مع غياب شي وبوتين.. ماذا يريد بايدن من قمة الـ20؟

محمد النحاس
الرئيس الأمريكي جو بايدن

في ظل غياب شي وبوتين عن قمة نيودلهي، سيكون أمام الرئيس الأمريكي فرصة لإقناع قادة العالم الآخرين بضرورة التآزر مع بلاده.


يحضر الرئيس الأمريكي، جو بايدن اجتماع قمة مجموعة الـ20 في نيودلهي، في غياب نظيريه، الصيني شي جين بينج، والروسي فلاديمير بوتين.

وتسعى واشنطن لتقديم نفسها كثقل استراتيجي واقتصادي في التصدي لنفوذي بكين وموسكو، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن بايدن سيقدم وعدًا بدعم مؤسسات التمويل الدولية لمساعدة الدول النامية في مجالات تغير المناخ، والأمن الغذائي والبنى التحتية.

محاولة لمواجهة نفوذ الصين

وفق نيويورك تايمز، تأتي هذه المباردة كرد فعل بقيادة أمريكية على مشروع الحزام والطريق الصيني، الذي يقدم قروضًا للدول الفقيرة لبناء الموانئ وخطوط السكك الحديدية وشبكات الاتصالات والبنية التحتية اللازمة، وهو المشروع الذي قاد لتوسيع نفوذ بكين في العالم على مدار السنوات الماضية، وفي مناطق عادةً لم يكن لها فيها دور يذكر.

وجاءت خطة الرئيس الأمريكي كمحاولة لتقديم بديل أمام نفوذ بكين الآخذ في التزايد يومًا بعد آخر، كمقرض “منتشر في الأرجاء كافة، ولا يرحم في كثير من الأحيان” على حد وصف تقرير الصيحفة الأمريكية المنشور أمس الجمعة 8 سبتمبر 2023.

غياب بوتين وشي‌

في ظل غياب شي وبوتين عن قمة نيودلهي، التي تنعقد يوم السبت والأحد، سيكون أمام بايدن فرصة لإقناع قادة العالم الآخرين بضرورة التآزر مع الولايات المتحدة، على عدة أصعدة، كرفض سلوك الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإدانة موقف روسيا في الحرب الأوكرانية.

علاوةً على مواجهة بكين وموسكو، يخطط الرئيس الأمريكي لاستغلال الرحلة لتعزيز صلاته مع رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، الذي بدا حرصه على نجاح القمة جليًّا، بإعلان الحكومة عطلة وطنية مدتها 3 أيام بمناسبة القمة، ما أدى إلى إغلاق العديد من الشركات والمطاعم، وزيادة عناصر الأمن في جميع أنحاء العاصمة.

الحرب في أوكرانيا

من المقرر أن يلتقي بايدن، الذي استضاف مودي في واشنطن، يونيو الماضي، برئيس الوزراء الهندي، مساء الجمعة، ويعقد أيضًا اجتماعات مع زعماء آخرين، يوم السبت، لمناقشة مجموعة من التهديدات المشتركة، بما في ذلك التكنولوجيا وتغير المناخ، وسيزور نصبًا تذكاريًّا لغاندي، يوم الأحد، قبل أن ينطلق إلى فيتنام.

وحسب تقرير نيويورك تايمز، يرى مسؤلون في الهند أن أي موقف تجاه الحرب في أوكرانيا، يجب أن يتضمن وجهات نظر الصين وروسيا، وهو نهج تصفه الصحيفة بـ “التصالحي” أمام الموقف “الأكثر عدوانية”، الذي تتبناه الدول الغربية.

من يمثل الصين وروسيا؟

مع غياب الرئيسان الروسي والصيني، سيمثل موسكو وزير خارجيتها، سيرجى لافروف، ويمثل بكين رئيس مجلس الدولة، لي تشيانج.

وشدد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي، هذا الأسبوع، على أن “الحرب غير الشرعية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، كان لها عواقب اجتماعية واقتصادية وخيمة”، وأن “أفقر بلدان العالم هي من تتحمل تبعات ذلك”، مشيرًا إلى أن الرئيس بايدن “سيجدد عزم الولايات المتحدة مواصلة دعم أوكرانيا”.

توسيع التمويل العالمي

حسب تصريح سوليفان، سيقضي الرئيس الأمريكي معظم وقته في نيودلهي لحث الزعماء الآخرين على دعم بنوك التنمية الدولية، بما في ذلك البنك وصندوق النقد الدوليين، لتسهيل حصول الدول الفقيرة على القروض.

وطلب البيت الأبيض، الشهر الماضي، من الكونجرس 3.3 مليار دولار لتوسيع “التمويل المرتبط بالتنمية” عن طريق البنك الدولي. وقالت وزيرة الخزانة، جانيت يلين، إن هذه موارد إضافية حاسمة للحد من الفقر وتعزيز الأمن الصحي العالمي ومكافحة تغير المناخ”.

ومن المقرر أن يسافر بايدن يوم الأحد إلى العاسمة الفيتنامية هانوي، في زيارة تهدف إلى تعزيز دور الولايات المتحدة كـ”حليف موثوق” في منطقة الهندوباسفيك، التي تشهد توترًا متزايدًا مع بكين.

اقرأ أيضًا| أمريكا تجري مباحثات مع دول عربية بشأن اتفاق محتمل للبنية التحتية

اقرأ أيضًا| قمة العشرين.. الحاضرون والغائبون وأبرز القضايا المطروحة

ربما يعجبك أيضا