ملهمات عربيات «٢٩»| هدى بركات.. الكتابة عن الاغتراب والهجرة

رنا الجميعي

هدى بركات هي روائية لبنانية، حصلت على جائزة البوكر العربية عام 2019 عن رواية "بريد الليل"، ولديها مسيرة أدبية تبدأ منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي حتى الآن.


هدى بركات روائية لبنانية، اتخذت الحرب الأهلية اللبنانية موضوعًا لرواياتها، كذلك الاغتراب عن الأرض، وحصلت على جائزة البوكر العربية عام 2019.

اشتهرت هدى بركات بعد حصولها على جائزة البوكر عام 2019، عن روايتها “بريد الليل”، ولكن بركات تمتلك مسيرة طويلة في مجال الرواية العربية، وتأثيرها عبر رواياتها التي تتحدث عن الحرب الأهلية اللبنانية، وعلى رأسها روايتها الثانية “أهل الهوى” 1993، وتميزت مسيرة بركات الأدبية رغم قلة إنتاجها الروائي.

أثر الصحافة في مسيرة بركات الأدبية

ولدت بركات عام 1952 في العاصمة اللبنانية بيروت، وحصلت على ليسانس في اللغة الفرنسية وآدابها من الجامعة اللبنانية عام 1975، وبعد ذلك بعام سافرت إلى باريس لمتابعة دراستها الأكاديمية، ثم استقرت في العاصمة الفرنسية منذ عام 1989، عملت في مجال الصحافة الثقافية، والتدريس والترجمة، وكتبت عديدًا من الروايات والمجموعات القصصية.

ظهر أثر الصحافة في روايات بركات عبر صفة التكثيف، وتذكر في ندوتها بمعرض القاهرة للكتاب 2022، وتقول: “لم تفدني الصحافة إلا في شيء واحد هو التكثيف، أكتب النص ومن ثم أعود إليه مرة اخرى بعد فترة، مثلًا في بريد الليل حذفت نصف الرواية، أحسست أن الرواية تحتاج إلى هذا”.

بريد الليل.. سيرة شخصيات تعاني الاغتراب

تتناول رواية بريد الليل سيرة شخصيات منفية ومهاجرة تترك بلادها بسبب الحروب والنزاعات العرقية والمذهبية، ويضطرون إلى قضاء الوقت في غربة دائمة، النفي والهجرة جزء مما يهم بركات في رواياتها، كذلك العودة إلى الجذور كما فعلت في روايتها “ملكوت هذه الأرض” 2012، وترجمت أغلب أعمال بركات إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية مثل رواية “حارث المياه” 1998، و”أهل الهوى” 1993، و”سيدي وحبيبي” 2013.

وحازت بركات عبر مسيرتها الأدبية عديدًا من الجوائز، منها جائزة الناقد للرواية 1990، عن رواية “حجر الضحك”، وجائزة نجيب محفوظ للرواية 2000، عن رواية “حارث المياه”، ومنحتها الحكومة الفرنسية رتبة فارس في الآداب والفنون عام 2002، ثم منحت وسام الاستحقاق عام 2008.

“عوالم رواياتها تبحث عن معنى في فوضى الواقع”

حصلت صاحبة رسائل الغريبة أيضًا على جائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها الـ15، وفي حيثيات الفوز قالت لجنة التحكيم عن أعمالها: “فقد جاءت عوالم رواياتها بحثًا عن معنى في فوضى الواقع، قد يكشف عن هشاشة الكائن واضطراب الهويات، وذلك في لغة روائية مقتصدة وإيقاع سردي متنوع”، وترشحت لجائزة المان بوكر الدولية عام 2015.

آمنت بركات أن الكتابة عن الاغتراب ضرورة ملحة في العصر الحالي، بسبب تزايد معدلات الهجرة، وبالتالي الشعور بالاغتراب، وترى صاحبة أهل الهوى أن التحصن ببعض تفاصيل الوطن في الغربة لم تعد تكفي في ظل القسوة الراهنة، لأن الاغتراب أصبح من داخل النفس، وليس الخارج فقط.

 

ربما يعجبك أيضا