مفتي مصر: تجديد الخطاب الديني بات ضرورة حياتية وحتمية حضارية في هذا العصر

شوقي علام: الإسلام لا يعرف الخصومة أو الصدام مع التجارب العلمية ولا البحث العلمي

بسام عباس
مفتي مصر في ندوة بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن الخطاب الديني له دور كبير في تشكيل الوعي على المستوى الفردي والجماعي، مشيرًا إلى أن بناء الوعي مسئولية مشتركة بين جميع المؤسسات، وفي مقدمتها المؤسسات الدينية.

وأضاف أن دار الإفتاء المصرية شاركت في قضية بناء الوعي بالتوعية بخطورة الزيادة السكانية والزواج المبكر، وكذلك بناء الوعي بخطورة الإسراف في الموارد، والتلوث البيئي، وخطورة التطرف والتشدد وغيرها.

ضرورة حياتية

أوضح مفتي الديار المصرية أن تجديد الخطاب الديني أصبح ضرورة حياتية وحتمية حضارية في هذا العصر؛ نتيجة لما يمر به عالمنا العربي والإسلامي من شيوع تطرف ديني أو طائفي يرتكز على أفكار تخنق الإبداع، وتحد من حرية الفكر والتعبير، فضلًا عن تسارع الأحداث والتطورات التكنولوجية.

جاء ذلك خلال ندوة بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا بمدينة برج العرب الجديدة، عقدت أمس الثلاثاء 21 مايو 2024، تحت عنوان “تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لدي الشباب” برعاية رئيس الجامعة أ.د. عمرو عدلي وبحضور السة نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات، وبحضور لافت وكبير لطلاب الجامعة.

وشدد، خلال الندوة والتي أدارها الإعلامي مصطفي المنشاوي، منسق الجامعة للشئون الإعلامية، على أن تجديد الخطاب الديني لا يعني تغييرَ ثوابتِ الدينِ أو العقيدة، ولا العبثَ بالأحكام الشرعية، وإنما هو تصحيحُ المفاهيمِ الشرعيةِ، وبيانُ قواعد الفهمِ الصحيحِ للدينِ مع مراعاةِ المتغيراتِ.

ندوة تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب

ندوة تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب

احترام الشباب

أكد  علام أن الإسلام نظر إلى فئة الشباب بعين التقدير والاحترام، وعقَد عليهم آمالًا كبيرة في بناء المجتمعات وصناعة الحضارات، لأن مرحلة الشباب هي مرحلة الطاقة والحيوية والقوة والتأثير، فالطريق الحقيقي والفعال للحفاظ على الشباب والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم هو تنمية الوعي لديهم.

وأضاف أن الدوافع والرغبات الكامنة في عقولهم ونفوسهم ينبغي أن تكون متوجهةً في المقام الأول إلى السعي الواعي، والعلم النافع، والبناء المستمر، محذرًا من غياب الوعي باعتباره سلاحٌ خطير يستخدمه المتطرفون والإرهابيون، فيستهدفون فئة الشباب ويعملون على تغييب وعيهم، وحشو عقولهم بالأفكار العدائية للمجتمع، ويستخدمونهم كمِعوَلٍ لهدم أساس الأمة.

 رئيس الجامعة المصرية اليابانية يهدي مفتي مصر درع الجامعة

رئيس الجامعة المصرية اليابانية يهدي مفتي مصر درع الجامعة

أهمية الأخلاق

شدد مفتي مصر على ضرورة وجود عوامل بناء الوعي الصحيح لدى الشباب ومنها التثبُّت، والتمسك بالوسطية ونبذ التطرف والانحلال، وكذلك التحلي بالأخلاق، إذ توجد جملة من القيم والمُثل والقواعد والمعايير الأخلاقية مطبوعة داخل كلِّ إنسان، تمثِّل سلطة ذاتية داخلية تمكِّنُه من مراجعة تصرفاته وسلوكياته قبل صدورها وبعد وقوعها، وهو ما يعرف بـ “الضمير”.

وأشار إلى أن طريق الإنسان في المحافظة على حياة ضميره، وطهارة فطرته يحصل من مراقبة الله تعالى في جميع الأحوال، والأقوال، والأفعال، وكذلك القلب الذي يحوي جملةً من المعاني الخفية، ليست ظاهرة أمام الناس، هي أساس المعاملة القائمة على الأخلاق، لافتًا إلى أن الإسلام ركز على أهمية الأخلاق، وهي مرتبة الإحسان التي ذكرها المصطفى في حديث سيدنا جبريل معه.

جانب من الندوة

جانب من الندوة

وأضاف أن الشرع الشريف لا يعرف الخصومة أو الصدام مع التجارب العلمية ولا البحث العلمي ولا يوجد سقف لهذا البحث ما دام لا يتعارض الأمر مع الشرع الشريف، فالدين ينطلق من عقل منضبط، ومن يطالع جهود علماء المسلمين في مختلف العلوم الدنيوية يدرك ذلك واضحًا جليًّا.

ربما يعجبك أيضا