما الشخص معًا، والأعراض تتشابه، ولذلك علاجهما تقريبًا نفس العلاج، ويصاب بهما الجميع، خاصة في الشتاء، فلا يوجد فارق كبير بينهما أو أي خطر منهما إلا على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فكورونا يؤثر بمضاعفاته في كبار السن أكثر من الإنفلونزا، وهذا هو الفارق الوحيد”.

فيروس كورونا

فيروس كورونا

 التحصن من الفيروسات

عن التوقعات بأن العالم سيعيش شتاءً قاسيًا هذا العام، قال إبراهيم إن متحور فيروس كورونا الذي يسمى أوميكرون يعد في أضعف حالاته حاليًّا، مشيرًا إلى أن نسبة الحالات التي كانت تستقبلها المستشفيات قلت لتصبح ما يقرب من 10 إلى 20% فقط من الحالات التي كانت تستقبلها في بداية انتشار الجائحة.

وأوضح استشاري أمراض الصدر والحساسية أن الخوف يكمن في انتشار فيروس كورونا والإنفلونزا في الشتاء بدرجة أكبر بسبب التغيرات المناخية التي من الممكن أن تجعل الجو شديد البرودة، قائلًا: “ننصح المواطنين بالحصول على لقاح الإنفلونزا في هذه الفترة من المصدر المعتمد من مركز المصل واللقاح”.

إصابات طوال العام

أما عن توقعاته لنسبة الإصابات بفيروس كورونا خلال العام الحالي فقال إبراهيم: “من المهم الحصول على لقاح فيروس كورونا، لأنه يقي من الإصابة، فما نشاهده الآن من تراجع للحالات سببه الحصول على اللقاح، لأنه يحمي من الإصابة حتى ولو ظهر متحور جديد، هذا بالإضافة إلى تعرضنا جميعًا لمناعة القطيع، وهي ما ساعدت كثيرًا في قلة أعداد الإصابات التي نشهدها حاليًّا”.

ومن ناحية أخرى، يشعر العديد من الأشخاص بالإصابة بالإنفلونزا طوال العالم، ولكن نفى إبراهيم وجود أي زيادة في عدد حالات الإصابة، مشيرًا إلى أن نسبة من يتردد على المستشفيات بسبب الإصابة بالإنفلونزا ما زالت كما هي دون تغير، سواء صيفًا أو شتاءً، ولكنه نصح الجميع بالحذر من التقاط فيروس الإنفلونزا بسبب برودة فصل الشتاء المقبل.

فيروس كورونا المستجد أرشيفية

فيروس كورونا

تحذيرات من زيادة نسبة تجلط الدم

شدد إبراهيم على عدم انتهاء جائحة فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، بنهاية الجائحة خاطئة كليًّا، والدليل هو تصريحات منظمة الصحة العالمية التي أكدت وفاة 400 مواطن أمريكي يوميًّا بسبب الجائحة، ما يدل على أن تداعياتها ما زالت خطيرة، مؤكدًا أن عدد الحالات المصابة لن تكون أبدًا صفرية، ولكن من الممكن أن يصبح الفيروس موسميًّا مثل الإنفلونزا.

وأوضح إبراهيم وجود فارق مهم بين الإصابة بفيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا، وهو تأثير الأخير في تجلط الدم، فهذا ما لاحظه الأطباء بعد فترة من انتشار الإصابات عندما أصيب العشرات بتجلط الرئة، ولذلك أصبح تحليل الدي دايمر الذي يوضح معامل التجلط من التحاليل الأساسية خلال متابعة أي حالة مصابة بفيروس كورونا.

نصائح لتقوية المناعة

يقول إبراهيم: “الإنفلونزا لا تصيب المريض بمضاعفات بعد الشفاء منها على عكس فيروس كورونا، فيوجد أشخاص يعالجون من متلازمة ما بعد الكورونا منذ بدء الجائجة وحتى الآن، نتيجة إصابتهم بحساسية الصدر بعد الشفاء من الفيروس، ولذلك يجب الحذر من الإصابة منه مهما خفت أعراضه”.

ونصح إبراهيم بضرورة تقوية المناعة، موضحًا ضرورة تناول الفاكهة والخضراوات قائلًا: “كل ما هو أخضر فعال، مثل البامية والملوخية والبسلة، ومن الضروري تناول العسل يوميًّا، والبعد عن الإجهاد البدني والنفسي، وكلما كانت ألوان طبق السلطة مختلفة احتوت على الفيتامينات، مثل تناول الفلفل والجزر والجرجير والبقدونس والطماطم والخيار”.

 

 

ربما يعجبك أيضا