مناهض للحرب وناقد لبوتين.. من هو المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الروسية؟

بوريس ناديجين يعتزم خوض الانتخابات الرئاسية الروسية

آية سيد
مناهض للحرب وناقد لبوتين.. من هو المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الروسية؟

يعتزم بوريس ناديجين، الناقد لحرب أوكرانيا وسياسات بوتين، الترشح لانتخابات الرئاسة الروسية.


أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة الروسية، المقررة في مارس المقبل.

وفي خطوة جريئة، أعلن مرشح آخر عزمه خوض السباق الرئاسي ومنافسة بوتين. وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرًا، اليوم الأربعاء 17 يناير 2024، يستعرض أهم المعلومات عن المنافس المحتمل للرئيس الروسي، والعقبات التي قد تواجهه.

من هو المرشح المحتمل؟

يعتزم بوريس ناديجين، الذي يبلغ من العمر 60 عامًا، خوض الانتخابات الرئاسية الروسية. وحسب الصحيفة الأمريكية، عمل ناديجين مساعدًا لرئيس الحكومة الروسية، سيرجي كيرينكو، في أواخر التسعينات.

مناهض للحرب وناقد لبوتين.. من هو المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الروسية؟

بوريس ناديجين

وفي عام 2000، أصبح نائبًا في مجلس الدوما. وخدم في مجموعات الاستشارات ولجان الخبراء الحكومية. وفي 2019، انتُخب في مجلس نواب دولجوبروندي. وحاول مرتين أن يصبح حاكمًا لمنطقة موسكو، لكنه فشل في التسجيل لخوض الانتخابات.

موقفه تجاه بوتين

انتقد ناديجين علنًا الحرب الروسية الأوكرانية، وحمّل الرئيس الروسي مسؤولية جر بلاده إلى الماضي. وقال إنه بدلًا من أن تتقوقع روسيا على نفسها، كان ينبغي أن تتودد إلى الاستثمارات الغربية وتبدأ التعامل مع أمريكا وأوروبا مجددًا، وفق تصريحاته لوول ستريت جورنال.

وأوضح ناديجين أنه اختلف مع بوتين عقب اعتقال وسجن قطب النفط الروسي، ميخائيل خودوركوفسكي، في 2005، بتهم الاحتيال والتهرب الضريبي والاختلاس.

وأضاف أن استيائه ازداد مع تسارع الحكم الاستبدادي لبوتين، ثم جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير في 2020، عندما وافق بوتين على تعديلات في دستور روسيا، تسمح له بالبقاء في السلطة حتى 2036.

حرب أوكرانيا

حسب البيان الانتخابي لناديجين، يلقى الروس حتفهم بلا داعي في الحرب، التي يحرص على الإشارة لها بـ”العملية العسكرية الخاصة”، وهو المصطلح الذي يستخدمه الكرملين. وقال إن أولوية روسيا يجب أن تصبح وقف القتال، ومنع الناس من الموت، واستعادة الاتصالات مع الغرب وأوكرانيا.

وفي تصريحاته لوول ستريت جورنال، لم يكشف عما إذا كان سيعيد الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها روسيا بطريقة غير قانونية. لكنه أصر على وجود حاجة إلى إجراء مباحثات واسعة بين موسكو وكييف وواشنطن بشأن طبيعة الحدود المستقبلية بين روسيا وأوكرانيا.

وقال ناديجين: “العلاقات الطبيعية مع أوروبا ضرورية لنا”، لأن اقتصاد روسيا متشابك مع اقتصاد أوروبا. كما أعرب عن قلقه من أن روسيا تصبح معتمدة بشدة على الصين، الخصم التاريخي في آسيا الوسطى وشرق آسيا.

متطلبات الترشح

لم يتضح بعد ما إذا كان سيُسمح لناديجين بتذليل العقبات التنظيمية للوصول إلى صناديق الاقتراع. ووفق الصحيفة الأمريكية، يجب على ناديجين، الذي لا يحظى بأي دعم في المجلس التشريعي، جمع 100 ألف توقيع من أكثر من 40 منطقة للترشح في الانتخابات، وهو العدد المطلوب من الأحزاب التي ليس لها تمثيل في الدوما.

ويترشح ناديجين عن حزب “المبادرة المدنية”، الذي يصفه بأنه “ليبرالي”. واستطاع التغلب على عقبة تسجيل مجموعة عمل يدعمها 500 شخص على الأقل، وسُمح له بفتح حساب انتخابي والبدء في جمع التوقيعات. لكن المهمة ليست سهلة لأن قوانين الانتخابات تشترط تقديم التوقيعات في نسخة ورقية بحلول 31 يناير.

مناهض للحرب وناقد لبوتين.. من هو المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الروسية؟

بوريس ناديجين

وحتى الآن، سُمح لـ3 مرشحين فقط بمنافسة بوتين، وجميعهم ينتمون لأحزاب سياسية موالية للكرملين ولديها تمثيل في البرلمان، وهي الحزب الشيوعي، والحزب الديمقراطي الليبرالي، وحزب الشعب الجديد. كما مُنعت المرشحة الموالية للسلام، يكاترينا دونتسوفا، من الترشح بسبب أخطاء في أوراقها.

مناورة من الكرملين

تكمن صعوبة تحدي بوتين في أن من يريدون الترشح ضده يجري تحييدهم أو تجاهلهم أو اعتبارهم مناورة من الكرملين كي تبدو الانتخابات شرعية، وكذلك فإن من ينظمون شبكاتهم الشعبية يُجبرون على العيش بالخارج، أو يسجنون لسنوات، مثل المعارض أليكسي نافالني، حسب الصحيفة الأمريكية.

وفي هذا الشأن، قال الزميل بمؤسسة تشاتام هاوس البريطانية، نيكولاي بتروف: “المشكلة الوحيدة لبوتين والكرملين هي أنهما لا يريدان الفوز بالانتخابات فقط، بل يريدان إظهار أن بوتين لا يزال يحظى بشعبية كبيرة وأنه يستطيع الفوز دون ألاعيب”.

وأوضح بتروف أن الكرملين يحتاج إلى كل صوت لضمان أن يكون انتصار بوتين أكبر مما حصل عليه في انتخابات 2018 عندما فاز بـ77% من الأصوات. ولذلك، إذا كان أي مرشح، سيحصل على 1% فقط من الأصوات، سيكون هذا غير مواتيًا لبوتين.

رد ناديجين

ووفق وول ستريت جورنال، يدرك ناديجين أن الكثيرين يتشككون في ترشحه، فقد عمل في إدارة بوتين لسنوات ويعرف الرئيس شخصيًا، كما أن السماح له بانتقاد بوتين على التليفزيون الوطني زاد الشكوك لدى الخبراء. لكن ناديجين يصر على أنه مرشح قادر على الفوز.

وقال: “أنا أترشح للرئاسة كمعارض لسياسات الرئيس الحالي. ويوجد عشرات الملايين من الأشخاص الذين يفهمون أن أسلوب بوتين يضر ببلادنا، ومستقبل أولادنا وأحفادنا”.

وعن عدم مواجهته رد فعل سلبي من الكرملين بسبب انتقاده لسياسات بوتين، أشار ناديجين إلى أن النخبة الروسية ربما تقلل من أهميته أو لا تعتبره تهديدًا. وقال إنه ليس متطرفًا مثل نافالني، وإن أول مرسوم سيصدره إذا انتُخب رئيسًا هو إطلاق سراح 400 سجينًا سياسيًا في روسيا.

ربما يعجبك أيضا